يبدو أن ضربات التحالف الأمريكي الجوية على مواقع داعش لم تتصف بالجدية حتى الآن، وذلك لمحدودية الأهداف التي ضربت رغم تجاوز الدول المشاركة فيه أربعين دولة، ولأن تنظيم داعش لم يفقد القدرة على ارتكاب المزيد من الجرائم واجتياح العديد من القرى والمواقع التي لا تبعد كثيراً عن القوات والقواعد الأمريكية الموجودة على الأراضي التركية…
ما يزيد الشك في هذا التحالف العسكري الذي شكلته الإدارة الأمريكية وفق أهوائها ومخططاتها وبما يضمن وجودها العسكري لسنوات أقلها ثلاث سنوات مع إمكانية تمددها إلى عشر سنوات… إن التحالف العسكري الأمريكي لا يزال يفتقر إلى الشرعية القانونية ذلك لأن تحالفاً من هذا النوع يجب أن يحظى بموافقة مجلس الأمن، وأن تشارك فيه الدول الخمس دائمة العضوية بما في ذلك روسيا والصين وكذلك الدول التي تعاني من إرهاب «داعش» و«النصرة» و«خراسان» وغيرها من التنظيمات الإرهابية التكفيرية وخاصة في سورية والعراق لكن الإدارة الأمريكية لا تزال تكابر، ولا تزال تماطل وتشتري المزيد من الوقت لتضيفه إلى عمر الإرهابيين… فالتحالف الدولي الذي يمكن أن يجمع كل الدول المؤمنة بمكافحة الإرهاب إن تشكل وتحت الفصل السابع وبإجماع أعضاء مجلس الأمن يمكن أن يختصر مدة القضاء على الإرهاب في المنطقة من سنوات إلى أشهر أو أسابيع… مع التأكيد أن سورية قد حددت مدة الانتهاء من المواجهات العسكرية مع الإرهابيين في غضون عام… وبعدها يمكن الانتقال من خوض المعارك إلى مرحلة التصدي للعمليات الإرهابية المحدودة التي يمكن أن تحصل بين الحين والآخر…
وما يعطي هذه التوقعات إمكانية التحقيق الفعلي ما نشاهده الآن من انتصارات وإنجازات للجيش العربي السوري قصمت ظهر الإرهاب في عدرا العمالية وفي عدرا البلد والمليحة والدخانية والقلمون وريف حماة الشمالي وغيرها من مواقع ظن الإرهابيون وداعموهم استحالة تحقيقها…
إن إعطاء المزيد من الوقت للإرهابيين وفق روزنامة التحالف الأمريكي والتذرع بتدريب المزيد من المسلحين الذين لم يتوقف تدريبهم في الأردن وتركيا والسعودية منذ بداية الأزمة في سورية ما هو إلا فصل جديد من فصول الكذب الأمريكي المفضوح الذي يسعى لإعادة إنتاج إرهاب أشد خطراً ولكن بتسميات جديدة.
بقلم: محي الدين المحمد