الشريط الإخباري

حوار ثقافي وتبادل خبرات ضمن ملتقى “أغافي” للتصوير الزيتي في اللاذقية

اللاذقية-سانا

وسط أجواء هادئة مفعمة بتأثيرات الموقع البحري الراقي توزع الفنانون العشرة المشاركون ضمن ملتقى أغافي للتصوير الزيتي في صالة الاستقبال الخاصة بمنتجع لاميرا السياحي في اللاذقية ليتخذ كل منهم زاوية تساعده على الانخراط بحالة من الصفاء الذهني انعكست على لوحاتهم التي ظهر فيها ابداعهم بإتقان أساليب فنية تعتمد الانطباعية و الواقعية والتجريدية وغيرها من المدارس بما يناسب شخصياتهم .

2التاسع من شهر أيلول الحالي كان موعدا لإطلاق الملتقى الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة وهي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار محافظة اللاذقية لاستضافة ملتقى للتصوير الزيتي الذي تحدث عنه عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة قائلا ليست مصادفة اختيار اسم أغافي مرة ثانية لملتقى التصوير الزيتي بعد أن أطلقناه على ملتقى النحت على الخشب الذي جرى مؤخرا في اللاذقية فالتركيز على أسطورة معينة ترتبط بتاريخ المدينة وتحمل رمزية معينة تمجد معان انسانية سامية يعتبر غاية بحد ذاته فأغافي فتاة من اللاذقية ضحت بنفسها لإنقاذ أبناء بلدها وسنكرر اطلاق الاسم على ملتقيات قادمة ستستضيفها اللاذقية لتعميم مفهوم التضحية و نشر ثقافة بصرية وفكرية تعرف السوريين برموز واساطير بلدهم ومدنهم .

اختيار الفنانين من جيلين متفاوتين بالعمر والخبرة كان له الأثر في خلق حالة من الحوار الثقافي وتبادل التجارب بحسب كسحوت الذي أكد ان وزارة الثقافة تركز عند إقامة ملتقيات في كل مدينة سورية ان تتيح المجال لأبناء هذه المدينة ليشكلوا النسبة الأكبر من المشاركين لافتا الى وجود ستة مشاركين من محافظة اللاذقية في هذا الملتقى مقابل أربعة من باقي المحافظات كما ان وجود بصمة فنية معينة لكل فنان رفعت احتمالات مشاركته في الملتقى الذي يحمل خصوصية في العمل ضمنه فالفنان قادرعلى اختيار الزاوية والمكان الذي يريد العمل فيه دون فرض أي عنوان أو محور للتصوير بل على العكس ترك لهم المجال مفتوحا لانجاز عملين فنيين لكل منهم خلال مدة الملتقى.

كما أشار كسحوت إلى ان الملتقيات هي فرصة ليأخذ الفنان دوره في الأزمات ليعكس وعي المجتمع بطريقته وبشكل غير مباشر متمنيا تكرار التجربة والتعاون مع عدة جهات عامة وخاصة تسهم في دفع الحراك الثقافي نحو الامام ولا سيما ان وزارة الثقافة تعمل في ظروف صعبة لخلق حالة فنية تربط الفنان بالجمهور وجعل الثقافة عادة يومية ملازمة لحياة المواطنين.

3ويعمل الفنان فواز سلامة من محافظة الحسكة على تجسيد أسلوبه وفكره في لوحاته التي نفذ في إحداها بورتريه اعتمد فيه على الواقعية التعبيرية أما العمل الثاني فيرمز لأسطورة اغافي التي قدمها بأسلوب حداثوي فيه نوع من التحوير القريب من الغرافيك وقال سلامة احب الواقعية التعبيرية على اعتبار انني خريج روسيا ودرست الواقعية الروسية كما تستهويني الحالة الفكرية للمدرسة الحديثة واحاول التنقل بين المدرستين في عملي وتطويع أدواتي فعملت على ترجمة الأمر في هذا الملتقى الذي أراه فرصة للتعارف بين فنانين سوريين من مختلف المحافظات يمتلك كل منهم تجربته واسمه في ميدان الفن التشكيلي السوري.

الفنانة صبا رزوق من اللاذقية حاولت اظهار اسلوبها الواقعي التعبيري الخاص من خلال اختيار سماكات اللون والاعتماد على الاكرليك لافتة الى انها حاولت تطوير عملها في الملتقى من خلال ادخال أساطير اعتمدت على فكرة اغافي فجسدت الفتاة نظرات الأهالي المحيطين بها المملوءة بالعجز والألم اما اللوحة الثانية فتظهر طفلا خائفا دون إبراز الشيء الذي ارعبه منوهة بانها لا تحب الاشارة الى القبح والدمار بشكل مباشر بل تدمج بين الخلفية والبورتريه لإيصال الفكرة التي ارادتها ولفتت الى انها استفادت من لوحات الفنانين المشاركين واستوحت منهم الكثير للخروج بأفكار خاصة تميزت بها .

تأثير المكان المحتضن للملتقى ظهر جليا في أعمال العديد من الفنانين المشاركين الذين استقوا الافكار من البيئة البحرية كعناوين للوحاتهم فالفنانة بتول الماوردي من دمشق بينت حصول حالة من التواصل الروحاني بينها وبين البحر نفذتها مباشرة في اعمالها الفنية التي اعتمدت على المدرسة الانطباعية كأساس للعمل مشيرة الى الفائدة الكبيرة التي حصلت عليها من مراقبة طريقة كل فنان في بناء اللوحة وتأسيسها والتقنيات المستخدمة فيها لتكوين مخزون بصري يسهم بخلق رؤية فنية متطورة لديها الأمر الذي أكد عليه الفنان رامي صابور من اللاذقية الذي انحاز لتنفيذ اعمال تركز على اللون وقوته وعلاقته مع باقي مكونات اللوحة للوصول الى اعمال تجريدية يعتمد احساسها على الطبيعة المحيطة فرسم الريف السوري بطريقة حداثوية جسد فيها المدى والضباب وقوة الوان الطبيعة.

كذلك تحدثت الفنانة لينا ديب عن المنحى الفني الذي اختارته لأعمالها المنفذة في الملتقى قائلة يغلب على أعمالي الفنية الحس الغرافيكي وهي في الوقت نفسه مفعمة بالإحساس التصويري فلوحاتي عبارة عن مساحات وسطوح مبسطة تتضمن عناصر ومفردات مستقاة من التراث أو من الواقع الزاخر بما تختزنه الذاكرة من ارث ثقافي وتاريخي وحضاري.

يشار إلى أن ملتقى أغافي للتصوير الزيتي مستمر حتى التاسع عشر من شهر أيلول الجاري وسيختتم بمعرض للفنانين المشاركين وهم علي صالح مقوص محمد- أسعد سموقان- نجوى أحمد- بتول الماوردي- فواز سلامة- لينا ديب- خولة العبد الله- رامي صابور- صبا رزوق و كائد حيدر.

 

انظر ايضاً

لوحات متنوعة الرؤى في ختام ملتقى أغافي للتصوير الزيتي

اللاذقية-سانا في الرواق المطل على الحديقة الداخلية للمتحف الوطني بمدينة اللاذقية اصطفت لوحات الفنانين المشاركين …