الشريط الإخباري

الشابة هناء عثمان تصنع الدمى القماشية وسط موجات من الفرح والحماسة بين صغيرات العائلة

اللاذقية-سانا

أن تصنع شيئا من لا شيء هو الوصف الذي أطلقته الشابة هناء عثمان على عملها في صناعة الدمى القماشية منزليا محولة بقايا الأقمشة المهملة إلى دمى متنوعة الألوان والأحجام تترك في ذاكرة بنات العائلة الصغيرات ذكريات دافئة خاصة وأن غالبيتهن جلسن لساعات يراقبن تحول القماش المقصوص والخيوط الملونة إلى هيئات وأشكال إنسانية ترافق قصصهن وحكاياتهن اليومية أثناء اللعب وهو ما ترى فيه الشابة المبدعة أكثر من مجرد حرفة ومتعة ومصدرا للدخل أحيانا.

حول تجربتها هذه تحدثت عثمان لنشرة سانا الشبابية.. بدأت هذا العمل قبل سنوات بحثا عما تلهي به أخوتها الصغار وبنات الجيران فكانت تبحث عن الثياب البالية فتقصها بأشكال مختلفة على هيئة دمى ثم تبدأ بخياطتها يدويا لتحشوها بعد ذلك بالقطن أو القماش مستخدمة الخيوط الصوفية الملونة لتحديد العيون والأنف والشفاه فتفاجئ بها من حولها من صغيرات الأسرة.

ورغم ما تبدو عليه هذه الحرفة من بساطة إلا أنها تحتمل الكثير من التطوير حسب عثمان في حال توفرت مخيلة خصبة ومزيدا من الأدوات التي غالبا ما توجد في المنزل حيث تلجأ أحيانا إلى استخدام الجوارب القديمة لصناعة الدمية دون حاجة للقص إذ يكفي أن تحشوها بالقطن ومن ثم تبدأ بتطويقها أسفل الرأس وعند الخصر لتتشكل بسرعة فائقة مضيفة إليها بعض النقوشات البسيطة بالخيوط متغايرة الألوان.

ونوهت إلى أن هذه الدمى تتسم بكونها آمنة تماما و لا سيما بالنسبة للفتيات تحت عمر السنتين فهي لا تحتوي على أي من القطع المعدنية أو البلاستيكية أو القشية كما هو حال الألعاب الموجودة في السوق والتي تسبب في بعض الأحيان أذى كبيرا للأطفال في حال تم قضم أي جزء من هذه القطع ولذلك فقد اعتادت النسوة من حولها طلب صناعة بعض الدمى لبناتهن مقابل أجور بسيطة لا ترهق كاهل أحد.

أما الدمى المخصصة للفتيات الاكبر سنا فيمكن كما أكدت عثمان أن تضيف إليها بعض الأزرار الملونة أو تقوم بترصيعها بالخرز إضافة إلى تزويدها بقبعة صغيرة أو حقيبة يد قماشية أيضا مبينة أن الأمر يحتاج إلى أفكار متوالدة تضفي على الدمى طابعا من التجديد والتنوع.

وأضافت.. كانت الفتيات يبدين دهشة كبيرة وقد حصلن على دمية للعب يتبادلن وإياها الأحاديث كرفيقة جديدة يسعين إلى تزيينها بالأساور والأطواق فكان المشهد أمامي هو المحفز الأكبر للاستمرار في هذه الحرفة التي ما لبثت أن اتقنتها بمرور السنوات مضيفة إليها العديد من المفردات الجديدة من باب التنويع وإضفاء المزيد من المرح على حياة الأطفال.

أما الأجمل في الأمر حسب قولها فهو تجمع الفتيات من حولها لدى صناعة الدمية أذ باتت مراقبة سير عملية تصنيع الدمية أكثر متعة من اللعب بها وخاصة أن بعضهن يعمدن إلى المشاركة في الخياطة وتقديم الاقتراحات التي غالبا ما تأخذ بها نظرا لأنها تتمخض عن خيال طفولي يفوق في ثرائه ما يراود الكبار من أفكار و تصورات.

تعمد أحيانا عثمان إلى المشاركة في بعض المعارض التي تعنى بالحرف اليدوية في محافظة اللاذقية إضافة إلى بيع بعض المنتجات حسب الطلب ما يوفر لها دخلا ماديا مقبولا إلا أنها كما تقول تعمل في هذا المجال من باب الهواية والمتعة وإبراز الحس الفني خاصة وهي ترى أن منتجها البسيط هذا يولد موجات عارمة من الفرح والحماسة لدى الفتيات الصغيرات من حولها.

رنا رفعت