القطاع التعليمي يتعافى في درعا بشكل متسارع

درعا-سانا

وقعت العديد من مناطق محافظة درعا كغيرها فريسة الإرهاب وفرضت المجموعات الإرهابية سيطرتها على أجزاء من المدينة وريفها وتعرض أهالي هذه المناطق إلى شتى أنواع المعاناة بفعل ممارسات هذه المجاميع الإرهابية الممولة من الخارج والتي عاثت تخريبا وتدميرا بالممتلكات العامة والمرافق الخدمية لتدخل نفقا مظلما سادته شريعة الغاب إلى أن طهرها الجيش العربي السوري من دنس هؤلاء الإرهابيين وأعاد الأمن والاستقرار إليها.

ومنذ إعلان درعا خالية من الإرهاب في آب الماضي بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها في مختلف المجالات بفضل الجهود الحثيثة للجهات المعنية ولا سيما في القطاع التعليمي حيث يشير مدير تربية درعا محمد خير العودة الله في لقاء مع مراسل سانا حول الواقع التعليمي في محافظة درعا إلى أن سيطرة التنظيمات التكفيرية وممارساتها الإرهابية أدت الى انخفاض عدد المدارس في المحافظة من 988 مدرسة إلى 545 ورافق ذلك انخفاض عدد الطلاب من 275 ألفا إلى 131 لافتا إلى أن الأمر بدأ بالتحسن بشكل مضطرد منذ تطهير المحافظة من الإرهاب حيث ارتفع عدد المدارس إلى 835 وعدد الطلاب إلى 225 ألف طالب وطالبة.

وبين العودة الله أنه منذ دحر الإرهاب رممت وزارة التربية 107 مدارس من أصل 111 مدرسة دمرتها المجموعات الإرهابية بشكل كامل كما تم ترميم 363 مدرسة كانت مدمرة بشكل جزئي مشيرا إلى وجود خطط وبرامج من أجل إعادة الطلاب المتسربين وتأهيلهم بموازاة دورات مكثفة من قبل المرشدين النفسيين والاجتماعيين.

وأوضح العودة الله أنه بتسهيلات كبيرة من قبل القائمين على العملية التعليمية تمت إعادة 7300 طالب متسرب إلى المدرسة حيث تم سبرهم عمريا والحاقهم بأقرانهم إضافة إلى إقامة برامج للفئة ب للذين انقطعوا لأكثر من عام وتم افتتاح 165 شعبة موزعة على كل مدارس المحافظة بتعداد 1765 طالبا وتلميذا.

من جانبه أشار رئيس دائرة التخطيط والاحصاء في مديرية تربية درعا نايف الشرع إلى أن التعليم كبقية القطاعات الأخرى لم يسلم من تخريب الإرهابيين وكان له اثر كبير على المجتمع على كل الأصعدة حيث قامت المجموعات الإرهابية بإغلاق عدد من المدارس وإرهاب التلاميذ وسعت بكل السبل إلى نشر أفكارها التكفيرية بين صفوفهم إلا أن مبادئ المجتمع المحلي الراسخة كانت وما زالت أقوى.

ولفت الشرع إلى أن مديرية تربية درعا عملت على مناهج الدعم النفسي ومهارات الحياة التي تطور الفكر لدى الطلاب للحفاظ على الانتماء الوطني والمواطنة وليكون العمل تشاركيا مع المجتمع المحلي وتوفير المساحات اللازمة للطفل للقيام بنشاطاته المتعلقة بالمناهج المطورة.

من جهته ذكر مدير ثانوية الغارية الشرقية اسماعيل خليل الزعبي أن الكادر التدريسي والطلاب تعرضوا خلال فترة انتشار المجموعات الإرهابية إلى مختلف وسائل الترهيب من قتل وخطف في حين منع الأطفال من الذهاب إلى المدارس التي تعرضت لتدمير وتخريب ممنهجين الأمر الذي أدى بالفعل إلى تراجع في عموم جوانب هذا القطاع الاستراتيجي مشيرا إلى أنه بعد دخول الجيش العربي السوري إلى البلدة بدأت المدارس تعود إلى مكانتها شعلة نور ومعرفة.

وبين مختار بلدة الغارية الشرقية موسى القادري أن الدولة السورية ورغم الظروف القاهرة دأبت على توفير عناصر العملية التعليمية ومستلزماتها الأساسية فأرسلت المدرسين والكتب إلى القرى والبلدات التي ينتشر فيها الإرهابيون الذين دمروا جميع التجهيزات المدرسية من مخابر وحواسب ومعدات وأرهبوا الطلاب وحاولوا فرض أفكارهم التي لا تمت للإنسانية والأديان السماوية بصلة.

واليوم بعد تحرير الجيش العربي السوري معظم التراب السوري من رجس الإرهاب باشرت الدولة من خلال وزارة التربية بوضع الخطط والبرامج الهادفة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية للمدارس المتضررة وإعادة المتسربين بعدما منعتهم المجموعات الإرهابية من الذهاب للمدارس بالتوازي مع ايلاء الدعم النفسي والإرشادي للطلاب بكل فئاتهم أهمية كبيرة من أجل بناء شخصية سليمة نفسيا وبدنيا وغرس القيم الثقافية والأخلاقية لضمان نشأة صحية للأجيال.

خالد طلال

 

انظر ايضاً

شبكة الإنترنت وثقافة المنظومات الإلكترونية… في كتاب علمي جديد

دمشق-سانا “الإنترنت ساحة الحرب العالمية الثالثة وأدواتها دراسة تاريخية