شابات يحيين حرفة تراثية في حمص

حمص-سانا

مشغولات تراثية وحرفية متنوعة ازدانت بها ردهات المعرض الفني الذي أقيم مؤخراً ضمن الأيام الختامية لمبادرة “بكل غرزة حكاية” وتم خلاله عرض النتاج الفني لأكثر من أربعين مشاركاً من الشباب والسيدات الذين تلقوا أصول حياكة الميلان على مدى خمسة أشهر من عمر المبادرة التي سعت إلى إحياء التراث الحمصي وجذب الشريحة الشابة إلى فنونه المتنوعة.

وعكست المنتجات المعروضة ضمن القاعة الأثرية جانب كنيسة الأربعين شهيداً في حمص القديمة قدراً عالياً من الإبداع لجهة الأفكار وجودة المصنوعات الحرفية ودقة تفاصيلها ولا سيما أن المشاركين التحقوا بورشات المبادرة تمهيداً لاحتراف هذا الفن وتوظيفه في مشروعات صغيرة تدر عليهم دخلاً مادياً مقبولاً.

مؤسس المبادرة المخرج المسرحي سامر أبو ليلى أشار في تصريح لـ سانا الشبابية إلى أن المبادرة تضمنت ورشتين تدريبيتين الأولى منهما لتعليم الشابات والسيدات أصول تطريز الميلان بإشراف 4 مدربات مختصات وورشة لتدريب الشباب على رواية الحكايات وتمثيلها.

وعزا أبو ليلى اختيار الميلان لكونه مهنة تراثية يدوية قديمة اشتهرت بها حمص حيث اعتادت السيدات على تطريز أطقم الميلان لتحمله كل عروس معها فتزين به منزلها.

المشاركتان أمل دالاتي ونجاة الخليل عبرتا عن استمتاعهما بتعلم غرز جديدة وتطبيق الرسومات على الورق والقوالب والأبر والخيوط الخاصة لتطريزها لافتتين إلى أنهما اختارتا تعلم هذا الفن رغم صعوبته باعتباره واحداً من الحرف التقليدية ضيقة الانتشار والتي تتسم بجماليات خاصة تغاير سواها من المشغولات اليدوية.

ولاء العبود مدربة ضمن ورشة الميلان وخريجة معهد فنون نسوية بينت أن الميلان يعتمد على التطريز باستخدام أبر خاصة وخيط البريم والخيط العادي لكنه أخذ يتراجع بسبب دخول آلات التريكو والحياكة موضحة أن تدريب السيدات يسمح لهن باكتساب مهارة تؤهلهن لتأسيس مشاريعهن الخاصة ولذلك فقد تم تدريبهن على أهم الغرز الأساسية في هذه الحرفة وهي “الفينيس والبرايد والميلان الروماني”.

المطران جاورجيوس أبو زخم ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذوكس أشار إلى أن المبادرة تتبنى أفكاراً إيجابية بطريقة جميلة وبناءة لإحياء التراث ولتحقيق فائدة مادية تعود على المتدربات في حال إتقان هذا النوع من الحياكة التقليدية وهو أمر يعزز دور المرأة الفاعل وحضورها في سوق العمل والإنتاج.

رشا المحرز