فرقة عشتار: دورات إعداد الممثل تمنح الشباب الفرصة لصقل مواهبهم وتنميتها

اللاذقية-سانا

مازال المسرح ابو الفنون يشكل حلما للعديد من الشبان السوريين الذين يبحثون بشكل دائم عما ينمي مواهبهم ويغني معارفهم ليعتلوا خشبته ويكونوا أبطاله يوما ما .

ولعل فرقة عشتار للفنون المسرحية بتاريخها الفني الطويل في محافظة اللاذقية استثمرت بشكل كبير في المواهب الشابة إذ أفسحت المجال لهم للتدرب ضمن دوراتها المختصة ونسبت المتميزين منهم إلى صفوفها.

ويقول سعيد وكيل مؤسس الفرقة ومخرج أعمالها لسانا أن فرقته تعتمد على أسس أكاديمية في تعليم الشباب أصحاب الموهبة وأنها نفذت منذ انطلاقتها عام 1988 عددا كبيرا من دورات اعداد الممثل التي خرجت مجموعة من المحترفين الذين اصبحت أسماؤهم معروفة في المسرح المحلي لمدينة اللاذقية حيث تركز هذه الدورات على جوانب نظرية وعملية تسبر مواهب الشباب الذين يفضل ان يكونوا من أعمار صغيرة بهدف التأسيس لجيل مسرحي واع منذ الصغر.

ويضيف أن دورة إعداد الممثل تستمر لاكثر من شهر ونصف الشهر لكن تعليم المشتركين مستمر حتى بعد انتهاء الدورة التي يتم تقديمها بشكل مجاني ومفتوح لكل من يرغب بالمشاركة وفق معايير أخلاقية وفنية واجتماعية محددة فالمتدربين يتثقفون مسرحيا بشكل عملي ونظري بالمرور على محاور متعددة تتعلق بالمسرح وتاريخه ومذاهبه ودروس عملية عن التركيز والخيال والتعبير والأداء الشامل على المسرح ودمج الصوت مع حركات الجسد وتقنيات العملالمسرحي المختلفة اضافة الى الديكور وعلاقة الموسيقا بالنص.

واشتهرت فرقة عشتار بتقديم أعمال مسرحية مخصصة للكبار كان أهمها سرعة العندليب والثعبان وفاوست والأميرة وفرح شرقي وأصابع بلا بصمات وغيرها بالإضافة إلى تخصصها في مسرح الطفل حيث تقوم بتدريب الأطفال على عروض تمثيلية مسرحية تخصص لمناسبات أو احتفالات معينة.

ويوضح المخرج وكيل أن مسرح الطفل من أعقد الأنواع التي يمكن أن تعمل بها أية فرقة مسرحية نظرا لأن الطفل حساس وصادق ولن يتفاعل إلا إذا استطاع الممثل التعاطي معه بشكل صحيح وهذا ما تركز عليه دورات الإعداد في جانب كبير منها.

ويرى أنه يجب كسر الجدار بين المسرح وجمهوره من الأطفال واللعب على وتر الألوان والأغاني وتفعيل قدرات الممثل بشكل كامل للتعامل مع الأطفال باسلوب مباشر وتفاعلي ولعل أمتع التجارب المسرحية التي قدمتها الفرقة كانت من بطولة الأطفال أنفسهم الذين تم تدريبهم وتحفيزهم على التمثيل الصحيح والفقرات
المنتقاة بعناية لتقديمها لأقرانهم من الأطفال لتتلوها سلسلة من المسرحيات المخصصة لهم كحكايا الأجداد والبئر المهجور وجحا والأمير المسحور.

وأشار مؤسس الفرقة إلى تعاون الفرقة مع الجهات المعنية لتقديم كل ما هو مميز ويصب في خانة رفع الذائقة العامة للجمهور المحلي.

وأكد عدد من المتدربين الشباب على ضرورة تعميم مثل هذه الدورات بشكل أكبر وتعريف أكبر شريحة ممكنة من الشباب الراغبين بتطوير أنفسهم بوجود دورات مشابهة فتوضح جودي حاج عمر15 عاما أنها تعلقت منذ طفولتها بالمسرح وأرادت التمثيل على خشبته لكن قلة الدعم المخصص لهذا القطاع وندرة المراكز المخصصة لاحتضان الهواة الشباب دفعت الكثيرين للتخلي عن حلمهم لكن فرصة التدرب ضمن دورة الإعداد التي توفرها فرقة عشتار أعادت لها الأمل بتحقيق حلمها.

ووجدت جودي بعض الصعوبات في التعامل مع عدد من المحاور كدروس التركيز وتقليد الأصوات والحركة على المسرح لكن المحفز الرئيسي للشباب المتميز من المشاركين كان منحهم فرصة تقديم سكيتش مسرحي ضمن عروض الفرقة الأسبوعية مما أعطاهم دافعا لتقديم أفضل ما لديهم لنيل هذه الفرصة.

ورأى سامي كمال 17 عاما أن المشاركة في دورة إعداد الممثل هي فرصة للإطلاع على دورس أكاديمية تعطى في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق معتبرا أن كل متدرب يمتلك الموهبة سيصبح بعد الدورة قادرا على تخطي امتحان القبول في المعهد الذي يعد طموح عدد كبير من المشاركين.

وهذا ما أكد عليه الشاب نوار الجمال الذي أوضح أن غالبية المشاركين في الدورة لديهم تجارب مسرحية قليلة لكنها غير كافية لوصفهم بممثلين حقيقيين ويقول.. “عانينا جميعا من الارتباك والخوف عند صعود الخشبة لكن هناك هدف نسعى إليه بأن نكون ممثلين محترفين وهنا يأتي دور الإعلام والمؤسسات المعنية بتقديم كل الدعم للشباب وتعريفهم بالدورات والمراكز المعنية بتدريبهم وتأهيلهم فنيا لا سيما في مجال التمثيل فهناك شريحة واسعة تمتلك الموهبة والإمكانات المطلوبة لكن ينقصها التدريب والصقل”.

وتحدث أحمد الورد 18 عاما عن الفائدة الكبيرة التي حصل عليها من تعلم قواعد المسرح وتوزيع الأدوار والتفاعل الصحيح مع الجمهور مشيرا إلى ضرورة استمرار مثل هذه الدورات وتعريف أكبر قدر ممكن من الشباب بها لكونها تساهم بشكل كبير في زيادة ثقة الممثل بنفسه وهي من الأسس الهامة التي يجب أن يعمل عليها كل شاب يملك شيئا من الموهبة.

ياسمين كروم