ثلاث سنوات ونحن نواجه والدنيا كلها تسمع وترى. نواجه النصرة وداعش والجبهة الاسلامية وتجمعات وتنظيمات بأسماء ودون اسم, برؤوس ودون رؤوس, متخفية ومعلنة, ولا جامع لها إلا الارهاب.
فماذا كان موقف ما يسمى المجتمع الدولي وملحقاته من أمم متحدة وهيئات تتبع لها, واتحادات أوروبية وغير أوروبية؟
الصمت دون حيادية أحياناً, أو النطق بتجبر وادعاءات لا تخجل من إعلان انحيازها إلى جانب استمرار خراب هذا البلد وهتك كرامة شعبه!!؟؟ ربما شاركت أيدينا فيه… بل كنا أداته الرئيسية… لكن نعترف ونقر بأننا لم نلق من المجتمع الدولي, والدول القائدة فيه سوى التشجيع على القتال في أحسن الحالات وتغذية المعارك بالسلاح والمال والاعلام وأيضاً الارهابيين بجنسيات مشروطة أو دون شروط.
اليوم انتبهت منظمة العفو الدولية إلى أن داعش قد اتجهت لتصفية أقليات في شمال العراق. صح النوم وإن كانت اليقظة جزئية ومحددة بالزمان والمكان. يعني أن العفو الدولية لم تنتبه إلى شيء من هذا القبيل في سورية…؟! ولم تصادف مثل هذا السلوك إلا عند داعش…؟! أتراهم يبررون ما جرى في سورية, أم إنهم يغطون على النصرة وغيرها وجنود الأمم المتحدة شهود اثبات بمحنتهم الراهنة على أن القضية ليست قضية داعش وحسب… وليست في شمال العراق وحسب؟!
«هيومن رايتس ووتش» وسعت نظرتها وتجرأت فقالت إنه ثبت لديها أن داعش استخدمت القنابل العنقودية ربما أكثر من مرة في سورية… وكل التهاني والشكر لهذه الشهادة العاجزة القاصرة المغرضة… أسألكم هل فقط عندما وصلت داعش إلى مواجهة وحدات حماية الأكراد في شمال سورية استخدمت هذه العنقودية….!!؟ ومرة أخرى هل هي داعش وحسب..؟
ثلاث سنين والمنظمات الارهابية تفتك بكل فئات الشعب السوري وتستخدم كل الأسلحة من السكين تحز على العنق فتقطع الأوردة والشرايين والجسد يشخر باحثاً عن الهواء فلا يجد إلا التكبير الجاحد الكافر!! ومن شدة الغلواء والغي في الجريمة والوله بالدم ينشدون من خلاله جنات النعيم, يثبتون ذلك بالصوت والصورة كي لا يبقى لمنظمة أو هيئة دولية أو اتحاد اوروبي أو ولايات متحدة أو جامعة عربان وبدوان أن تقول أي منها: لم نرَ… لم نسمع…!!! وصولاً إلى السلاح الكيميائي أضاعت معالم استخدامه لأول مرة في خان العسل بحلب الأمم المتحدة وليس غيرها. ثلاث سنين ونحن في هذا الجحيم تصليه من حولنا كل المجموعات والتنظيمات الارهابية فلم تتحرك ضمائر ولم تتغير مواقف المجتمع الدولي وقواه الفاعلة إلا عندما وصل الارهاب إلى كردستان!!؟؟
هذه ليست نظرات مزدوجة فحسب، بل نظرات بعشرات المناظير تنظر بازدواجية إلى الضحية والمجرم. في سورية مقبول ما يحصل للضحية…!! والمجرم داعش… ومقبول من النصرة وشركائها… حتى إن كان الضحية جنود الأمم المتحدة!!؟؟
هل أنتم صادقون إن مددتم يدكم إلى سورية لمواجهة الارهاب.. إذاً فأنتم لا تجهلون أن العبور إلى سورية لا يكون إلا من دمشق العاصمة ومقر الدولة والحكومة كما هو الحال مع كل دول العالم.
بقلم: أسعد عبود