التشكيلي نور جعفر.. لوحتي هي تاريخي ومرآة ذاتي

دمشق-سانا

يعتبر التشكيلي السوري نور جعفر أن لوحته تختصر تاريخ فرحه وغضبه وعشقه وهي التي تحمل تضاريس وجهه وحالاته المتناقضة وحتى معاناته كما أنها مرآة ذاته ومخزون الذاكرة والواقع لديه.2

وعن حبه لرسم البورتريه يقول جعفر المغترب في ألمانيا في حديث لسانا.. أرسم نوعين من البورتريه أحدهما الشخصي وهو يمثل مرحلة بحث عن الذات واخر البورتريه العام وهو الوجه الذي أرسمه تصويرياً بلحظة زمنية مقيداً بها إحساس عال من الروح والتعابير.

وعن رسمه للطبيعة يوضح جعفر أنه يتذكر دائما عبارة لفان كوغ يقول فيها.. عندما أخرج للرسم في الطبيعة أريد أن أشعر بأشعة الشمس تغزو رأسي وبعدها تتلقفها مشاعري فتعالجها الألوان ومن ثم ترسلها عبر يداي إلى لوحتي.

ويضيف.. بالطبع لمكان إقامتي في أوروبا تأثير قوي على أعمالي ففي الشرق كنت أفتقد للون الأزرق الداكن اللون البارد فكان تعرفي على هذا اللون في أوروبا أعطى لعملي الفني توازنا نسبيا بين ما هو حار وما هو بارد.3

ولأن الأزمة في سورية أثرت على جميع السوريين حتى على المغتربين فهو يبين أنه بعد أن كان يعود من كل زيارة لدمشق حاملاً في جعبته أطناناً من الياسمين والشمس كي تقتات منها روحه في الغربة صارت الأشكال والكتل منذ بداية الازمة بالنسبة له بلون واحد بارد رغم أنه يعتبرها مرحلة مؤقتة وستزول حتما.

ورغم أنه شارك بمعارض جماعية في فرنسا وحصل على جائزة في معرضه عام 1998 فضلا عن سبعة معارض فردية وثلاثة مشتركة في ألمانيا إلا أن هاجسه ليس البيع او الجوائز بل إنه يطمح ليقيم معرضا شخصيا في بلده سورية وأن تجد الحارات الشامية في لوحاته مكانها الحقيقي الدافئ.

ويوضح جعفر أنه من خلال معارضه في أوروبا ومشاهدته تعابير وردود أفعال المشاهد الأوروبي للوحاته استخلص عمق التفاعل والانسجام مع عمله الفني ولالوانه الحارة التي تقاسم الباردة في لوحته.

وعن هذه النقطة يبين أن الجمهور الغربي يطلقون على الشرقيين تسمية القادمين من بلاد الشمس ويقول.. حملت شمس دمشق وألوان الطين والياسمين وعشق حاراتها إلى بلاد الضباب مؤكدا أن للفن التشكيلي السوري هوية تفرض وجودها وخاصة أنه نابع من تجربة حقيقية ويعكس واقعه.

ويرى جعفر أن الحداثة في الفن هي تعبير عن حالة المحيط الخالي من الموروث الثقافي وهي قادمة من أوروبا التي يعيش الإنسان فيها حالة الحداثة متجرداً من غرس الماضي والقيود القديمة مبينا أن الحداثة الفنية يجب أن تكون مرتبطة بالواقع المعاش وليس نقلا او اقتباسا عن واقع آخر كي لا تفقد اللوحة هويتها الثقافية.4

ويتوجه الفنان جعفر للفنانين السوريين الشباب بالنصح للاستمرار بالعمل في ظل الظروف الصعبة لأن العمل والاستمرار هو الحل لاكتساب العمق الفكري ووصول العمل للنضوج الفني.

ويختم جعفر بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري في داخل الوطن وخارجه مع وجود فنانين محترفين كبار كالفنان المغترب عمر حمدي مالفا وغيره من الأسماء السورية المشرفة في المحترف التشكيلي السوري والعالمي.

والفنان نور جعفر درس الفن التشكيلي في معهد أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق ودرس تصميم وسائل الإعلام في ألمانيا وعمل كمصمم لشركات ألمانية وهو متفرغ للرسم والتدريس منذ عام 2004 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية في فرنسا وألمانيا.

محمد سمير طحان