S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
طهران-سانا
دعا قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي إلى رفع الحصار الظالم وإزالة كل أنواع العقوبات عن الشعب الإيراني وقال “إن رفع الحصار من الأمور الأساسية للحوار والمفاوضات بشأن الملف النووي ونرفض الكلام عن رفعه لاحقا”.
وأضاف خامنئي خلال كلمة له في مدينة مشهد شمال شرق إيران “ليس هناك في إيران من لا يريد الحل السياسي ولكننا نرفض سياسة الإخضاع التي يمارسها الطرف الآخر” مشيرا إلى أن الشعب الإيراني صامد وسيخرج منتصرا في المفاوضات ولا يخاف التهديدات وبإمكان إيران أن تلغي آثار المقاطعة الخارجية بالاعتماد على الإنتاج الداخلي وتطوير اقتصادها بالاعتماد على القدرات الذاتية والاستفادة من الطاقات البشرية المبدعة وتعاون الشعب مع الحكومة الإيرانية.
وشدد خامنئي على أن المفاوضات مع “خمسة زائد واحد” تبقى في مجال الملف النووي فقط رافضا أي تفاوض مع الولايات المتحدة في المسائل الإقليمية لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث في رسالته للشعب الإيراني في عيد النوروز أمس عن أمور “كاذبة” ولا سيما حين تحدث عمن لا يريد الحل السياسي في إيران مضيفا “هم يعلمون أننا لا نسعى للحصول على السلاح النووي لكنهم استخدموا ذلك للضغط علينا”.
وحذر قائد الثورة الإسلامية الإيرانية من أن الضغوط الإقتصادية الغربية تستهدف أمن إيران واستقرارها وسلب الشعب الإيراني الأمن المتوفر في غرب آسيا والحصول على أكبر المكاسب من إيران عبر المفاوضات داعياً في الوقت ذاته جميع الإيرانيين إلى التعاضد في مواجهة سياسات الغرب العدائية وبذل قصارى الجهود لإفشال مخططاته.
وأضاف خامنئي إن أعداءنا يقولون بصراحة إن ضغوطهم الإقتصادية ضدنا هي لدوافع سياسية.
وأشار خامنئي إلى المناورات العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية الأخيرة وقال “إنه تم خلال المناورات العسكرية إدخال أسلحة جديدة أذهلت العدو نفسه الذي أقر بذلك”.
روحاني: الاتفاق النووي مع مجموعة”خمسة زائد واحد”ممكن وعلى الطرف الآخر أن يقرر
من جهته أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده تتمتع بإرادة كافية لإجراء المفاوضات النووية مع مجموعة “خمسة زائد واحد” مشيرا إلى أن الاتفاق حول الملف النووي قابل للتحقيق ولا يوجد شيء لا يمكن تسويته وعلى الطرف الاخر من المفاوضات أن يتخذ القرار النهائي في هذا المجال.
ونقلت وكالة إرنا الإيرانية عن روحاني قوله اليوم على هامش زيارته لمركز الإمام الخميني لتاهيل المعوقين” إننا توصلنا إلى وجهات نظر مشتركة في الجولة الأخيرة من المفاوضات بشأن عدد من القضايا الخلافية ويمكن أن يشكل ذلك أساسا للاتفاق النهائي لكن ما زالت هناك بعض القضايا والاختلاف في وجهات النظر”.
وأضاف” إنه كان يمكن تسوية القضايا العالقة في هذه الجولة من المفاوضات إلا أن الجانبين شعرا بأنهما بحاجة إلى متسع من الوقت لذلك فقد أرجئت المفاوضات لعدة أيام في ظل تخطيط قاما به”.
واعتبر أنه ليس هناك مشكلة غير قابلة للحل إلا إنه من الطبيعي أن يزداد العمل صعوبة في الأيام و الأسابيع الأخيرة من المفاوضات وعندما يريد الجانبان التوصل إلى اتفاق فعليهما أن يتحملا ضغوطا اكبر لأن اتخاذ الخطوات النهائية يكون صعبا دوما.
ولفت روحاني إلى أنه “من الطبيعي أن رضا الجانبين لا يتحقق في المفاوضات بنسبة مئة بالمئة لذلك عليهما أن ياخذا في الاعتبار خطوطهما الحمر فالتفاهم العام سهل لكن عندما نخوض في التفاصيل فان العمل يصبح صعبا ومعقدا للغاية وتبرز صعوبات ومشاكل كبيرة”.
وأكد روحاني أنه” من الخطأ التفكير بنتيجة الربح خسارة في عالم اليوم وان اي قوة كبرى في عالم اليوم لا يمكن أن تفكر بالربح بالكامل وأن يقول طرف أنه يجب القضاء على الطرف الآخر أو أن يقول الطرف الآخر أنه يجب سحق أهداف المنافس” معربا عن أمله بأن تنتهي المفاوضات إلى تفاهم يخدم الشعب الإيراني و المنطقة والعالم ويجلب السلام و الصداقة والعلاقات الوثيقة والتنمية لايران والمنطقة.
وكانت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد أجرتا الأسبوع الماضي جولة مفاوضات في مدينة لوزان السويسرية لحل القضايا الخلافية العالقة بينهما حول الملف النووي وقد أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عقب مباحثاته مع نظيره الأمريكي جون كيري أن المفاوضات النووية وصلت الى مرحلة حساسة.
ومن المقرر استئناف المفاوضات بين الجانبين هذا الأسبوع.
من جهة ثانية أكد الرئيس روحاني ضرورة توثيق العلاقات الودية بين الدول لرسم مستقبل زاهر ومفعم بالتعاون والصداقة.
و شدد روحاني خلال رسائل تهنئة بعثها اليوم إلى رؤساء عدد من الدول بمناسبة عيد النوروز وحلول العام الإيراني الجديد عام 1394 الذي بدأ اليوم على ضرورة تمتين العلاقات الودية لإرساء صورة زاهرة للمستقبل معربا عن امله بمزيد من التقدم والازدهار لقادة و شعوب هذه الدول.
واعتبر الرئيس الايراني عيد النوروز تراثا تاريخيا عريقا ومن أوجه الاشتراك الحضاري والثقافي بين هذه الدول مؤكدا أن الرساميل المعنوية والثقافية و الطاقات الكبيرة التي تتمتع بها شعوبنا في تاريخها المشترك خلقت قيما وآثارا وشخصيات فذة كانت دائما مصدر فخر وإعتزاز لشعوب هذه البلدان.
