الشريط الإخباري

من أين تأتي الكارثة؟-صحيفة تشرين

ما باتت تعرضه، وتؤكده صحافة العدو الإسرائيلي ـ حالياً ـ من خلال أقلام بعض كتّابها أن «السعودية لا تخاف نشوب حرب دينية»، وبخاصة من يدير دفة «مملكة الرمال» نيابة عن الملك.. وإذا نظرنا إلى خلفية توصيف تقارير خدمات الاستخبارات الألمانية للسعودية التي تم نشرها في مطلع الشهر الماضي، بالقول: إن السعودية تحولت إلى عامل عدم استقرار في الشرق الأوسط بسبب رغبتها بتزعم العالم العربي، نرى أنه من هنا، وجدت «إسرائيل» ضالّتها المنشودة في السعودية الوهابية التي باتت الذراع المحرّكة للخلفيات المذهبية ولغة الطائفية المقيتة في المنطقة، ففي تفتيت المنطقة، مذهبياً وإثنياً، مصلحة إسرائيلية كبرى، فهو يعني بقاءها ودوام وجودها في قلب المنطقة قويةً بين دول مفككة وضعيفة.

إلى هنا، والحديث عن سعي السعودية لإثارة الحروب «الدينية» بمفهومها الضيق، لم يكن خافياً على أحد، ولا يحتاج إلى تأكيد صحف العدو، ولاسيما بعدما توضّح الفكر الوهابي التكفيري للمجموعات والعصابات الإرهابية المسلّحة الذي عملت على تغذيته كلّ أذرع «العسكرة» الصهيونية في المنطقة.

واليوم، وبالنظر إلى الإرهاب الذي راح يتنقل ويتمدّد، إقليمياً ودولياً، يتجسّد السؤال الأهم الذي بات على من تبنى الإرهاب ودعمه الإجابة عنه وهو: كيف سيتم التعامل معه؟ هل سيكون عندهم إرهاباً وفي سورية والمنطقة «جهاداً»؟!

وهذا ما تضمنه سؤال إحدى النائبات الديمقراطيات في الولايات المتحدة، وانتقادها تناقض الولايات المتحدة فيما يخص رؤيتها للأحداث في سورية وازدواجيتها في التعامل معها، والذي يقود للحديث عن مجمل السياسات الرعناء التي كانت ومازالت تقودها أمريكا في المنطقة، ولاسيما فيما يتعلق منها بمسار الحلّ السياسي في سورية حالياً، وتقود تالياً للحديث عن تجاذبات الترشّح الرئاسي لسدّة الحكم في البيت الأبيض التي عادت إلى سلوك بعض المرشحين، ومنهم على سبيل المثال، السيدة هيلاري كلينتون التي ستكون –على حدّ قول أحد مرشحي الحزب الجمهوري- كابوساً وكارثةً على الأمن الوطني الأمريكي إذا ما وصلت إلى سدة الحكم في أمريكا.

وإذا كان السؤال يمكن أن يبنى على مبدأ من أين تأتي الكارثة؟ فالإجابة تتوزّع على عدة تشعّبات ومحاور تطول الغرب الماكر والمتشدق بالديمقراطية، والذي بدأ الإرهاب يكسر أبوابه تمهيداً للدخول إلى أعماقه، وهو مازال معصوب العينين ممسكاً بيد الولايات المتحدة و«اللوبي» الصهيوني المتحكّم بخيوط تحريك الأحداث في العالم.

وتطول الأعوان في المنطقة، ثلاثي الشر: السعودية وقطر وتركيا حليف «إسرائيل» القديم- الجديد التي راحت «إسرائيل» تنعش علاقتها به، وتبني على مشروعاته الفرص، إذ يجب -حسب «يديعوت أحرونوت»- عدم تفويت الفرصة للاتفاق المثمر مع تركيا هذه المرة.. ولاسيما بعد آخر تمثيلية مكشوفة جرت بعد حادثة السفينة مرمرة، بداية «الربيع» التقسيمي للمنطقة.

كما تطول بعض «المعارضات» متعدّدة المشارب، والاتجاهات، المرتبطة بأجندات مموّليها والمؤتمرة بأوامرهم على حساب سفك دم الشعب السوري، مسوّغين للتنظيمات الإرهابية وجودها وإجرامها، تحت عشرات المسمّيات والعناوين، والتي سيذهب بعض ممثليها إلى «جنيف3» وهم يحملون في جعبتهم أوامر مموّليهم بـ«تفكيك الدولة السورية وتفتيتها» كما تشتهي «إسرائيل» وحلفاؤها من السعودية وقطر وتركيا، بينما تحمل الدولة السورية مشروعها السياسي الوطني الذي بذلت التضحيات الكبيرة للمحافظة عليه.

وفي ذلك كله، مازال التعامل المزدوج والتناقض الشديد سيّدا مواقف الغرب المنافق وأدواته التي مازالت تندرج في إطار تغذية الأحقاد، وتفتيت المنطقة، لكن لغة الميدان السوري مازالت تقدم لهم دروساً وعبراً في كيفية رسم واسطة العقد السوري.. والدولة السورية متماسكة وذاهبة إلى «جنيف3» بوعي دقيق وكامل لمفردات الخطاب في الحل السياسي القائم على مشروع السيادة والقضاء على الإرهاب.

بقلم: رغداء مارديني

تا بعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تحرير