الشريط الإخباري

التهاب القولون القرحي..غير قابل للشفاء والعلاج يمنع اختلاطاته الخطيرة

السويداء-سانا

يهدد التهاب القولون القرحي الأشخاص من مختلف الاعمار ورغم أنه غير شائع لكنه غير قابل للشفاء ويرجح الأطباء أسبابه بين مناعية ووراثية وأخرى مرتبطة بنمط الغذاء وينصحون بضرورة علاجه ولا سيما لدى الأطفال لاختلاطاته الخطيرة.

ويوضح رئيس المجلس العلمي لاختصاص أمراض الهضم الدكتور منصور ناصر الدين أن التهاب القولون القرحي مرض مزمن يصيب عادة الأشخاص بأعمار تتراوح بين 15و30 أو بين 50 و70 عاما مع إمكانية حدوث الإصابة به في مختلف المراحل العمرية.

وحسب الدكتور ناصر الدين فإن التهاب القولون القرحي من أمراض المناعة الذاتية ورغم عدم وجود أسباب محددة بدقة له لكن يرجح أن تكون فيروسية أو جرثومية توءدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي لجدار القولون وتسبب التهابا وتوذما وتلفا وتقرحا له مشيرا بالوقت نفسه إلى وجود نظريات أخرى لأسباب المرض مثل العامل
الوراثي ونوعية الغذاء.

ويشكو المصابون بالالتهاب وفقا للاختصاصي من إسهال ونزف من المستقيم والحاجة المتكررة للدخول إلى المرحاض الإلحاح وآلام البطن والتعب والإرهاق الجسدي والنفسي وفقدان الوزن والشهية وفقر الدم وتأخر النمو لدى الأطفال لافتا إلى تراوح هذه الأعراض بين الخفيفة والشديدة وإمكانية تهيجها ثم اختفائها لعدة شهور أو حتى سنوات وتسمى حينها بخمود المرض.

ويبين الدكتور ناصر الدين أن خطورة المرض تعتمد على طول مدة الإصابة به فإصابة الأطفال أخطر وكذلك امتدادها أي عندما يكون كامل القولون مصابا لافتا إلى عدم إمكانية الشفاء منه نهائيا لكن ربما تختفي الأعراض لفترة من الزمن قد تصل لسنوات أحيانا وتعود على شكل انتكاسات وقد تأخذ مسارا حادا مفاجئا مترافقا مع
ارتفاع بالحرارة وجفاف يسمى حينها توسع القولون السمي وهو اختلاط خطير مهدد للحياة ويحتاج للاستشفاء والعناية المشددة.

وحول مضاعفات التهاب القولون القرحي الأخرى يفيد الطبيب أنها تشمل أكثر من جهاز كالكبد والمفاصل والجلد إضافة لازدياد خطر الإصابة بسرطان القولون الأمر الذي يستوجب على مرضاه إجراء فحوص منتظمة.

ويشخص المرض حسب الدكتور ناصر الدين عبر فحص سريري شامل للمصاب وإجراء سلسلة من الفحوص الطبية المشتملة على اختبارات الدم التي قد توضح مدى وجود فقر دم بسبب النزف المتكرر كما تكشف عن زيادة في عدد الكريات البيضاء والتي تشير إلى الالتهاب إضافة لفحص عينة من البراز التي تكشف عن وجود نزف وقيح.

ويضيف الاختصاصي ان أفضل وسيلة للتشخيص رؤية ما يحدث داخل القولون بالمنظار القولوني والذي يجب إجراؤه بيد خبيرة وتجنب تنفيذه بالهجمات الحادة خشية حدوث توسع القولون السمي مشيرا إلى محدودية دور التصوير الظليلي بالأشعة السينية بعد إعطاء المريض حقنة باريوم.

وعن علاج هذا المرض يوضح الدكتور ناصر الدين أن الأدوية تهدف إلى تقليل أو شفاء الفعالية الالتهابية التي تصيب الطبقة المخاطية للقولون ومن هذه الأدوية السالازوبيرين والكورتيزون ومثبطات المناعة مع وجود معالجات حديثة شافية للمخاطية تتمثل بالمعالجات البيولوجية وهي غالية الثمن كثيرا مبينا الحاجة أحيانا خاصة عند حدوث الاختلاطات والحالات المعندة إلى العلاج الجراحي الذي يرتكز على استئصال المنطقة المصابة.

وينصح الاختصاصي مرضى القولون التقرحي بالمراقبة الدورية خاصة الذين تجاوز عمر المرض لديهم 10 سنوات لكشف الاختلاطات بشكل مبكر وعلاجها.

عمر الطويل