محمد رحال يدعو إلى محاكمة تركيا وقطر وائتلاف المعارضة لدعمهم الإرهاب

بيروت-سانا

“ائتلاف المعارضة صنيعة بلدان خارجية اختارت أشخاصا سيطر عليهم تنظيم إرهابي يدعى “الإخوان المسلمين” أنتج ظلما وقهرا لا ينتهيان وطريقا مسدودا أمام أي حل سياسي في سورية” بهذه العبارات الواضحة أعلن المدعو محمد رحال فراره مما يسمى معارضة الخارج مطالبا المجتمع الدولي اعتبار أعضاء ائتلاف المعارضة “عناصر دعمت الإرهاب والإرهابيين”.

اختار رحال بيروت ليعقد مؤتمرا صحفيا أقل ما يوصف به بأنه فضيحة لما سمي خلال سنوات “معارضة سورية” أو ما دعي من قبل الغرب بـ “الثورة” ليدعو مجلس الأمن الدولي “لإرسال لجنة لتقصي الحقائق حول الدورين التركي والقطري في مساندة منظمات إرهابية ورعايتها وتسليحها لقتل الشعب السوري”.

وأعلن رحال صراحة أن “قطر هي التي جلبت أشخاصا ساعدتهم بالمال ثم قيل لنا في الإعلام إن هؤلاء يمثلون الشعب السوري كان ذلك في البداية عبر “المجلس الوطني” ثم تطور إلى الائتلاف لكي ينبثق عنه حكومة إخوانية تابعة لقطر ولتركيا تنفذ فقط مصالح هذين البلدين”.

لم يقف رحال هنا بل زاد على ذلك بالقول “نحمل تركيا ومن يساندها كلفة إعادة إعمار سورية بسبب دعمهم للإرهاب” كما طالب بإلزام تركيا إعادة كل المسروقات من معامل ومصانع وآليات بيعت خردة في تركيا بتورط مباشر من حكومتها وأجهزة استخباراتها.

المفارقة أن المعارض الفار من المعارضة كان اختار تركيا لإطلاق مواقفه الداعية لتدمير سورية بحجة القضاء على “النظام” إذ إنه رئيس ما يسمى “المؤتمر السوري العام الذي عقد في تركيا قبل عام ونصف العام”.

ويبدو أن رحال ماهر في التقلب إذ إنه التقط الجو السياسي العام في المنطقة الذي يتوجه نحو تعويم الرؤية الرسمية السورية وإعادة الاعتبار لمعارضة الداخل ولذلك أراد أن يرفع صوته لعل أحدا يعطيه دورا عبر “دعوته لهدنة عامة وإعطاء الوقت الكافي للحكومة لبدء الحوار السوري السوري ودعوة الجماعات غير السورية لمغادرة سورية “أي الإرهابيين” وإعادة تصويب البندقية في وجه الإرهابيين والتكفيريين الذين قدموا من كل حدب وصوب لتدميرها”.

لم يكن هذا موقف رحال عندما كان ينسق عمل التنسيقيات التي كانت تنادي بـ “لا للحوار والائتلاف يمثلني” أو عندما كانوا يدعون لتسليح الإرهابيين والتدخل الخارجي في سورية.

اللافت في مواقف رحال دعوته الصريحة لإدراج تنظيم “الإخوان المسلمين” وتوابعه كمنظمات إرهابية وملاحقتهم أمام الجهات والمنظمات الدولية بتهم دعم الإرهاب.

ولم يقدم رحال جديدا بهذا فالسوريون يعلمون أن الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وكذلك صنفتهم مصر والإمارات والسعودية وليبيا وهم على قائمة الانتظار في باقي دول الخليج وفي الجزائر وحتى في بعض الدول الأوروبية لكن الجديد أن يصدر هذا الموقف من حليف سابق لهم راهن عليهم لحجز كرسي في السلطة وعندما فشل أعلن الحقيقة ولو متأخرا جدا.

وفي جانب آخر حمل رحال بشدة على التدخل الأجنبي في سورية الذي “ساق الثورة حسب تعبيره وخطفها ليخرج بها عن أهدافها” ولكن هل يعقل أن تقبل ثورة أن تساق إذا كانت فعلا كما يسميها رحال أم أنها كانت فعلا مطية ركبها البعض للوصول إلى بغيته بتفتيت سورية وعندما فشل ترك حصانه الخاسر يتخبط بقراراته كما يفعل رحال اليوم.

ما يجري في سورية “صراع إقليمي ودولي ومخابراتي عالمي هدفه تدمير الدولة السورية قام على دماء أبنائها وتسبب في اغراق الشعب السوري في صراع عالمي أدى إلى تشريد آلاف العائلات تحت غوائل الفقر والتشرد والمزايدات والبيع للأوطان إضافة إلى التدمير الممنهج الذي تمارسه أطراف متعددة”.

كلام لا خلاف عليه لكن لماذا لم يكن رحال مع هذا التحليل الدقيق الذي قدمته الدولة السورية منذ ربيع 2011 وحذرت من الانجرار وراء الدعاية الغربية التي لا يخفى على عاقل مدى ارتباطها بمصالح الغرب وأنه لا علاقة لها بمصالح الشعوب.

التعريف برحال ليس صعبا فهو رئيس لما يسمى “تنسيقيات الثورة” وأهم ما برع فيه تحديد تواريخ لسقوط الدولة السورية ويدعو طورا إلى تسليح الإرهابيين لكن الأهم إنه كان يجزم بأنه لا جلوس على طاولة واحدة مع الحكومة السورية لكنه اليوم يعلن انشقاقه العكسي ليسير لأول مرة مع ساعة الزمن السوري فالانشقاق يجب أن يكون عن الإرهاب وداعميه وليس عن الدولة التي نظفت نفسها من الداخل بما سمي انشقاقات كان بمثابة عملية تطهير من أصحاب النزعات الخفية والنوايا الدفينة.

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …