الشريط الإخباري

أعمال (بلا عنوان) في معرض حضرت فيه الجزيرة السورية لسالم عكاوي

دمشق-سانا

الجزيرة السورية بمفرداتها اللونية هي السمة الأبرز في معرض الفنان التشكيلي سالم عكاوي حيث وقع كل عمل ولوحة فيه بعبارة (بلا عنوان) ليكون انطباع المتلقي إزاءها هو العنوان.

وضم المعرض الذي أقامه المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق ما يناهز 100 عمل فني تجريدي بألوان الأكريليك تنوعت قياساته وأشكال الطرح بين أعمال مسطحة وخماسية الأبعاد على كتل مكعبة الشكل جمع بين جهاتها تمازج الألوان.

الدكتور غياث الأخرس رئيس مجلس إدارة مركز الفنون اعتبر في تصريح لـ سانا الثقافية أن الفن في العالم لم يعد يهتم بالعنوان لأن المتلقي يتأثر بالمفردات اللونية وليس الحرفية ولا يمكن وضع عناوين تستوفي جميع الحالات النفسية الداخلية كما أنها لن تغير من تفاعل المتلقي مع العمل.

وأشار الدكتور الأخرس إلى أثر أرض الجزيرة السورية على المفردات التشكيلية عند الفنان عكاوي التي تتحرك ضمن الفضاء اللوني لتلك المنطقة فتجلت عبر اللون الأصفر ويرمز للقمح والأحمر ويعبر عن الزي الشعبي لافتاً إلى أن الفنان لا يرسم ما يراه ولكن يرسم انطباعات تظل تتوالد في أعماله وفق حالة استمرارية.

أما الفنان عكاوي فتحدث عن دوافع إغفاله وضع عناوين لأعمال معرضه قائلاً إنه أراد أن يعبر المضمون الذي يريد أن يتلقاه المشاهد في عالمي الجمال والوجع انسجاماً مع رؤيته للفن المعاصر بأنه لا يقدم مواضيع مباشرة يمكن أن يشرح عنها بل هو جمالية بصرية وألوان على سطح اللوحة ضمن خطوط وتفاصيل تتكون في لحظة انفعالات ليبث عبرها من ذاكرته البصرية أشياء تشبهنا وتتناول هويتنا ومكاننا الذي ننتمي إليه وتلامس أوجاعنا وأفراحنا.

وحول المكعبات التي قدمها أوضح عكاوي أنه حاول عبرها أن يخرج من الشكل النمطي للوحة الجدار فهو ليس نمطاً من الأعمال التركيبية وإنما هو خمسة وجوه من اللوحات الصغيرة يجمعها رابط معين من اللون والحركة والتوزيع اللوني.

أما عن الأعمال التي تبدو متشابهة فذكر عكاوي أن العملين لا يتشابهان إلا بالشكل العام لجهة الوحدة والتوازن والتكوين ولكن بالتفاصيل يختلفان بشكل مطلق لتكوين حالة تفاضل لوني بين لوحتين تجعلها تكملان بعضهما البعض.

ومن الحضور رأى الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا أن عكاوي من الفنانين الذين أثبتوا حضورهم بسرعة على الساحة التشكيلية فحول الخط إلى لوحة فنية مشيراً إلى أن المساحات اللونية في لوحاته لم تأت عبثاً وإنما من خلال تجربته الحياتية التي نماها عبر تواجده في دمشق ومعارفه وثقافته الفكرية والفلسفية وروحه وعجنها بعجينة الوانها وسكبها على لوحة حملت التكوين والحداثة والابتكار والخيال وذكرياته من الجزيرة.

الفنان التشكيلي سهيل بدور وجد أن لوحات المعرض جديرة بالمشاهدة وهي تجربة تعتبر رافدة للحركة التشكيلية وتحكي عن الفنان عكاوي الذي يشتغل على التجريد والنسيج اللوني ضمن مساحات لونية كبيرة تدعو للتأمل مع بروز الخط العربي ودلالته في بعض أعماله معتبراً أن للفنان حرية بتقديم أعمال ربما يراها الآخر متشابهة ولكنها تختلف بمساحة لونية أو حرف أو نقطة.

بلال أحمد