استراتيجية.. ولكن لماذا؟

الآن، وقبل أن تفصح الإدارة الأمريكية عما سمتها استراتيجيتها لمحاربة «داعش» تجّمع ما يكفي ويزيد من الأدلة على أن هذه الإدارة لا تنوي محاربة «داعش» ومعها «النصرة» كذلك بشكل فعلي.

وتأكيداً على ذلك تقول المصادر الأمريكية: إن إدارة أوباما لن تنخرط فعلياً في محاربة «داعش»، في سورية كما هو عليه الحال في العراق، وإنها في أحسن الأحوال قد تلجأ إلى إضعاف هذا التنظيم وليس محاربته.

وهذا يعني أن واشنطن ترى في «داعش» و«النصرة» ما يمكن أن يبقي على الأزمة في سورية، ولاسيما أن من تسميهم «معارضين معتدلين» هم في الواقع مقسومون بين هذين التنظيمين الإرهابيين، ومع ذلك تدفع إدارة أوباما باتجاه مدّهم بالمزيد من الأسلحة والأموال وتقنيات الاتصال الأرضية والفضائية، وتوعز لدول الخليج وتركيا وفرنسا بتقديم كل الدعم لهم.

على هذا الأساس تتغاضى واشنطن عما تقوم به تركيا مثلاً من تمرير للإرهابيين إلى سورية عبر حدودها، وكذلك عما يستجرون من أسلحة وأموال خليجية عبر هذه الحدود، علماً أنها تعرف تماماً ما يحدث على هذه الحدود من خلال مفارز استخباراتها الموجودة هناك.

إضافة إلى ذلك فحكومة أردوغان وأوغلو لا تخفي تحالفها مع «داعش» و«النصرة» ولا تجد حرجاً مع مد السجاد الأحمر لرؤوسهما عندما يزورون تركيا، وهم يذهبون إليها في الأسبوع الواحد عدة مرات أحياناً، كي يتابعوا عمليات إخراج المال والسلاح وإدخال النفط السوري والعراقي المهرب إليها.

وهناك من المراقبين الأمريكيين من يؤكد أن إدارة أوباما قد تلجأ إلى تقوية «داعش» في سورية بدلاً من محاربتها، انسجاماً مع المطلب الإسرائيلي القائل إن هذا التنظيم التكفيري أنجع سلاح في محاربة نهج المقاومة في سورية، وإنه يتكفل وحده بتدمير البنية التحتية السورية من دون أن تطلق –أي «إسرائيل»- رصاصة واحدة.

لذلك فتلاقي الأهداف الأمريكية- الإسرائيلية في هذا المجال يعني في النهاية دعم «داعش» و«النصرة» بدلاً من محاربتهما، والضرب بقرار مجلس الأمن 2170 عرض الحائط، وبناء الاستراتيجية الأمريكية على هذا الأساس.

بقلم: عز الدين الدرويش

انظر ايضاً

الإرهاب والأكاذيب الأمريكية!-بقلم: محي الدين المحمد

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يستطيعون السيطرة على العالم والتحكم بقرارات الدول والتلاعب بالرأي العام