الشريط الإخباري

لوحات متنوعة الرؤى في ختام ملتقى أغافي للتصوير الزيتي

اللاذقية-سانا

في الرواق المطل على الحديقة الداخلية للمتحف الوطني بمدينة اللاذقية اصطفت لوحات الفنانين المشاركين في ملتقى التصوير الزيتي بنسخته الثانية أغافي لعرضها أمام الجمهور التواق لرؤية شكلها النهائي بعد متابعة مراحل تكوينها خلال أيام الملتقى الذي استمر طوال الأسبوع الماضي.

انطباعات ايجابية وردود فعل مشجعة اتفقت عليها آراء الفنانين المشاركين الذين وجدوا في الملتقى فرصة لطرح باقة متنوعة من المدارس الفنية من واقعي وتجريدي وتعبيري انسجمت مع الجو العام لمكان العمل مع اشارتهم لتفاهم المجموعة مع بعضها البعض ضمن نسيج روحي جميل اتاح المجال لتبادل الآراء والأفكار ضمن فضاء ثقافي رحب.

وهو ما اثنى عليه علي مبيض معاون وزير الثقافة الذي أوضح في حديثه لنشرة سانا الثقاقية أن الوزارة حريصة على إقامة مثل هذه الأنشطة الثقافية التي تتجاوز محور التصوير الزيتي لتشمل السينما والمسرح وباقي الفنون البصرية المنوعة.

واعتبر مبيض ان الملتقى نجح فعلا بمجرد مشاركة فنانين مخضرمين وشباب قدموا من محافظات سورية عدة إلى جانب  متابعة الجمهور الحثيثة لمثل هذه الفعاليات التي تستقطب شريحة واسعة من المهتمين ما يؤكد تجذر الثقافة وحب الفنون في وجدان الشعب السوري الذواق لكل ما هو جميل.

الأسطورة برموزها وحكاياتها حضرت في أعمال الفنان بولص سركو الذي اختار رسم عشتار آلهة الخصب عند الفينيقيين في عمليه الاثنين اللذين تشابها من حيث الموضوع واختلفا في الخلفية وطريقة انسكاب المياه الناضحة من الجرة التي تحملها الآلهة.

واتجه الفنان بسام ناصر لربط أعماله ببطلة الملتقى أغافي التي تقول الأسطورة.. انها قدمت نفسها فداء لمدينتها اللاذقية بعد تعرضها لكوارث عديدة فطغى لون الاورق البحري على خلفياته وظهر الثور إلى جانب المرأة في لوحته الثانية كدلالة على حكاية أسطورية أوغاريتية مرتبطة بهذا الحيوان.

وقال ناصر “لم ابتعد كثيرا عن خطي الذي اتبعه في رسم المرأة أو الاسطورة لكنني حاولت التنويع في الخلفية والبنية اللونية والموزاييك المعتمد فيها”.

وحلق الفنان محمد زيدان خارج السرب بتقدميه أسلوباً تجريدياً طغت عليه روح الشفافية ليكون موضوع التصوف رافعة لعمليه الاثنين فبرزت في أولهما راقصة باليه قدمها تدور كحال المتصوفين لتذوب مع الخلفية السوداء القاتمة كما حمل عمله الآخر روحانية فريدة ظهرت براقصي التصوف الذين بدت بعض ملامحهم في خلفية اللوحة.

أما الفنانة رانيا كرباج فتفردت أيضاً بتقديم عمل واحد على لوحتين طغت عليهما الخلفية الخضراء والأغصان الذهبية المستقاة من مشهد حديقة المتحف الوطني لتكون نظرة الطفل الصغير بمعانيها ورسائلها بطلة العمل من دون منازع.

وتمكنت الشابة أسمى الحناوي من تقديم لوحتي بروتريه بأسلوب واقعي تعبيري من دون تفاصيل شكلية واضحة معتمدة تبسيط لمسات الريشة وقالت “أحب الانطلاق من الواقع والتركيز على شفافية الألوان في أعمالي التي أضيف إليها عجيبنة سميكة من الألوان لإظهار روح اللون بطريقة أقوى”.

الفنان علي مقوص الذي حل ضيف شرف على أيام الملتقى قدم لوحة ضمن خطه الفني الذي يركز فيه على الشخوص الجماعية المتماهية مع الخلفية الزرقاء ووجد مقوص أن ضيف الشرف يؤدي دوراً كبيراً بإغناء حوارات الفنانين المشاركين وتبادل الأفكار والرؤى بشكل أوسع، إضافة إلى مناقشة تجربة كل فنان وما يتميز به عن غيره على الصعيد الفني والتقني.

زوار كثر قصدوا معرض الملتقى وأثنوا على جودة الأعمال المقدمة في ختامه والتي جاءت متوافقة مع توقعات المتابعين ومنهم الفنان جورج كفا عضو اتحاد الفنانين التشكيليين الذي أشار إلى أن الأسماء المشاركة في هذه النسخة تعتبر من خيرة الفنانين في الساحة التشكيلية السورية، إضافة الى وجود تجارب شابة من المتوقع ان يكون لها مستقبل فني بارز في حال استطاعت تطوير ادواتها وتحسين اسلوبها.

وأضاف كفا “هناك تنوع في الأساليب والرؤى الفنية وتباين بين لوحة كل فنان وآخر ونتمنى كمتابعين إقامة

المزيد من الملتقيات التي توفر مناخاً ثقافياً متميزاً للفنانين المشاركين إضافة إلى إرواء عطش الجمهور التواق لمتابعة كل جديد على هذا الصعيد”.

يشار إلى أن الملتقى الذي اختتم اليوم بحفل تكريمي للفنانين المشاركين أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة/مديرية الفنون الجميلة ووزارة السياحة.

وشارك في الملتقى 12 فنانا وفنانة من مختلف المحافظات السورية وهم الدكتور عبدالكريم الحسيني وبولص سركو وعبدالله ابوعسلي واسماء الحناوي وسوسن جلال وسامي الكور وبسام ناصر وبشار برازي ورانيا كرباج واسماعيل نصرة ومحمد زيدان إضافة إلى الفنان علي مقوص ضيف شرف.

انظر ايضاً

12 فنانا وفنانة في ملتقى أغافي الثاني للتصوير الزيتي باللاذقية

اللاذقية-سانا انطلقت فعاليات ملتقى التصوير الزيتي “اغافي” الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة …