رحلة الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية بمنطقة الشيخ بدر

طرطوس-سانا

لايمكن أن تزور منطقة الشيخ بدر دون أن يكون متحف الشيخ صالح العلي أحد محطات رحلتك الأساسية ولن تكتمل رحلتك دون أن تعرج على قرية برمانة المشايخ التابعة للمنطقة نفسها في جبال محافظة طرطوس لتتفاجأ باللوحة البانورامية الضخمة المنحوتة بالصخر وهي أكبر عمل نحتي محفور في سورية كما أنها أول بانوراما من نوعها في الوطن العربي تصور الشيخ المجاهد خليل الخطيب أحد المجاهدين الذين قاوموا الاحتلال الفرنسي إلى جانب الشيخ صالح العلي إضافة إلى أشخاص آخرين عاصروا الشيخ الخطيب وكان لهم حضورهم المميز في تلك الفترة .1

إنها رحلة الجمعية الأولى لهذه المنطقة وبالطبع لن تكون الأخيرة تقول سحر حميشة رئيسة الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية التي نظمت يوم الجمعة الماضي رحلة سياحية إلى منطقة الشيخ بدر التي تبعد عن مركز محافظة طرطوس نحو 35 كيلومترا للتعريف بها كأحد أهم الوجهات السياحية في سورية ولاسيما وأنها تمثل واجهة صادقة للتراث الشعبي والوطني السوري إضافة لما تحتويه من كنوز طبيعية لا يمكن وصف جمالها وتضيف يهدف برنامج الرحلة إلى الإطلاع على التراث الإنساني والتاريخي لبلدنا والتعريف به بشكل أكبر فمن غير المعقول أن نجد عدداً من السوريين لديهم معلومات عن مناطق سياحية خارج سورية بينما يجهلون الكثير عن مقاصد سياحية مهمة في بلدهم وهنا يأتي دورنا كجمعية تعمل على تحقيق أحد أهم أهدافها بالترويج للسياحة الداخلية وجعل سورية المقصد السياحي الأول للسوريين والأجانب معا .

وتشير حميشة إلى أنه تم اختيار زيارة متحف الشيخ صالح العلي لقيمته المعنوية الكبيرة ومكانته عند جميع السوريين حيث تم تعريف المشاركين بالأقسام الأساسية للمتحف المكون من ثماني غرف تعرض أهم مقتنيات الشيخ صالح العلي وصور الثوار السوريين وقاعة البيت الريفي وقسم الوثائق التاريخية والأسلحة وغرفة مخصصة للكتب المؤلفة عن المجاهد العلي بالإضافة لعرض ملابسه و عدة زراعية خاصة به وبعض من نقوده والكتب التي قرأها.3

أما المحطة الثانية كما تقول حميشة فكانت في برمانة المشايخ التي تبعد 13 كيلومترا عن الشيخ بدر بهدف التعرف على البانوراما الحجرية التي نفذها النحات السوري علاء محمد عام 2008 وهي عبارة عن لوحة محفورة في الصخر أقيمت تخليداً لذكرى المجاهد خليل الخطيب حيث انشئت البانورما على جرف صخري يسمى قلع النحلات تبلغ مساحته 200 متر مربع موضحة أن المنحوتة يصل طولها إلى 35 متراً وارتفاعها خمسة أمتار ويتوسطها وجه الشيخ الخطيب بمنحوتة أبعادها أكثر من خمسة أمتار وبإرتفاع 3 أمتار ليكون أضخم تمثال لوجه منحوت في سورية كما كان للمرأة حضور مميز على يمين ويسار اللوحة إضافة إلى بعض الرموز المأخوذة من وحي المكان مع وجوه أشخاص عاصروا المجاهد الخطيب.

ولفتت رئيسة الجمعية إلى أن برنامج الرحلة كان منوعاً قدر الإمكان حيث تم التوجه في المحطة الثالثة إلى منطقة وادي العيون التابعة لمحافظة حماة وهي سابقة من نوعها بزيارة محافظتين في الوقت عينه وأثناء التوجه إلى الوادي قام المشاركون بالتوقف لشراء مقالي الفخار التي تشتهر بها المنطقة وتتناثر المتاجر والأكشاك الخاصة ببيعها على جوانب الطريق ومقالي الفخار هي واحدة من أقدم الأدوات المستخدمة في المطبخ السوري وتمتاز بأنها وسيلة صحية لتقديم وحفظ الأطعمة وينصح بها عالمياً لذا فإن الإستثمار الصحيح لها يوفر فرص عمل كبيرة حيث يمكن أن تنتج بكميات وفيرة تصدر للخارج لمنتج سوري تراثي أصيل.

من جهته قال مجد سليمان منفذ الرحلة أن منطقة وادي العيون تعد من أجمل وأهم المناطق السياحية التابعة لمحافظة حماة كما أنها تمتاز بالخدمات السياحية المتميزة والعالية المستوى فهناك العديد من المرافق السياحية والمطاعم التي يقصدها عدد كبير من السوريين لقضاء أمتع الأوقات ويمتاز الوادي بوجود عدد كبير من الشلالات ومجاري المياه التي لا تتمتع بغزارة عالية قياساً للمواسم السابقة نظراً لقلة الهطول المطري لكن الأمر لم يفقدها جمالها المميز.

واضاف سليمان أن عدداً من سكان المنطقة قاموا بإدخال بعض التقنيات لإضفاء مزيد من الحركة والدفع على المياه القليلة المتوفرة ضمن مجاري الأنهار ما أعطاها سحراً خاصاً ولاسيما في منطقة الديرون التي كانت في مسار الرحلة .

ويؤكد سليمان أن الإدارة تعمد في كل رحلة إلى وجود عدد محدود من المشاركين لا يتجاوز الثلاثين شخصاً لتحقيق الأهداف الاجتماعية من الرحلات وإضفاء جو عائلي يجمع الأعضاء مع بعضهم البعض مشيراً إلى أن الجمعية ستكرر التجربة إلى المنطقة نفسها مع إضافة محطات أخرى كنهر وقلعة الخوابي التي تستحق الزيارة ولاسيما أن الجمعية تقوم بشكل دائم بإجراء دراسة شاملة لأي منطقة تريد ترتيب رحلة استكشافية لها سواء بالزيارة الشخصية أو بالتواصل مع أشخاص لديهم خلفية عنها ليتم وضع برامج شاملة ومنوعة ترضي تعطش الزائرين الاستكشافي وتحقق هدف المتعة قدر الإمكان .

يذكر أن الجمعية الوطنية لإنماء السياحية قد تأسست في اللاذقية عام 2012 وتهتم بالتعريف بالتراث السوري والترويج له سياحياً داخلياً وخارجياً .

ياسمين كروم

انظر ايضاً

انطلاق فعاليات مهرجان صدى المحبة في دورته الثانية على مسرح دار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا بدأت اليوم في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية فعاليات الدورة الثانية من مهرجان صدى …