بعد صمت الغرب.. هولاند لا يجد وقتاً لإهداره أمام تهديدات “داعش”

باريس-سانا

اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنه لا يوجد وقت لإهداره أمام تهديدات تنظيم “داعش” وأن “على الأسرة الدولية التوصل إلى حل دائم من أجل استئصال جذور هذا التنظيم” الذي شارك الغرب بأغلبيته على مدى الأعوام الماضية بنشأته من خلال سياساته التابعة للإدارة الأمريكية ووقوفه صامتا وهو يشاهد نموه وتوسعه وتعاظم خطره الذي بات يهدد العالم بأسره.

وأشار هولاند في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول الأمن في العراق المنعقد في باريس إلى أن “هذه الحركة الإرهابية التي لا تعرف حدودا وتدعي أيضا بإقامة دولة انتشرت على أراض واسعة في العراق وسورية وبالتالي تهديدها عالمي ولا بد من أن تكون الاستجابة عالمية” موضحاً أن هدف المؤتمر هو”تقديم الدعم السياسي للسلطات العراقية الجديدة من أجل الوقوف في وجه “داعش”.

وقال هولاند “إن معركة العراقيين ضد الارهاب هي معركتنا أيضا” داعيا إلى الالتزام “بوضوح وصدق وقوة” إلى جانب الحكومة العراقية في استمرار لسياسة المعايير المزدوجة التي تتبعها بلاده مع الإدارة الأمريكية في التعامل مع ملف الإرهاب في المنطقة حيث تدعي من جهة التعاون مع الحكومة العراقية في هذا الشأن وترفض سلوك الطريق الصحيح في سورية لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي.

ورأى هولاند في كلمته التي طغى عليها الحديث عن وحشية جرائم “داعش” والتحذير من خطورته أن الوحدة على الصعيد الدولي ضرورية لمواجهة هذا التهديد مذكراً بقرار مجلس الأمن رقم 2170 إلا أنه تجاهل ما ينص عليه هذا القرار الذي لا يعطي تفويضا لأحد بالعمل منفردا ضد أي دولة وهو يخالف ما تعمل عليه واشنطن وباريس ولندن الآن حيث يحاولون توجيه الإرهاب والاستفادة منه خدمة لأجندات الإدارة الأمريكية في المنطقة.

وبهذا الخصوص واصل هولاند السير على النهج المرسوم له أمريكياً حيث دعا إلى دعم من تسميهم الإدارة الأمريكية “المعارضة السورية المعتدلة بكل السبل” رغم أن عدداً كبيراً من تنظيماتها انضووا في القتال إلى جانب تنظيم “داعش” والتحذيرات التي يطلقها دبلوماسيون وسياسيون من خطورة مثل تلك الخطوة حيث ستذهب أغلبية الأسلحة التي سيزودون بها إلى تنظيم “داعش” وهو ما حصل فعلاً قبل ذلك.

ولم ينس هولاند الإقرار بأن هذا التنظيم “يبعث بنداءات لمقاتلين من مختلف أنحاء العالم” لافتاً إلى أن البرلمان الفرنسي يناقش قانونا يرمي إلى منع هذه الحركات والتنظيمات ومكافحتها ومعاقبة المسوءولين عنها ليكون السوءال هنا هل سيتم التحرك ضد مشيخات ال سعود وقطر التي توءكد الدلائل وتقارير استخباراتية تورطها بشكل مباشر في وقت سابق بتمويل نشاط التنظيم قبل أن يقوم هو بالاعتماد على تمويله الذاتي من خلال عمليات السطو والاختطاف وسيطرته على آبار للنفط في العراق وسورية.

بدوره أكد الرئيس العراقي فؤاد المعصوم في كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يجمع نحو ثلاثين دولة عربية وغربية أن هناك خطراً حقيقياً من تنظيم “داعش” الإرهابي معتبراً أن “الأمل وقوته هو في سرعة اتخاذ المواقف الحاسمة ضد هذا النوع الإرهابي الجديد وكذلك ضد كل فكر إرهابي يلتقي مع “داعش”.

وأشار المعصوم إلى أن “وجود متطوعين إرهابيين من أصول أوروبية وغير أوروبية ومن غير حملة الجنسية الثانية هو واحد من الفكر الاستراتيجي التقليدي الذي كان معروفا عن عمل القاعدة ومستوى إجرامها” لافتاً إلى أن خطورة هوءلاء المجرمين تكمن من كونهم محترفي غسل عقلية الشباب في الأماكن التي يسيطرون عليها ويعدونهم كانتحاريين ويستخدمون أحدث التقنيات التكنولوجية لبث الرعب والدعاية خلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال المعصوم “إننا اليوم في هذه المواجهة الخطرة التي يخوضها العراق نقف أمام تحول نوعي في فكر التشدد الإرهابي وهو التحول المتمثل بانتقال عمل قوى الإرهاب من عمليات إجرامية متفرقة إلى مستوى العمل من أجل تأسيس دولة إرهابية وهذا ما جرى فعلا” مضيفاً إن “هذه الدولة يراد منها أن تكون منطلقا إلى أماكن أخرى من الشرق الأوسط ومنها إلى العالم وهذه أهداف باتت معلنة في بيانات وخطابات داعش”.

وطالب الرئيس العراقي “بالاستمرار في شن حملات جوية منتظمة في العراق ضد مواقع الإرهابيين وعدم السماح لهم باللجوء إلى أي ملاذ آمن وتجفيف منابع تمويلهم ومحاصرتهم بالقوانين التي تحرم التعامل معهم والعمل على منع تدفق المقاتلين والمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية ومواصلة تقديم المساعدات للاجئين والنازحين التي تعصف بهم المآسي ووضع خطط كفيلة بعودتهم إلى ديارهم وإعادة الإعمار”.

وكان الرئيس العراقي دعا في وقت سابق اليوم في مقابلة مع إذاعة أوروبا 1 إلى “تدخل جوي سريع ضد تنظيم داعش الإرهابي” مشيرا إلى أن العراق يريد تدخلا لوجستيا قبل كل شيء وخصوصا بالسبل العسكرية” معتبراً أن “التأخر في التدخل وتقديم الدعم للعراق ربما سيسمح لتنظيم داعش بالسيطرة على أراض أخرى”.

نديم رشيدي

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …