الشريط الإخباري

الشاب علي عيسى.. موهبة شعرية صاعدة تبحث في معاني الحياة

اللاذقية-سانا

ينظر الشاعر الشاب علي ابراهيم عيسى إلى الشعر كفن راق يرتبط بالإنسان مباشرة بالاضافة إلى أنه عالم غارق في الجمال والسمو وبوابة للولوج إلى أعماق الإنسان عبر كلام شعوري مموسق منح هذا الفن طابعا إنسانيا واسعا خاصة وان هذا الكلامُ يحمل في طياته من المعاني ما يرتبط على نحو وثيق بالعقل والروح والشعور عبر قصائد موزونة اختار لها قوالب الشعر العمودي وشعر التفعيلة بعيدا عن النصوص النثرية التي لا يعتبرها فن قائم بذاته.

حول تجربته أكد الشاعر عيسى لنشرة سانا الشبابية أن الشعر هو أدب جامع لطاقات الفنون الأخرى وعلى رأسها الموسيقى التي لا تنفصل عن الشعر سواء الخارجية منها و التي تتصل بالأوزان والقوافي أو الموسيقا الداخلية بأبعادها المختلفة وقد تصل إلى الحروف نفسها.

وبين أن الموهبة الشعرية تحتاج إلى تمكن لغوي ومطالعة واسعة ومستمرة “فاللغة علم قائم بحد ذاته لا ينفصل عن العلوم الأخرى” منوها إلى أنه ينظر إلى اللغة العربية على أنها حياة قائمة بذاتها وهو ما دفعه إلى الاهتمام بالنحو وبالتذوق اللغوي فقرأ وحفظ الكثير من الشعر بمنهجية انتقائية تتناسب مع ميوله وأفكاره.

وتابع كنت اعتمد على الملاحظة والسؤال المستمر بحثا عن الحقائق في اللغة وبدأت أكتب الشعر العمودي فالتفعيلة بعد أن اطلعت على علم العروض والنحو وأتذوق الشعر بما يلائم روحي الحالمة ونزعتي للفلسفة والجمال واوليت علم الأساطير أهمية لأنه يرتبط بالشعر ارتباطاً وثيقا وهو من العلوم المهمة التي تبحث في الذات الإنسانية وتفسير الوجود.

وأضاف قرأت لشعراء كثر كالمتنبي وابو فراس الحمداني بالإضافة إلى عمالقة الشعر الحديث كالشابي و نزار قباني ومحمود درويش وأعجبت بشدة بشعر السياب أذ رأيت فيه مدرسة مستقلة في الشّعر الحديث وهكذا صارت موهبتي تتبلور آخذة من القديم والحديث ما يناسب ميولي و رؤاي.

كذلك ينظر عيسى إلى القصيدة على أنها حياة متكاملة يعبر فيها الشاعر عن رؤيته للحياة والوجود والطبيعة ضمن مفاهيمه الخاصة و التي تميل إلى النقاء والمثالية والأسطورية بهدف الوصول إلى السعادة وغالبا ما تبدأ قصيدته بوصف الواقع وتنتهي بالأمنيات وبذلك ينطلق من الواقع إلى الحلم مؤكدا أن ذلك ليس شكلا من أشكال الهروب بل هو رؤية مبدعة لتفجير الطاقة التي تحقق آمال الشاعر الذي يتخذ من ثقافته وفلسفته وسيلة للوصول إلى السعادة.

ولا يكاد يخلو شعر عيسى من قصائد عن المرأة التي يعتبرها اسطورة في الجمال ومخزنا لطاقات هائلة معتمدا في نصوصه العذوبة والشفافية وملامسة القلب بالاضافة إلى أشاعة أجواء من التفاؤل والإيجابية مشددا على أن “الكلمة الطيبة هي شجرة تعطي ثمارا طيبة وكذلك هو الشعر عالم آخر عندما ندخله نحلق في أجواء من البهجة والمتعة والفرح الشعوري أو الفكري فعندما نعود إلى الواقع نعود بطاقة إيجابية ورؤية مبدعة تترك أثرا في حاضرنا وبذلك فالشعر طاقة حقيقية وليس وهما أو خيالا انما هو يقترن بصاحبه فكل شعر يحمل طاقة كاتبه”.

يذكر أن الشاعر الشاب من مواليد محافظة طرطوس العام 1992 ويحمل أجازة في الحقوق وشارك في العديد من الأمسيات الشعرية في فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس والمركز الثقافي وكلية الآداب في طرطوس.

بشرى سليمان/ نعمى علي