روسيا تحيي ذكرى عيد النصر.. بوتين: نشهد انتهاكا للمبادئ الأساسية التي ضحت من أجلها البشرية

موسكو- سانا

أحيت روسيا اليوم الذكرى الـ70 لعيد النصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى وشهدت 26 مدينة روسية استعراضات عسكرية ضخمة بمشاركة نحو 85 ألفا من أفراد القوات الروسية.1

وشهدت الساحة الحمراء بموسكو العرض العسكري الأضخم في تاريخ روسيا بحضور نحو 30 من قادة الدول وقرابة 40 مسؤولا أجنبيا.

وخلال كلمة له في مستهل العرض أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذه المناسبة دقيقة صمت إجلالا لذكرى شهداء الحرب الوطنية العظمى وحيا فيها بطولات من ضحوا بأرواحهم لسحق القوة النازية الطاغية معتبرا أن “المغامرة الهتلرية كانت درسا رهيبا للإنسانية جمعاء” وأن النصر العظيم على النازية سيظل ذروة في تاريخ بلاده المعاصر.

وأكد الرئيس بوتين أن العالم يشهد انتهاكا للمبادئ الأساسية التي ضحت من أجلها البشرية ومحاولات لبناء نظام عالمي آحادي القطب وتفوق منطق القوة موضحا أن كل ذلك يؤدي إلى إضعاف الاستقرار العالمي.

وقال بوتين “نحتفل اليوم بهذه الذكرى المقدسة ونتذكر عظمة انتصارنا على النازية ونفتخر بان آباءنا وأجدادنا استطاعوا دحر وسحق تلك القوة الظالمة حينما لم تر أوروبا الخطر المهدد في ايديولوجية النازية وبعد مرور سبعين عاما يدعو التاريخ إلى يقظتنا”.

وهنأ الرئيس بوتين مواطني روسيا والمحاربين القدامى والجنود والبحارة بمناسبة ذكرى النصر في الحرب الوطنية العظمى وقال “علينا ألا ننسى أن أفكار التفوق العنصري أدت إلى اكثر الحروب الدموية حيث شارك فيها أكثر من 80 بالمئة من البشرية وتم الاستيلاء على دول عديدة في أوروبا”.2

وأكد الرئيس الروسي أن “الاتحاد السوفييتي تحمل ضربات رهيبة من قبل العدو الذى جمع القدرة القتالية العظمى حيث جرت في أراضي الاتحاد السوفييتي المعارك الحاسمة في الحرب العالمية الثانية ومن الأمر الطبيعي أن الجيش الأحمر قد اقتحم برلين وسحق النازية وحارب الشعب متعدد القوميات كله من أجل حرية البلاد”.

وأشار بوتين إلى أن جميع أبناء الشعب تحملوا هذه الأعباء وانقذوا البلاد وحددوا مصير ونتائج الحرب العالمية الثانية وحرروا من النازيين شعوب أوروبا وقال “أينما كان يعيش قدماء الحرب العالمية الثانية والوطنية العظمى عليهم أن يتذكروا أننا في روسيا نحترمهم ونفتخر ببطولاتهم ومآثرهم البطولية”.

وأضاف بوتين ان النصر العظيم سيظل ذروة في تاريخ بلادنا المعاصر إلا “أننا نتذكر حلفاءنا الذين شاركوا في النضال ضد النازية ونحن نشكر شعوب بريطانيا والولايات المتحدة على دورها في دحر الفاشية وعلى القوة المناوئة للفاشية الذين ناضلوا في صفوف الفدائيين بمن فيهم في ألمانيا نفسها ونتذكر اللقاء التاريخي لقوات الحلفاء في نهر ألبا وتلك الثقة والوحدة التي ورثناها من أجدادنا وهى مثال لتوحد الشعوب من أجل السلام والاستقرار”.

وأشار بوتين إلى أن هذه القيم رسخت في أساس النظام العالمي بعد الحرب وتم تأسيس هيئة الأمم المتحدة وتم بناء منظومة القانون الدولية وهذه المؤسسات الدولية أثبتت فعاليتها في تسوية الأزمات والنزاعات إلا أنه “في العقود الأخيرة نشهد انتهاكا لتلك المبادئ الأساسية التي ضحت من أجلها البشرية ونرى محاولات لبناء نظام العالمي أحادي القطب وتفوق منطق القوة” مؤكدا أن كل ذلك يؤدي إلى إضعاف الاستقرار العالمي.

وقال بوتين: إن مهمتنا المشتركة بناء منظومة الأمن المتساوي لجميع الدول وهي منظومة تواكب وتستطيع التحدي لكل المخاطر العالمية المعاصرة فقط في تلك الظروف سنستطيع توفير الأمن والسلام والهدوء في كوكبنا.

وأضاف الرئيس الروسي إن ذلك النضال كان من أجل مستقبل البشرية كلها حيث تحمل أجدادنا وأبناؤنا أعباء كبيرة وكانوا يحاربون ويضحون بحياتهم باستماتة وأظهروا مثالا لحب للوطن والكرامة الإنسانية ونحن ننحني أمام جميع من حارب من أجل كل شبر من أرض الوطن وكل من استشهد ومن فقد ومن عذب في معسكرات الاعتقال النازية وننحني إجلالا لذكراهم.3

وشارك في العرض العسكري بالساحة الحمراء 16 ألف عسكري و190 قطعة من المعدات الحربية و150 طائرة ومروحية كما سارت في الاستعراض صواريخ يارس 24 العابرة للقارات وعشرات القطع العسكرية من القوات المسلحة لرابطة الدول المستقلة ودول أخرى صديقة.

وبعيد العرض وضع الرئيس بوتين برفقة نحو 30 من قادة الدول الزهور على ضريح الجندي المجهول قرب جدار الكرملين.

وضمن الاحتفالات بعيد النصر على النازية شارك نحو 300 ألف شخص يتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مسيرة “الفوج الخالد” التي انطلقت وسط العاصمة الروسية موسكو تخليدا لضحايا الحرب الوطنية العظمى.

وقال الرئيس بوتين وهو يحمل صورة والده “في هذه المناسبة أنا سعيد بان والدي الذي أحمل صورته.. معي اليوم في الساحة الحمراء”.

وذكر موقع روسيا اليوم أن مسيرة الفوج الخالد التي حمل المشاركون فيها صورا لذويهم ممن حاربوا في جبهات الحرب الوطنية العظمى وضحوا بحياتهم في معارك القتال أو عملوا ليل نهار في المصانع ترمز إلى متانة الروابط بين الأجيال ووفاء الاحفاد لأجدادهم.

1