الشريط الإخباري

الفيصل يكتفي بالتفرج على معاناة غزة ويستغلها للتسويق الإعلامي

جدة – سانا
في وقت يستمر الإجرام الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وبأبشع الوسائل يكتفي سعود الفيصل وزير خارجية آل سعود باستغلال هذه المعاناة بالتوصيف الإعلامي والكلام الإعلاني الفارغ من أي خطوات عملية لتقديم دعم لوجستي على الأرض لمقاومتها وحتى دون توجيه أي إدانة واضحة لهذا العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وبعد مرور أكثر من شهر على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة اعترف الفيصل في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي اليوم في جدة بأن اللجنة التنفيذية تعقد اجتماعها الثاني خلال شهر واحد من أجل التداول لكيفية التصدي للعدوان الإسرائيلي إذ إن مداولات الفيصل لم تثمر عن وصول أي دعم سعودي يعزز صمود مقاومة فلسطينيي غزة وفق ما أكدته مصادر فلسطينية من داخل غزة ناهيك عن تقارير إعلامية واستخباراتية سربت أنباء عن دعم سعودي للعدوان الإسرائيلي.

وكانت عبارة الفيصل إن العالم أجمع تابع بشاعة ووحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي وهو يستخدم أعتى أنواع السلاح لقتل الأبرياء المدنيين مثيرة للتساؤل والسخرية فهل كان الفيصل وعالمه يتابعون مسلسلا خياليا أم أن سبل دعم المقاومين في غزة قد تقطعت بهم وهم من يتباهون بقدرتهم على إرسال آلاف المرتزقة المدججين بأسلحة متنوعة يغدقون عليهم الأموال لدعم تنظيمات إرهابية في سورية والعراق ولبنان تخدم مصالح الصهيونية العالمية.

الفيصل يعتبر أنه من المهم أن نتحمل المسؤولية ويتساءل لماذا نحن على ما نحن عليه من ضعف ألم يغر إسرائيل لارتكاب جرائمها المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني والمسلمين لما تراه من ضعف في الأمة بسبب تفككها وانقساماتها وانتشار الفتن وكأنه لم يسمع بفتاوى مشايخ الفتنة الذين يقطنون في بلاط عائلته
الحاكمة بأمر النفط ويبثون الفتن التحريضية ويبيعون الفتاوى حسب الطلب الصهيوني وآخرها تحريم التظاهر في المملكة السعودية تضامناً مع غزة وما سبقها من تشويه للدين وترويج لأفعال لا أساس أخلاقيا ولا دينيا لها.

ودون أن يسوق لنا دليلا واحدا عن الجهد السعودي في دعم القضية الفلسطينية زعم وزير خارجية آل سعود أن السعودية لم تدخر جهداً في دعم القضية الفلسطينية في كل المجالات وفي المحافل الدولية ليكون التاريخ القديم منه والحديث حافلاً بالأدلة التي تثبت تورط آل سعود بالعمل على وأد القضية الفلسطينية وسعيهم المستمر والحثيث لتمرير اتفاقات استسلام وإقامة علاقات سرية مع كيان الاحتلال والسكوت المتواصل على جرائمه ومخططاته الرامية لتصفية القضية الفلسطينية برمتها وإعلان يهودية الدولة حيث يأتي كل ما يجري في المنطقة من فوضى خدمة لهذا المشروع الصهيوني.

واللافت أن كلمة الفيصل لم تتضمن أي إشارة إلى نية السعودية استخدام أي من أوراقها للوقوف مع غزة وهي من تملك المال الوفير في البنوك الأمريكية وتغذي مصانع الغرب بالنفط ولها باع طويل وخبرة وافرة في تشكيل ودعم التنظيمات الإرهابية التي تهدد بها أمن المنطقة برمتها بل اكتفى السعودي بالقول يجب أن نتحرك بكل صدق وأمانة وبكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات وهي كثيرة وقدم بعضا من الريالات300 مليون ريال لوزارة الصحة الفلسطينية مع مواصلة الجهود في المحافل الدولية والاتصال بالأطراف الفاعلة.

ورغم أن عبارة إعادة الإعمار في غزة استهلكت إعلاميا منذ العدوان الماضي على القطاع وتأكد الفلسطينيون أنها مجرد إعلان لم يطبق في ظل الحصار والتأخر في التسديد والفساد وغيره إلا أن الفيصل ذكر أن الصندوق السعودي للتنمية مستمر في تخصيص التزام المملكة لبرنامج إعادة الإعمار في قطاع غزة وسيتم العمل لتمويل إعادة إعمار المنشات والمساكن المتضررة من جراء العدوان بمبلغ 500 مليون دولار أمريكي في وقت يؤكد مقاومو غزة أنهم بحاجة للدعم اللوجستي بالسلاح والمعلومات ليعززوا صمودها وليس لريالات من أجل إعمار حائط يقوم الاحتلال بقصفه في أي لحظة يشاء فصواريخ المقاومة هي الرادع الأكبر لأي احتلال ومن يقدمها هو الداعم الحقيقي لغزة.

شادية اسبر