العودة إلى المنشأ

القضاء على إرهابيي «داعش» ومثيلاته في سورية والعراق أمر محتوم ولا يحتمل التأويل، وهو ما تؤكده العمليات العسكرية الجارية ضدهم، والرفض الشعبي القاطع الذي بدأ يأخذ شكل انتفاضات في أكثر من منطقة فرض هؤلاء الإرهابيون سطوتهم عليها.

وإذا ما كان الحديث عن سورية، فإن جيشها وقواها الشعبية وصلوا إلى مرحلة متقدمة جداً في معركة القضاء على هؤلاء الإرهابيين، الذين ثبت بالأدلة القاطعة أن لا مكان لهم على الأرض السورية.

لذلك، ووفق المعلومات المسرّبة من الاستخبارات الغربية، وما يدور حولها من تحليلات لكبار المتابعين والمهتمين بشؤون المنطقة، فإن تنظيم «داعش» بدأ يسرّع خطوات الانتقال بإرهابه إلى الخليج وبشكل خاص إلى السعودية، التي شهدت في الأسابيع والأيام القليلة الماضية هجمات إرهابية كان آخرها قبل يومين في منطقة الإحساء.

ولذلك أيضاً بدأت تظهر في المدن السعودية كالرياض وجدة الحواجز العسكرية على الطرقات وزادت عمليات التفتيش والمداهمة وتضاعف عدد المعتقلين على خلفية هذه الأحداث.

ولا غرابة في هذا التسارع لتوجه «داعش» ومثيلاته إلى السعودية، فالأوضاع هناك مناسبة تماماً لتكاثره وتوسعه، على قواعد الحواضن الفكرية التكفيرية، والفتاوى الوهابية الجاهزة، والأموال الطائلة التي يمكن الحصول عليها بسهولة.

وما تفعله «داعش والنصرة والجبهة الإسلامية» في سورية على سبيل المثال من جرائم إرهابية وأخلاقية مرفوضة بشكل قاطع من السوريين، لها مناصرون ومعجبون في السعودية بسبب تأثير الفكر الوهابي الطاغي هناك.

وهذا ما لم يتنبه إليه آل سعود جيداً، فاندفعوا إلى أقصى الحدود في دعم المجموعات الإرهابية في سورية منذ اليوم الأول، وسمّوا هؤلاء الإرهابيين «ثواراً»، وعقدوا عشرات المؤتمرات واللقاءات من أجل مساندتهم مالياً وتسليحاً والتغطية عليهم سياسياً وإعلامياً، مستخدمين لذلك نفوذهم المالي وتحالفاتهم مع الأميركيين والإسرائيليين.
والآن، وكما كان متوقعاً، بدأ الإرهابيون رحلة العودة إلى المنشأ وإلى الأمكنة التي غسلت أدمغتهم فكرياً ومالياً، وهي الخليج والسعودية بشكل خاص وما حدث في الإحساء هو البداية، علماً أننا في سورية لا نتمنى لأشقائنا في السعودية سوى الخير على الرغم مما اقترفه آل سعود من جرائم ضدنا.

بقلم: عز الدين الدرويش