محور العدوان العالمي يواصل زعزعة استقرار الدول المستقلة

دمشق-سانا

يطل محور العدوان العالمي ورأس حربته الولايات المتحدة من جديد بمخططاته الشيطانية التي تستهدف الشعوب ووحدة دولها في مكان آخر من العالم، وهذه المرة محطته التالية في فنزويلا التي تتبع نهجاً تحررياً صامداً على مدى عقود في وجه الصلف الأمريكي والتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.

بعد فشل حلف العدوان الأمريكي الذي يتذرع في كل تدخلاته بحماية “حقوق الإنسان”، في حربه الإرهابية على سورية التي جند لها مئات الآلاف من المرتزقة من أربع جهات الأرض ومدهم بكل وسائل الدعم المادي والتسليحي وما رافق ذلك من إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب بحق الشعب السوري ضيقت عليه في معيشته وسبل تأمين الخدمات الأساسية له، يبدو أن هذا “الحلف” اختار ساحة جديدة من العالم لينفذ السيناريو الذي فشل بتحقيقه في سورية خصوصاً والمنطقة عموماً.

التدخل الأمريكي في فنزويلا، لاقى تنديداً واستنكاراً عربياً وعالمياً رسمياً وشعبياً ورفضا للرغبة الأمريكية في ضم فنزويلا “الدولة والشعب” إلى الحظيرة الأمريكية ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئه الأساسية، ما دفع تلك الدول والقوى الشعبية والحزبية التي تتبنى شرعة الأمم المتحدة وتدافع عن القانون الدولي إلى إعلان دعمها الكامل وغير المشروط للشعب الفنزويلي وقيادته الشرعية المتمثلة بالرئيس نيكولاس مادورو الذي يسير بخطا ثابتة نحو تكريس الاستقلال وتعزيز القرار الوطني السياسي في وجه تدخلات واشنطن وأدواتها في الداخل التي تنفذ سياسات واشنطن وهمها فقط السيطرة على ثروات الشعب الفنزويلي في محاولة لتجويعه وتركيعه.

الدعم الكبير لفنزويلا من قبل روسيا والصين وإيران وسورية وكوبا وغيرها الكثير من الدول إضافة إلى بيانات التنديد ووقفات الشجب والرفض الشعبية ومواقف عدد كبير من شرفاء العالم من حركات وأحزاب ونواب وشخصيات مرموقة، عرّت سياسات الولايات المتحدة ومن يتبعها من دول الغرب وكشفت عزلتها الدولية وأظهرت الرفض التام لما تقوم به من خارج هيئة الأمم المتحدة ودون موافقة أو تصريح من مجلس الأمن الدولي، الذي من المفترض أنه المعني الأول والأخير بالسلم والأمن الدوليين.

روسيا رأت أن التدخل الخارجي غير البناء في فنزويلا ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي محذرة الإدارة الأمريكية من التدخل العسكري في هذا البلد، بينما أعربت الصين عن معارضتها التدخل الأجنبي في شؤون فنزويلا الداخلية ودعمها لجهودها في حماية سيادتها واستقلالها واستقرارها.

إيران أيضا أعلنت دعمها لحكومة وشعب فنزويلا في مواجهة التدخلات الأمريكية السافرة وشددت على وقوفها إلى جانب حكومة فنزويلا وشعبها في مواجهة أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية.

كذلك أدانت سورية بشدة تمادي الإدارة الأمريكية وتدخلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية، مؤكدة تضامنها الكامل مع قيادة وشعب فنزويلا في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأمريكية.

مواقف الدعم لفنزويلا تجاوزت المواقف الرسمية وتعدتها إلى أحزاب وشخصيات ودبلوماسيين غربيين، حيث أكد رئيس اللجنة الأوروبية في البرلمان السلوفاكي لوبوش بلاها أن ما تقوم به الولايات المتحدة في فنزويلا يمثل عملاً بربرياً يعيد العالم من جديد إلى أجواء الحرب الباردة وخرقاً فظاً للقانون الدولي وتدخلاً فظيعاً في الشؤون الداخلية لبلد مستقل وسابقة خطيرة يتوجب على المجتمع الدولي كله إدانتها.

مجلس السلم العالمي أدان هو الآخر بشدة المحاولات الأمريكية الرامية إلى الإطاحة بالحكومة الشرعية للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والتي تشكل تدخلاً واضحاً في شؤون فنزويلا.

التوجه الأمريكي نحو فنزويلا حسب رأي بعض المراقبين جاء نتيجة للفشل والهزيمة التي مني بها المشروع الأمريكي وأدواته في المنطقة، وفي محاولة يائسة لحفظ ماء وجه واشنطن ولتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي عن الأزمات والفضائح التي تتخبط بها إدارة ترامب ذات النهج التخريبي في مختلف بقاع العالم، الأمر الذي يهدد الاستقرار العالمي والذي لا يمكن أن يتوازن إلا بوجود نظام دولي جديد يعيد الاعتبار للشرعية الدولية ويحترم سيادة واستقلال الدول وخياراتها الوطنية ويلجم النزعات العدوانية للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي تسببت بمقتل أكثر من 30 مليون شخص جراء الحروب والنزاعات التي أشعلتها عبر العالم على مدى سنوات طويلة.

وكما صمد الشعب السوري في وجه مؤامرة كونية استهدفت وطنه واستطاع الانتصار عليها وهزيمتها، فإن الشعب الفنزويلي الذي قاوم على مدى عقود طويلة نزعات الهيمنة والغطرسة الأمريكية، وبدعم الحلفاء والأصدقاء سيكون قادراً على التصدي للمؤامرة الأمريكية الجديدة وإسقاطها والحفاظ على سيادة بلده واستقلاله.

باسل نيوف

انظر ايضاً

فنزويلا تبدأ تحقيقاً في مخطط خارجي لزعزعة استقرار البلاد

كراكاس-سانا فتحت النيابة العامة في فنزويلا تحقيقاً في مخطط كشفته مجموعة كولومبية مسلحة لزعزعة استقرار …