الشريط الإخباري

رغم المعارضة الواسعة.. مسؤولو كردستان العراق يصرون على الانفصال

بغداد-سانا

يصر مسؤولو إقليم “كردستان العراق” على اجراء الاستفتاء على انفصال الإقليم العراقي رغم معارضة أغلبية دول العالم زاعمين أن الشراكة مع الحكومة المركزية فى بغداد فشلت في الوقت الذي أكد فيه المسؤولون السياسيون العراقيون رفضهم لهذا الاستفتاء مشددين على أن بغداد لن تتعامل معه أو مع نتائجه.

وأكد رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي في هذا الإطار إن خارطة العراق تتعرض مع اقتراب تحقيق النصر النهائي على إرهابيي “داعش” لمحاولة تقسيم من شأنها تمزيق وحدته والتفريق بين أبناء الوطن الواحد على أساس قومي وعرقي مستغرباً ظهور دعوات التفرقة والعودة إلى عهد الظلام والتسلط والدكتاتورية في الوقت الذي توحد فيه الشعب العراقي لصد عصابة “داعش” المجرمة وأبعد الخطر عن أربيل ومدن الشمال.

وقال العبادي “إن العراق لن يتخلى عن مواطنيه الكرد وسيبقى يرفض الدولة الطائفية والدولة العنصرية وسيبقى لكل العراقيين ولن نسمح أن يكون ملكا لهذا وذاك يتصرف فيه كيفما يشأ ودون حساب للعواقب”.

وقد طلب العبادي من قوات الأمن حماية المواطنين من التهديد والإجبار على المشاركة في استفتاء انفصال إقليم شمال العراق في المناطق التي تسيطر عليها سلطات هذا الإقليم.

وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان “إن القائد العام للقوات المسلحة وجه الأجهزة الأمنية بحماية المواطنين من التهديد والإجبار الذي يتعرضون له في المناطق التي تسيطر عليها سلطات إقليم كردستان”.

وكانت وسائل إعلام أكدت أن قوات “البيشمركة” التابعة لإقليم كردستان العراق أنذرت عشرات العائلات بالإبعاد القسري عن المناطق التي تسيطر عليها في حال عدم المشاركة في الاستفتاء.

من جهته أصر مسعود برزاني رئيس الإقليم على إجراء الاستفتاء على الانفصال وقال خلال مؤتمر صحفي في أربيل شمال العراق أمس “إن الاستفتاء هو الخطوة الأولى ليعبر إقليم كردستان عن رأيه ثم تبدأ عملية طويلة وهو ليس لتحديد الحدود أو فرض الأمر الواقع بل نريد التحاور مع بغداد لحل المشاكل والحوار قد يستمر عاماً أو عامين”.

وكانت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أصدرت أمراً يقضي بإيقاف إجراءات الاستفتاء في شمال العراق مؤكدة أن قرار الاستفتاء “غير دستوري”.

وقد طالبت الحكومة العراقية الدول الأجنبية بوقف تجارة النفط مع شمال العراق والتعامل مع الحكومة المركزية فيما يتعلق بالمطارات والحدود فيما أكد مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض أن الحكومة المركزية ستؤدي مسؤوليتها التي كفلها الدستور لحماية وحدة الأراضى العراقية وعدم تقسيمها لافتاً إلى أن الاستفتاء هو عمل استفزازي وكسر للأطر التاريخية بين العرب والكرد وسيكلف الجهات الراعية له ثمنا باهظا.

كما بحث المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق الإجراءات التي ستتخذها الجهات المعنية ومن ضمنها فريق استرداد الأموال العراقية بمتابعة حسابات إقليم كردستان وحسابات المسؤولين في الإقليم ممن تودع أموال تصدير النفط في حساباتهم وكذلك دعوة الادعاء العام لملاحقة كل موظفي الدولة ضمن الإقليم من الذين ينفذون إجراءات الاستفتاء المخالفة لقرارات المحكمة الاتحادية.

وتعدت ردود الفعل على إجراء الاستفتاء داخل العراق إلى خارجه حيث قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم في تصريح صحفي له في نيويورك أمس.. “نحن في سورية لا نعترف إلا بعراق موحد ونرفض أي إجراء يؤدي إلى تجزئة العراق.. هذه خطوة مرفوضة ولا نعترف بها”.

وفي طهران أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في اتصال هاتفي مع العبادي أمس معارضة بلاده لأي تحرك يتنافى مع سيادة الأراضي والوحدة الوطنية للعراق مشددا على وقوف إيران إلى جانب الحكومة والشعب العراقي.

وقال روحاني.. “إن إيران تدعم الحكومة المركزية في العراق تماماً وإننا على ثقة بأن الحكومة والشعب العراقي سيعبران من هذه المشكلة بتدبير وحكمة مثلما عبرا من جميع المشاكل الأخرى”.

من جهته أكد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن إجراء استفتاء الانفصال في إقليم كردستان العراق هو مؤامرة يقف وراءها الكيان الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي فيما أشار رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إلى أن نتائج استفتاء كردستان العراق مرفوضة موضحاً أن حكومة الإقليم تلعب لعبة خطرة ستنتهى بالضرر عليها.

وأكد بروجردي أن إيران ستستخدم جميع إمكانياتها لصيانة وحدة التراب العراقي.

بدوره أعلن كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي في تصريح له أن الاستفتاء في شمال العراق يهدف إلى إثارة التوتر والأزمات طويلة الأمد في المنطقة موضحاً أن هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق دفعت الصهاينة والأميركيين إلى العمل على تمرير هذه المؤامرة الجديدة لإثارة حرب طويلة الأمد في المنطقة.

كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن إيران ملتزمة باحترام وحدة الأراضي العراقية وسيادة هذا البلد على كامل أراضيه في إشارة إلى الاستفتاء الذي أجري اليوم في كردستان شمال العراق.

وأغلقت إيران المجال الجوي مع كردستان بطلب من حكومة بغداد بينما وصف رئيس وزراء النظام التركي بن علي يلدريم الاستفتاء بأنه غير مشروع محملا حكومة إقليم كردستان مسؤولية عواقبه.

من ناحيته جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائه نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في نيويورك دعم بلاده لوحدة أراضي العراق وسلامتها.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان نقله موقع قناة روسيا اليوم.. إن “لافروف والجعفري تبادلا خلال اللقاء الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط مع التركيز على الأوضاع بالعراق في ظل جهود السلطات للقضاء على تنظيم داعش.

وأعرب مجلس الأمن الدولي عن معارضته للاستفتاء المقرر في شمال العراق محذرا من عواقب مثل هذه الخطوة الأحادية على وحدة البلاد واستقرارها وعلى استقرار المنطقة.

وجدد المجلس في بيان صدر بإجماع أعضائه الـ 15 تمسكه بوحدة وسيادة الأراضي العراقية وسلامتها معرباً عن قلقه من التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن نية حكومة كردستان إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب الأسبوع المقبل.

وحذر المجلس من أن إجراء الاستفتاء يهدد أيضا بإعاقة الجهود الرامية لضمان عودة طوعية وآمنة لأكثر من ثلاثة ملايين نازح ولاجئ إلى ديارهم شمال العراق”.

وشدد البيان على أن “أعضاء المجلس يعبرون عن تمسكهم المستمر بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه ويدعون إلى حل أي مشكلة في إطار الدستور العراقي عبر حوار منظم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي.

يذكر أن مجلس النواب العراقي رفض الأسبوع الماضي بأغلبية مطلقة مسألة الاستفتاء الهادفة إلى انفصال كردستان شمال العراق.