استنزاف الحل-صحيفة تشرين

لماذا خطة النقاط الست المشهورة التي صنعها كوفي عنان، المبعوث الدولي الأسبق للأزمة السورية، وفتحت أبواب «التسونامي الأممي» على الملف السوري منذ اعتمادها في مجلس الأمن «2012» بقيت نقاطاً ستاً؟!. وأساساً لماذا انحصرت النقاط الست بواجبات الحكومة السورية تجاه وقف العنف والمراكز السكانية والسلاح، وواجبات «المعارضة» من دون تحديد واجبات الدول التي اشتغلت منذ بداية الأزمة بالتدخل في شؤون سورية ودعم علني وسري للجماعات المسلحة «تمويلاً وتسليحاً وتسهيلات..» وتشكيل معارضات خارجية على أرضها؟!

كيف تصمد تلك النقاط الست حتى هذه اللحظة و«يغرّد» الباحثون عن حل سياسي في سورية بها كما «التغريد» ببيان جنيف الذي ارتكز على تلك النقاط مع أنّ الملف السوري يثبت كل يوم تزايد الهوة بين الواقع السوري ونقاطه الست وجنيف؟!

لماذا تجاهل مجلس الأمن عام 2012 طلبات سورية بـ«نزع سلاح الجماعات المسلحة، وإلزام بلدان المنطقة بعدم تمويل جماعات المعارضة المسلحة أو تسليحها..»؟! لماذا لدى البحث في الملف السوري وما يسمى الحل السياسي يتم تجاهل أي ذكر لكيفية حل «ملف التنظيمات الإرهابية»؟!

ماذا تبقى من معنى لبيان جنيف الذي تحدّث عن حكومة ومعارضة، ولم يتحدث عن «داعش» و«جبهة النصرة» وتنظيمات عديدة متزاحمة في الملف السوري؟!

لا قداسة في القرارات الأممية حتى لو صدرت بالإجماع عندما تتغافل عن مكونات الملف السوري، وتسوّق الأزمة على أنّها حرب «حكومة-معارضة»، فماذا عن المكونات الأخرى؟ وماذا يفعل متعددو الجنسيات على الأرض السورية؟ وما واجبات الدول التي احتضنت ودرّبت متعددي الجنسيات وسهّلت مرورهم إلى سورية، وموّلتهم ودعمتهم وسلّحتهم؟!

من يدقق نصوص النقاط الست وبيان جنيف وقرارات مجلس الأمن التي اعتمدت «النقاط والبيان» يمكنه اكتشاف لماذا الحل السياسي في سورية يدور في دوّامة العنف ومزيد من الاستنزاف؟

بعد أربع سنوات وبضعة شهور قاسية من عمر الحدث السوري المجلجل، تغيّر الواقع السوري كثيراً وما من عاقل يصدّق أنّ النقاط الست وبيان جنيف تحيط بهذا الواقع وتعقيداته الإقليمية والأممية، حتى إنّ كل بند في النقاط الست وبيان جنيف يحتاج إلى «تعليمات تنفيذية»، وكل فقرة تحتاج إلى اتفاق، وكل تعقيد يحتاج إلى «دهور» للحل ما دام مجلس الأمن يهرب من تحديد واجبات الدول المتورطة بدعم وتسليح التنظيمات الإرهابية على الرغم من زحام تنظيره بشأن احترام السيادة السورية!

بقلم: ظافر أحمد