المجموعة القصصية “نحت على جسد لم يكتمل” لروان الجندي بملتقى بانياس الأدبي

طرطوس-سانا

قالت القاصة روان الجندي إنها تناولت في مجموعتها القصصية الأولى “نحت على جسد لم يكتمل” التي تم تقديم عرض لها ضمن فعاليات الملتقى الأدبي في مدينة بانياس ثنائية العلاقة بين الرجل والمرأة بتفاصيلها وعمقها واتبعت في مجموعتها أسلوبا بعيداً عن التزويق الشكلي عبر الصيغ المفتعلة أو التهويم مع الابتعاد عن الاستعراض للمهارات اللغوية.

وأضافت الجندي في تصريح لسانا الثقافية لم أعتمد في مجموعتي المهارات اللغوية كعنصر أساسي من عناصر البناء القصصي فلم ألجأ للتزويق الشكلي أو المبالغة في الخطاب كي أبتعد قدر المستطاع عن أسلوب المحاضر أو المرشد مؤكدة انها آمنت أن جملتها السردية يجب أن تكون مقتصدة وربما مختزلة وفي أحيان كثيرة تترك للقارئ أن يكمل الجملة بما يتناسب وعين قراءته.

وقال الشاعر علي سعادة من مؤسسي الملتقى الأدبي في مدينة بانياس أن القاصة غارقة في همومنا ومآسينا وهي حزينة فاقدة لافق يلوح من بعيد متعثرة بين لغتين عادية لا حياة فيها وشعرية فائقة الجمال لكن الأولى الحافلة بالأخطاء حاضرة بامتياز موضحا انه في العناوين يميز بين نوعين الأول جديد ولافت مثل “نحت على جسد لم يكتمل-روح تحاور المكان-ذاكرة تأبى النزوح-روح وشراع-يمامة المنفى” والآخر قديم مستهلك مثل “صك زواج-ساخفيك سرا-رحيل الصمت-حورية البحر”.

ولفت سعادة إلى أن المضامين جاءت بلا دهشة ولا تشويق ولا مفاجئات في نهايات القصص متسائلا هل تعمدت القاصة حمل قلمها وتصوير حياتنا البائسة وتركت لمن يهمهم الأمر أمر فتح الملفات والعيون والنوافذ المغلقة مشددا أنه لا تنتهي مسؤولية الكاتب عند تعرية العراة وفضح المفضوحين.

وبين سعادة أن قصة “رماد على ضفاف القلب” هي إنسانية ورشيقة وحزينة وتدمع العين وقصة “يمامة المنفى” الأجمل في المجموعة لاعتمادها على قصة حب على حد تعبيره.

وأشار سعادة إلى الجرأة في قصة “ذاكرة تأبى النزوح” وقال هي قصة حمالة اوجه وكثيرة التوتر مبديا إعجابه بما ورد فيها “إن لسقوط الشعارات صوتا عظيم الوجع يبقى رجع صداه يتردد فينا ليدق أرواحنا بأسافين الخيبة ويغلقها على أي من علائم النور التي قد تظهر فجأة”.

بدورها قالت الروائية لميس بلال لست كروائية من المعجبات بفن القصة عموما سوى انني تعاملت مع مجموعة القاصة بمودة فقد قرأت معظم النصوص ووجدت أن القصص اقرب للمسارات الأنثوية الناعمة والخواطر منها للقصة فالقصة تحتاج أسسا تميز جنسها ومنها الحدث والحكائية والتصاعد والحبكة والتشويق والقفلة بالإضافة لافتقاد هذه القصص أهم عناصر الأدب ألا وهو الإدهاش مؤكدة أن مهمة الأدب والفن بكل تنويعاتهما إيجاد عوالم حالمة لا نعرفها أو لا نتوقعها أي على الكاتب أو الفنان أن يعيد إنتاج العالم لا أن يصوره فقط.

وقال القاص جعفر نيوف بالدخول إلى متون نصوص القاصة نجد أسلوبها بشكل عام شيق يتميز بالبساطة والوضوح والسهولة وهي تتلمس في معظمها السرد المباشر حيث تستعرض الكاتبة قضايا ذاتية واجتماعية حياتية يومية لتكون لكل قصة فكرة واحدة تنمقها وتتلاعب بها وتنميها حتى تصل إلى غايتها مشيرا إلى أن أغلب الأحداث في قصصها محبوكة فالفاجعة والمأساة والفرح والحزن غير المكتمل واللقاءات الناقصة تبوأت أحداث المجموعة القصصية عامة.

وبين نيوف أن القصة المعنوية باسم المجموعة “نحت على جسد لم يكتمل” هي أقرب إلى وصف حالة عاشتها الكاتبة فهي غير مكتملة العناصر ولم تقدم لنا حدثا كما كان هناك شبه حوار وقدمت لنا جملا مشحونة بالعواطف الجياشة.

وأوضح نيوف أن قصة “صك زواج” هي قصة أفلام محبوكة بطريقة جيدة وأسلوب شيق استخدمت فيها كل عناصر القصة فأخرجت بطريقة ناجحة أما قصة “روح تحاور المكان” فهي قصة من صلب الواقع تتنازعها احداث تغوص في دهاليز الحياة هذه القوقعة التي كانت تجوب في محتواها القاصة واستطاعت أن تخرج تتنفس حرية المكان ونجحت لكن تصدى لها نزاقة الأخلاق والتملق والصلف والجشع كل هذا لم يثنها عن التزامها بأخلاقية منطقتها.

ورأى نيوف أن الجندي في قصة “حورية البحر وبحار عتيق” سارت في المنحى الصحيح فالانكسارات المتلاحقة وهبوب تيارات الهزيمة وكسر عفة الشرق وخذلان نضالات البروليتارية كل هذا أصبح يئن تحت وطأة التغيرات والانهزامات وتكوين تكتلات جديدة مما أدى به إلى حرق كل رصيده الفكري من الحياة كما أن الأمل استنفذ عنده لكن البحر والحلم والخيال وحوريته الخاصة كانوا مسؤولون عن إعادة الأمل فهي قصة فيها من المسؤولية والجرأة.