اﻟﻨﻔير اﻟﻌﺎم من تبقى من العرب-بقلم: زهير ماجد

من تجنى على سورية ولم يصدق أنها تقاتل عن الأمة يكتشف اليوم كم كانت على حق، وكم كانت صادقة في حمل الأمانة الثقيلة التي يصعب تحملها إلا من قبل دولة متجذرة ولها شأن كبير في التاريخ. هؤلاء اليوم باتوا يعرفون ما قصد إليه السوريون حين حذروا من الارهاب الذي يضرب المنطقة، وأنه لن يترك مكانا ألا ويبلو فيه ..
في مواجهة الذعر الذي يضرب المنطقة بعدما سيطرت داعش على إمارتها التي هي بمثابة اسرائيل جديدة تتمدد حسب الحاجة وحسب القوة وحسب السكان، تنبه الكل الى كلام الرئيس السوري بشار الأسد وتحذيراته من اللعبة الخطيرة في منطقة فسيفسائية قابلة لانتاج ما قد يذهب بالعقل الناصح فكيف بالعقول التي تنسجم.
الآن يجر الجميع خيبتهم بعمى بصيرتهم وبصرهم، الآن يحاولون أن يتفهموا المشهد الذي تجاوزهم، فصاروا حيارى في فهمه، ومع ذلك يصر البعض منهم على موقفه من سورية التي كم قدمت لهم النصح والمعلومات والدليل على ماوصلنا اليه.
في منطقة لاحول لها ولا قوة، لايجوز الصمت أمام حالة الهلع التي تنتاب الجميع .. النفير مطلوب وبسرعة من أجل عدم تمكين الواقع الحالي لأن يصبح أمرا واقعا، بل إن الخريطة الجديدة لـ داعش لن تتضح لأنها ترفع شعار بلاد الشام والعراق فيكون لبنان وسورية وفلسطين والاردن والعراق طبعا مشروعها الكبير وخارطتها المرسومة، هي مصغر من النيل الى الفرات.
أيقظت داعش فينا جميعا ان المعركة التي تخوضها سورية ليست سوى متاريس عن الأمة كلها .. انها باختصار أولى المراحل التي بدأت فيها معركة استعادة اجزاء الوطن من برابرة جدد لن يتركوا لنا ولو ظل شجرة نتفيأ به من حرارة الشمس، بل لن يتركوا نبعا ولا ماء ولا صناعة انسانية الا وسيتم تدميرها .. هم ضد التطور وضد الانسانية، لديهم الحقد التاريخي على كل ماهو عصري وحياتي واجتماعي واقتصادي ومالي ،، أسألوا من وقع تحت قبضتهم تعرفوا الجواب.
نجح الإسرائيلي في خطته، ونجحت الى حين القوى الداعمة التي باتت معروفة ومشار اليها بالبنان، فهي من جرب تخريبه في سورية واليوم في العراق وغدا في الأمكنة التي تطالها أياديها الطويلة الباع في تمزيق الأمة من أجل مشروعها الذي غيرت لبوسها كثيرا من أجل أن يتمكن من المنطقة.
نرجو ألا يطول التفكير بما حصل، المخططون استراتيجيون لديهم خططهم الطويلة المدى، ولديهم الوقت الكافي، وأما داعش وملحقاتها فهي عدة شغلهم وأدواتهم التي يحركونها .. صحيح أن داعش ظلاميون، لكن الممولين والمخططين والداعمين هم أهل الظلام الذي يراد نشره على المنطقة بأسرها.
اصغوا جيدا الى سورية من جديد، وهي التي حملت لواء الدفاع عن الجميع، ومرت ومازالت بامتحان صعب ومعقد، وحينما كانت تلوح بان الآتي أعظم، لم يصدق المغرضون وخصوصا من اهل الإعلام إنها على علم بما هو مختبئ في أجندات المخططين والممولين والداعمين.
حان موعد النفير العالم وإلا… عليكم جميعا السلام، فهؤلاء لايفهمون من معهم ومن عليهم سوى أنهم الأصح والباقي على خطأ يستلزم بتره.

الوطن العمانية