الشريط الإخباري

في ظل كورونا.. إقبال كبير على تصنيع المنظفات منزلياً

دمشق-سانا

مع ازدياد الطلب على مواد التعقيم والتنظيف في ظل الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا وارتفاع أسعارها في السوق لجأ المزيد من الأسر إلى صناعتها يدويا في المنزل.

أبو عبدو بدأ منذ فترة بمساعدة زوجته بتصنيع مواد التنظيف بعد أن تعلم الطريقة من أحد أصدقائه العاملين في هذا المجال مؤكدا وجود فرق كبير بالسعر والجودة بين ما ينتجه وما يشتريه من السوق.

وحول آلية تصنيع مواد التنظيف بين أنه يحصل على المواد الأولية من سوق البزورية “العطارين” لافتا إلى أن طرق التصنيع تختلف من مادة إلى أخرى فتصنيع سائل الجلي يتطلب إذابة المواد الأولية “الزفتة والقطرونة والتكسابون مادة المجمد” بأوعية بلاستيكية مضافاً إليها قدر معين من الماء والاستمرار بالتحريك يتم بعدها إضافة المواد المعطرة والملونة والملح في المرحلة الأخيرة.

التوفير في ثمن شرائها واعتمادها كمصدر للدخل لإعالة أسرته دفع أبو محمد لتعلم صناعة المنظفات عبر الانترنت مشيراً إلى أنه يبيع تلك المواد على بسطة في أحد الأسواق الشعبية بريف دمشق كما أنه يبيعها لأصدقائه وجيرانه في الحي ويلبي طلباتهم التي تزايدت عليها نتيجة التفاوت بين أسعارها وأسعار المنظفات الأخرى إضافة إلى جودتها.

وتصل تكلفة المواد الأولية لإنتاج ليتر واحد من أي مادة تنظيف وفق أبو محمد إلى نحو 170 ليرة سورية ويقوم ببيعها بـ 250 ليرة سورية في حين سعر شراء الكمية المصنعة نفسها في المعامل يصل إلى ضعف السعر.

ويحمل تصنيع مثل هذه المواد مخاطر كبيرة لا يمكن إغفالها حيث يدعو أبو محمد إلى الحذر في التعامل مع مواد التنظيف لتجنب مخاطر أضرارها على الجلد والجهاز التنفسي والعينين وإلى ضرورة الالتزام بنسب معينة من المواد الأولية لتجنب أي مخاطر وإبعادها عن الأطفال من خلال تصنيعها في مكان خاص بالمنزل.

بعد اتباعها أكثر من دورة تدريبية لتعلم صناعة المنظفات تقوم الشابة نور نعيم بتصنيع احتياجات أسرتها من مواد التنظيف والتعقيم لضمان جودتها من جهة وللتخفيف من تكاليف شرائها وترى أنه يجب على ربة المنزل إتقان صناعة المواد والسلع التي تستهلكها الأسرة بكثرة ومنها مواد التنظيف لضمان حماية أسرتها من أي أمراض تسببها الجراثيم والفيروسات ومنها كورونا.

ويسعى الشاب عمر إلى زيادة خبرته في تصنيع مواد التنظيف والمعقمات لتكون فرصة عمل له في المستقبل حيث يقوم حاليا بإنتاج كميات تلبي حاجة أسرته مشيراً إلى أن هناك منتجات تحتاج لأكثر من يوم لتكون جاهزة للاستخدام بما فيها سائل الجلي “اللودالين وهو الاسم المتعارف عليه شعبيا” الذي يحتاج إنتاجه عدة مواد أولية منها تكسابون ومادة الزفتة وهي المادة الفعالة فيه والصود الكاوي ومواد محسنة بغرض الحصول على المادة الرغوية.

ويشدد عمر على ضرورة الالتزام بمقادير معينة وخلطها وتحريكها جيداً حتى الذوبان ومن ثم تركها مدة يوم أو يومين تبعا لدرجة حرارة الجو ثم يوضع المجمد ويضاف إليها الصبغة والمعطرات وتترك مدة ثم تتم تعبئتها بعلب مخصصة.

ويحمل تصنيع مثل هذه المواد مخاطر كبيرة لا يمكن إغفالها لاحتوائها على مواد كيميائية على درجة من الخطورة منها حمض السلفونيك الذي يعرف “بالزفتة” ومادة التكسابون وهي من المواد الفعالة بمثل هذه المنتجات إضافة إلى مركب قلوي قوي جداً يسمى القطرونة الخاص بصناعة الصابون وفق الصيدلانية ساندي سطمه.

وأكدت سطمه مخاطر استخدام مثل هذه المواد وخلطها دون الإلمام بطرق ومقادير استخدامها الأمر الذي يؤدي إلى أمراض جلدية لدى البعض موضحة أن تأثيرات المواد المستخدمة في تركيب هذه المنتجات تظهر أحيانا بشكل فوري عند ملامستها بشكل مباشر حيث تؤدي إلى التسمم الحاد والفوري وتخريش العيون وحرق الجلد كما تسبب تأثيرات على الجهاز التنفسي تظهر لاحقاً لذلك يجب ارتداء القفازات والكمامات والنظارات الواقية خلال عملية خلط المواد.

ويمكن الحصول وفق سطمه على مواد تنظيف مصنعة منزليا بجودة عالية مبينة أن الجودة تقاس من خلال الالتزام بدقة بكمية معايير المواد الأولية المصنع منها المنتج حيث يؤدي إنقاص الكميات ولا سيما المادة الفعالة إلى تخفيف جودة المنتج بينما الزيادة في مقادير الكميات تؤثر بشكل سلبي على صحة المنتج والمستهلك.

مدى علوش

انظر ايضاً

الصحة العالمية: ارتفاع حاد بعدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم

جنيف-سانا أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات بفيروس كورونا “كوفيد19”