منارة حبران.. ترصد جمال جبل العرب

السويداء-سانا

تتميز قلعة المنارة الأثرية الواقعة في أقصى جنوب بلدة حبران بمحافظة السويداء بتاريخها العريق وارتفاعها الشاهق وإطلالتها الساحرة على كل ما حولها وهوائها العليل الذي يبعث الراحة في نفوس الزائرين.

وتستند المنارة إلى كتلة صخرية من جهتي الغرب والجنوب وتتيح لزائرها الاستمتاع بجمال جبل العرب من كل الجهات وتطل على سد حبران والتلال المجاورة ويحيط بها أشجار البلوط والبطم بينما يتميز سطحها بارتفاعاته المختلفة التي تتسع لعدد كبير من الزوار بالإضافة إلى انتشار النباتات البرية فوقه ما يجعله موقعاً مؤهلاً للاستثمار السياحي ومكاناً للتنزه وللسياحة الشعبية .

ويشير مدير سياحة السويداء يعرب العربيد إلى أن “قلعة المنارة الأثرية” أهم معالم بلدة “حبران” أو “هيرانا” وأسست لتكون نقطة مراقبة على طريق المواصلات لافتا إلى أن القلعة كتب على الكثير من حجارتها كلمات باللغة اليونانية ووجد عليها رسوم نبطية ويعتقد أنها تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد.

ويبين العربيد أن “حبران” قرية نبطية وإحدى أجمل قرى محافظة السويداء وأكثرها خصباً وخضرة لكثرة أشجارها الحراجية حيث تحيط بها غابات السنديان بالإضافة إلى امتلاكها كل المقومات التي تؤهلها لتكون منطقة سياحية بامتياز من حيث المناخ الجميل والطبيعة الخلابة والسهول الخصبة وسدها الذي يتميز بمياهه النقية وبالحراج التي تحيط به.

ويذكر مدير سياحة السويداء أن البلدة تضم العديد من المواقع الأثرية المهمة من بينها أطلال المعبد الذي أسسه الآراميون في العهد النبطي لعبادة إله الطقس هدد في العام 155 ميلادية والعديد من الأعمدة والتيجان التي تتناثر في أرجائها وغيرها من الحجارة المنقوشة بأسلوب نبطي وكتابات يونانية ونصوص أثرية تعود إلى الفترات النبطية والرومانية.

ويوضح العربيد أن “حبران” كانت جزءاً من مملكة “أكريبا الأول” ثم ألحقت بعد وفاة هذا الأمير بالولاية السورية الرومانية واستعادها ولده “أكريبا الثاني” وأصل تسميتها يعود إلى الآراميين وتعني عقدة المواصلات حيث كانت طريقاً لمرور القوافل بين سهل وجبل حوران وبين الشمال والجنوب وصولاً إلى صلخد وتعود الآثار القديمة فيها إلى الألف الثاني قبل الميلاد باعتبارها كانت من أهم مراكز الدولة الآرامية ثم استوطنها الأنباط .

وترتفع حبران عن سطح البحر نحو 1400 متر وتنتشر فيها زراعة التفاح والعنب واللوزيات والتين والزيتون ويطل عليها من الجهة الشمالية تل القليب المشهور في جبل العرب ويمر بها ثلاثة أودية وفي عام 2015 تم اعتمادها كأول قرية نموذجية للسياحة الشعبية والبيئية في محافظة السويداء.

سهيل حاطوم