الشريط الإخباري

صالة بكرا إلنا للفن التشكيلي.. تجربة فريدة في نشر الثقافة جماهيريا

دمشق-سانا

تشكل صالة بكرا إلنا للفن التشكيلي والتي افتتحت أمس الأول في نادي المحافظة تجربة فريدة في نشر الثقافة والفن التشكيلي بطريقة جماهيرية أكثر قرباً من الناس من خلال الاستفادة من البنى التحتية لمحافظة دمشق وتفعيل دور نادي المحافظة في نشر الفن والفكر والقيم الجمالية إلى جانب الرياضة.

وشارك في المعرض الأول الذي أقيم في صالة بكرا إلنا بالتزامن مع افتتاحها أحد عشر فناناً تشكيلياً من الأسماء المهمة في الفن التشكيلي السوري هم أسماء فيومي-موفق مخول-زهير حسيب-عمار الشوا-وليد الأغا-بتول الماوردي-غسان حبيب-أريج خلوف” في التصوير الزيتي كما شارك في النحت كل من الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد التشكيليين السوريين والدكتور فؤاد طوبان وفؤاد أبو عساف.

2

وبلغت الأعمال المعروضة نحو ثلاثين عملاً تشكيلياً بين لوحة ومنحوتة من مختلف المدارس الفنية من ناحية الأساليب والتقنيات وبأحجام مختلفة ومواضيع منوعة إلى جانب نحو ثمانين عملاً فنياً لأطفال مشروع بكرا إلنا.

وقال التشكيلي عمار الشوا المشرف على مواهب الأطفال في الفن التشكيلي ضمن مشروع بكرا إلنا في تصريح لـ سانا إن محافظة دمشق أطلقت مشروع بكرا إلنا منذ حوالي العام بهدف اكتشاف ورعاية مواهب الاطفال في دمشق في مختلف الأنشطة الرياضية والفنية من مسرح وموسيقا وفن تشكيلي ورقص إيقاعي ورقص الباليه عبر نحو خمسة وثلاثين مركزاً موزعا ضمن دمشق يستضيف أنشطة المشروع عبر اقامة مرسم في كل مركز للعمل مع الأطفال الموهوبين من عمر ستة إلى اثني عشر عاماً في مختلف مجالات الفن التشكيلي.

ويوضح الشوا أن هدف المشروع من الناحية الفنية هو بناء جيل من الأطفال الموهوبين من خلال تنمية الحس الجمالي والرؤية الفنية والذائقة البصرية لديهم إلى جانب تحليهم بشخصية محبة ومؤمنة بالجمال والتعاون لبناء مستقبل الوطن.

ويبين الشوا أن هناك نحو مئة طفل مشاركون اليوم في المشروع ويعمل معهم خمسة عشر فناناً من الشباب الموهبين والمتحمسين للمشروع ضمن المراكز الموزعة في دمشق حيث تعمل المحافظة على زيادة هذه المراكز وتوسعيها باستمرار وتقديم كل ما يلزم لها من إمكانات ومواد ومستلزمات مبيناً أن العمل مع الأطفال يكون على جلستين كحد أدنى أسبوعيا ولمدة ساعتين في الجلسة ضمن كل مركز.

3

ويؤكد الشوا أن افتتاح صالة العرض الفنية ضمن نادي المحافظة جاء كخطوة من خطوات مشروع بكرا إلنا لتكريس مكان مناسب بمساحة كبيرة وبمواصفات وإمكانات جيدة لعرض الأعمال التي ينتجها الأطفال الى جانب إمكانية عرض أعمال التشكيليين السوريين الراغبين بذلك وفق آلية عمل أي صالة عرض فنية مع إمكانية بيع الأعمال المعروضة لمحبي اقتناء أعمال الفن التشكيلي.

ويشير المشرف على مواهب الفن التشكيلي بالمشروع إلى أن التشكيليين المشاركين في المعرض بادروا ليكونوا متواجدين في افتتاح الصالة من خلال عرض عدد من آخر نتاجاتهم الفنية إلى جانب نتاجات الأطفال الموهبين في المشروع إيماناً منهم بدور هذه الصالة بنشر الثقافة والفن التشكيلي بين الناس ولتشجيع هذه المواهب الصغيرة على الاستمرار بالاجتهاد لتطوير أدواتهم ليصبحوا فناني الغد.

ويرى الشوا أن دعم محافظة دمشق للعمل في هذا المشروع وصالة العرض أثبت أن هذه التجربة مهمة ويمكن تعميمها على مختلف مؤسسات الدولة لتكون شريكة في نشر الوعي والثقافة والقيم الجمالية والفنية لبناء الشخصية الوطنية لدى الجيل الجديد.

بدوره قال التشكيلي موفق مخول إن إقامة صالة عرض فنية في مكان رياضي فكرة مهمة لدخول الفن التشكيلي إلى كل مكان لنشره بطريقة جماهيرية وشعبية قريبة من الناس وهذا يلغي فكرة أن الفن التشكيلي موجه لشريحة اجتماعية وثقافية محددة دون غيرها ويجعله أكثر ارتباطا بالحياة.

ويشارك الفنان مخول في المعرض بعملين من الحجم الوسط وبأسلوب تجريدي متداخل مع الزخرفة الشرقية بقالب حديث وبتقنية المواد المختلفة لتقديم رؤية بصرية تنم عن الإحساس الداخلي للفنان من خلال دمج اللون مع الفكرة والتكوين.

4

وتابع إن الفن اليوم لم يعد ملكاً لمؤسسة معينة أو مسؤولية جهة محددة وهذا ما أثبتته محافظة دمشق من خلال تبنيها لمشروع بكرا إلنا الهادف لنشر الثقافة والرياضة بين الناس مبيناً أن الفنانين التشكيليين يشجعون مثل هذه المبادرات من قبل المؤسسات للمشاركة في بناء الثقافة ضمن المجتمع السوري.

ويرى الفنان الحاصل على كود في سجل غينيس للأرقام القياسية عن لوحته الجدارية في مدينة دمشق بعنوان “الحياة” أن كل مؤسسة من مؤسسات الدولة يجب أن تخصص مكانا لديها لعرض الأعمال الفنية لنتمكن من زرع الفن التشكيلي في المجتمع وبناء الثقافة الداخلية والوعي الفكري والجمالي لدى الناس مشيراً إلى أن محافظة دمشق قامت باقتناء عدد من لوحات الفنانين المشاركين وقدمت مكافات مالية جيدة لهم.

ويدعو مخول الجميع للوقوف مع هذا المشروع وكل مبادرة تعمل لنشر الثقافة في المجتمع دون الوقوف على التفاصيل الصغيرة وذلك من خلال الدعم بمختلف الإمكانات المتاحة لتطوير هذا النوع من العمل الجماعي الهادف لخير المجتمع.

ويشير مخول أن وجود عدد من التشكيليين السوريين في مثل هذا المعرض إلى جانب الأطفال المشاركين في المشروع مع أهلهم وحضور عدد من المسؤولين في الافتتاح شكل حالة من الحوار والتبادل الثقافي والفكري المهم بين شرائح اجتماعية متنوعة.

ويؤكد مخول في ختام حديثه على دور الإعلام في تسليط الضوء على هذه المشاريع الوطنية الثقافية والفنية المهمة لتشجيع مثل هذه المبادرات لتصبح حالة ثقافية سائدة مضيفا إننا معنيون بالعمل لجعل الأزمة التي نعيشها اليوم خارج التاريخ وتجاوزها وجعلها عابرة في حياتنا من خلال الفن والقيم الإنسانية والجمالية والفنية.

محمد سمير طحان