S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
باريس-موسكو -سانا
بدأ المؤتمر الدولي حول المناخ الذي تنظمه الأمم المتحدة أعماله في العاصمة الفرنسية باريس في وقت سابق اليوم بحضور نحو 150 رئيس دولة وحكومة بهدف بحث سبل إمكانية التوصل إلى اتفاق للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي يعاني منها العالم.
ويسعى المشاركون في المؤتمر الـ 21 الذي يستمر أسبوعين إلى صياغة اتفاق ستلتزم بموجبه جميع الدول بخفض انبعاثات الغازات من أجل خفض حرارة الغلاف الجوي درجتين مئويتين مقارنة بالفترة ما قبل الثورة الصناعية.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته خلال افتتاح المؤتمر أنه من الضروري اتخاذ مواقف شاملة ومتكاملة لحل القضايا المناخية في إطار صندوق خاص بهذه القضايا يمكن تشكيله عبر آليات الأمم المتحدة معتبرا إن وضع اتفاقية مناخية جديدة تحل محل اتفاقية كيوتو ستخدم مصلحة كل الدول وشعوبها بعد عام 2020.
وأشار بوتين إلى أن روسيا تخطط حتى عام 2030 إلى تقليص انبعاث الغازات الحابسة للحرارة عدة أضعاف مقارنة بعام 1991 من خلال استخدام تقنيات جديدة عبر استخدام أنابيب النانو.
بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نحن أمام فرصة كبيرة وبحاجة إلى هذا الزخم السياسي الذي قد لا يتكرر من أجل ضمان رفاه الجيل الحالي والأجيال المستقبلية معتبرا أن الاجتماع في باريس اليوم قد يكون نقطة تحول أساسية في هذا المجال.
وأوضح كي مون أنه لابد من طرح مشروع على المدى الطويل يحظى بدعم الحاضرين في المؤتمر من أجل احتواء ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين مؤكدا أنه لابد أن تفي الدول المتطورة بوعودها وتخصص 100 مليار دولار للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة في غضون 5 سنوات.
من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمة الافتتاح أن محاربة الإرهاب ومواجهة الاحترار العالمي يشكلان تحديين كبيرين وقال “لا ينبغي فقط تحرير العالم من وباء الإرهاب بل لابد من أن نورث الأجيال أرضا مستدامة”.
ورأى هولاند أن مستقبل الحياة والكرة الأرضية على المحك لافتا إلى أنه ما من بلد في العالم بمنأى من آثار الاحترار.
وعبر هولاند عن ازدياد الآمال “مع تسلح المجتمع الدولي بأجندة اعتمدت في المؤتمر العام للأمم المتحدة أيلول الماضي حيث وضعت 190 دولة خطة عمل للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع الاحترار المناخي”.
بدوره طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتفاق عادل وواضح فيما يتعلق بالحفاظ على المناخ مشيرا إلى أنه يجب عدم تحويل عبء خفض انبعاثات الغازات من الدول المتقدمة إلى الدول النامية.
من جانبه أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن وجود المجتمعين اليوم في مؤتمر باريس يبرهن أنه لا يمكن للإرهابيين أن يتصدوا للجهود البشرية لمجابهة موضوع التغير المناخي مؤكدا ضرورة التزام جميع الدول بتعهداتها المالية حيال مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
من جهته دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ضرورة الارتقاء بمستوى التحديات لإحداث تغيير إيجابي ومواجهة التغير المناخي والتوصل إلى اتفاقية تتلاءم مع ظروف كل دولة مشيرا إلى أنه لابد من استراتيجية طويلة المدى ستعطي العالم الثقة بالحلول المستقبلية.
من ناحيتها دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن تكون الاتفاقية لتخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة ضمن اطار أممي ملزم قانونيا مبينة أن ألمانيا ستساهم في الكثير من البرامج لتعزيز أهداف التنمية المستدامة.
ويشارك في المؤتمر 10 آلاف مندوب ومراقب وصحفي ليكون بذلك أكبر مؤتمر للأمم المتحدة يضم أكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية.
بوتين لن يلتقي أردوغان على هامش قمة باريس للمناخ
في سياق متصل أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يعقد لقاء مع الرئيس التركي رجب اردوغان على هامش قمة المناخ في باريس.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله اليوم إن “الرئيس الروسي لا يخطط لعقد لقاء مع أردوغان ولا يدور الحديث عن هذا اللقاء ولن يعقد هناك مثل هذا اللقاء” مشيراً إلى أنه لا وجود لأي اتصالات من هذا النوع في جدول أعمال الرئيس بوتين.
وامتنع بيسكوف عن التعليق على تسليم تركيا جثمان قائد القاذفة الروسية التي أسقطها النظام التركي في الأجواء السورية.
من جهة أخرى لم يستبعد بيسكوف عقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش القمة في باريس وقال “لا نستبعد عقد لقاء مع أوباما وعلى الأرجح ستجري محادثات مع أوباما في أروقة الموءتمر”.
يذكر أن أردوغان حاول الاتصال بالرئيس الروسي بعد حادثة اسقاط الطائرة الحربية الروسية دون أن يلقى آذانا صاغية في حين أكد الكرملين أنه لن يجرى أي اتصال مع الجانب التركي قبل الاعتذار الرسمي.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
