صحيفة الشروق التونسية: روسيا تعزز مواقفها تجاه الأزمة في سورية مقابل فشل الاستراتيجيات الأمريكية

تونس-سانا

اعتبرت صحيفة الشروق التونسية أن روسيا تعزز وبشكل متصاعد مواقفها تجاه الأزمة في سورية مقابل فشل وانهيار الاستراتيجيات الأمريكية الكارثية.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “خيبات أوباما…نجاحات بوتين” إن “الرئيس الأمريكي باراك أوباما الغاضب بسبب سياسات نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص الأزمة في سورية تحول بقدرة قادر إلى خبير في الغيبيات عبر تنبئه بالفشل لاستراتيجيات روسيا متجاهلا استراتيجياته والنتائج الكارثية التي أدت إليها”.

وأضافت الصحيفة إن “الفرق واضح بين سياستي البلدين فالرئيس أوباما يبني موقفه من الخطوات الروسية على الانطباع الشخصي وعلى انفعال وتشنج في تعاطيه مع الأزمة في سورية بينما تتصرف روسيا وفق استراتيجية واضحة تؤسس لبداية نهاية تنظيم داعش الإرهابي الذي راهنت أمريكا حتى الآن على توجيهه في ثنايا الجغرافيا وفي خبايا الأزمة في سورية وليس على تصفيته واجتثاث نبتته الخبيثة من جذورها”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بوتين ينطلق في تعاطيه مع الوضع في سورية من معطيات دقيقة وثابتة تتلخص في أن الاستراتيجية
الأمريكية بخصوصه وصلت إلى طريق مسدودة حيث لم تفض إلا إلى المزيد من الخراب بعد فشلها الواضح والصريح في الرهان على داعش كأداة لاسقاط سورية وادخالها في الفوضى الشاملة تمهيدا لتقسيمها كما أن تخبط الإدارة الأمريكية بات جليا.

وتابعت الصحيفة أن “حلفاء أمريكا وقد غمرهم سيل المهجرين السوريين أيقنوا أن مفاتيح حل الأزمة تقع في دمشق وتحديدا بين أيدي الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري وبالتالي لا مفر من التعاون والتنسيق معهما حتى يكون لمقاومة إرهاب داعش وأخواتها معنى وحتى يتسنى التوصل إلى حل للأزمة في سورية”.

وأوضحت الصحيفة أن “سياسات أمريكا المتغطرسة وفوضاها الخلاقة أدت إلى تدمير العراق وتفكيك دولته ومؤسساته وأغرقت سورية في الفوضى وأدت إلى انهيار الدولة الليبية وإصابة مصر بنوع من الرعشة لم يخلصها من تبعاتها المدمرة إلا الجيش المصري” لافتة إلى أن هذه الحقائق الواضحة لم يرها أوباما أو لم يشأ أن يراها.

وختمت الصحيفة بالقول إن “انفعال الرئيس أوباما منعه من رؤية هذه المعطيات والحقائق وحتى لمسها مع أنها صارخة وماثلة على الميدان وكيف يدركها وهو المذهول من انهيار استراتيجياته وسياساته في التعاطي مع الشأن السوري وهو يمضي من خيبة إلى خيبة ليجد نفسه في الميدان وحده وقد انفض من حوله حتى حلفاؤه الأوروبيون”.