دمشق-سانا
ما بين عرض لملامح تجارب وأسماء تشكيلية سورية ورؤى في مشاريع فنية عربية وأجنبية تنوعت المقالات المنشورة في العدد الجديد من مجلة الحياة التشكيلية الفصلية الصادرة عن مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة.
وكتب رئيس التحرير الدكتور محمود شاهين في الصفحة الاولى: يسجل للحركة الفنية التشكيلية السورية المعاصرة استقبالها للتيارات والاتجاهات والأساليب التي أفرزتها الحركة الفنية التشكيلية العالمية كافة وقيامها باستيعاب وتمثل كل ما هو متزن وجاد وعميق وحقيقي ومفيد منها ولفظ الطارئ والشاذ والآني والعابث والمريض مما طفح على سطح هذه الحركة خلال النصف الأول من القرن الماضي.
ورأى شاهين أنه بالرغم من حالة التحصين الذاتي التي يمارسها الفنان التشكيلي السوري على نفسه وعلى نتاجه فانه يتعرض هذه الأيام وبقوة إلى جملة من التحديات والضغوط التي تمارس عليه بأكثر من شكل وصيغة وعبر العديد من القنوات الداخلية والخارجية بهدف زجه في الحراك الثقافي العولمي.
وتحت عنوان “الأواصر الفنية بين سورية ولبنان” كتب الدكتور عفيف بهنسي.. تتجلى الأواصر الفنية بين سورية ولبنان في وحدة طراز العمارة وفي انتشار الزخارف العربية مما يسمى الرقش ارابيسك وفي إبداع الخطوط العربية الجميلة التي تبارى الخطاطون بإجادتها وبتزيين المخطوطات منتقلين من مدينة لأخرى استجابة لطلبات الولاة والاعيان موضحا ان الفن الشعبي بدأ في زخرفة البيوت وفي استعمال العناصر التي تحمل دلالات معروفة في أنحاء بلاد الشام وفي تداول القصص والاساطير والامثال والحكم وفي وحدة اللباس.
واحتوى العدد قراءة في تحولات الفنان إحسان صطوف التشكيلية الإبداعية وتوقعات المستقبل للدكتور عبد الكريم فرج بين فيها أن مظاهر الإبداع التشكيلي واضحة لدى الفنان صطوف من خلال تسمية موضوعاته الاكاديمية بأسماء تحمل نوايا نقدية وتطلعات فكرية تتعلق بتطور الثقافة الاجتماعية المتنامية حيث اختار طريقه بإصرار عبر الصورة التشكيلية النقدية تلك الصورة التي يمتلك زمامها في مجال تخصصه الابداعي في الرسم المحفور والمطبع ولذلك تخصص أكاديميا وبكل رغبة في إنتاج المحفورات الفنية الابداعية وانتج فعلا مقدمات مهمة لإرادة تشكيلية ذاتية تعبر عن فردانية عميقة.
ويقارن أديب مخزوم في دراسته في المشهد التشكيلي السوري ..إشكاليات والتباسات ومفارقات بين الدور الإيجابي والفعال الذي يلعبه الإعلام التخصصي في التعريف بالإبداع والمبدعين والإعلام غير التخصصي الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام المنتفعين والدخلاء وأنصاف الفاشلين إضافة إلى تهميش وتحييد الباحثين والنقاد والمتابعين والعارفين ويسهم في خلط الأوراق على نحو مخيف ومفجع.
وبين الدكتور غازي أنعيم في قراءته التي جاءت بعنوان “صلاح طاهر ..فاكهة الفن وعبقرية الروح” أن الفنان طاهر الذي رحل عام 2007 يعد أحد العلامات البارزة في تاريخ الفن التشكيلي العربي واحد أعلام الجيل الثاني في الفن التشكيلي المصري واحد الرموز الفنية التي حملت مشعل الابداع التشكيلي والتنوير الثقافي بعد جيل الرواد مباشرة من أمثال فؤاد كامل ورمسيس يونان وحسين بيكار وغيرهم.
وفي الصفحة الأخيرة كتب الدكتور علي القيم عن ظاهرة ثقافية وفنية بدأت تتفشى وتنتشر بشكل لافت في الحركة الفنية التشكيلية وهي عمليات تزوير بعض الأعمال الشهيرة للفنانين لؤي كيالي وفاتح المدرس ومحمود حماد وغيرهم دون تحرك أي جهة لوقف هذه الأعمال التي أقل ما يمكن أن يقال عنها بانها قرصنة وسرقة مبينا أن هذه الظاهرة ليست جديدة في عالم الفن التشكيلي وتعاني منها أعمال المشاهير في شتى أصقاع العالم.
وزينت غلافي المجلة الداخليين منحوتة للفنان سمير رحمة ولوحة للفنانة خلود السباعي.
شذى حمود