جاكرتا-طهران-سانا
دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بالدفع نحو الحلول السلمية في المنطقة بعد أن أثبتت “الظروف المؤلمة في سورية واليمن عدم جدوى الخيار العسكري” معلنا استعداد طهران للتعاون مع الدول العربية بهذا الشأن.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا عن روحاني قوله خلال اجتماع القمة الآسيوية الافريقية في جاكرتا اليوم إن “منطقتنا تشهد كل يوم ارتكاب مجازر وحشية لأهداف غير مشروعة وحان الوقت لكي نخطو خطوة عالمية ضد العنف والإرهاب” مطالبا بتجفيف مصادر تمويل الإرهاب ودعمه السياسي والاستخباراتي من أجل الحيلولة دون انتشار وتفشي هذه الظاهرة المشؤومة.
وشدد روحاني على أن “الاستمرار في تصنيف الإرهاب بالجيد والسييء من قبل بعض الدول يؤكد أنها لم تتفهم بعد النداء العالمي لمكافحة هذه الجريمة لأن الإرهاب سيستمر تحت مسميات مختلفة” مؤكدا ضرورة التصدي للتطرف والإرهاب والعمل على اجتثاث جذورهما والقضاء على كل ما يساعد على جذب الشباب إلى الجماعات الإرهابية.
ولفت روحاني إلى أهمية العمل سويا وبكل صدق من أجل معالجة المشاكل الاقتصادية وضمان العدالة الاجتماعية والتصدي لثقافة العنف بين الشباب مذكرا بأن إيران سعت لاستصدار قرار من الأمم المتحدة بعالم بلا عنف.
وأوضح روحاني أن المفهوم الرئيسي لمكافحة الإرهاب هو ضمان كرامة الإنسان داعيا إلى ضرورة ألا يكون الإسلام مستهدفا باسم مكافحة الإرهاب مع ضرورة التصدي لأنشطة تجنيد الإرهابيين بالإضافة إلى مكافحة الفقر والتخلف في المنطقة من خلال طرح قيم أساسية وتعزيز العلاقات بين الدول الآسيوية والافريقية.
من جهة أخرى وصف روحاني العقوبات ضد إيران بالجائرة وغير المشروعة مؤكدا أن صمود الشعب الإيراني والتطور السريع الذي شهدته التكنولوجيا النووية السلمية في إيران هي التي أرغمت الطرف الآخر على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وبين روحاني أن مجموعة الخمسة زائد واحد اعتمدت لغة الحوار مع إيران بعدما تفهمت أن التهديد والعقوبات لا يمكن أن يحققا أي سلام واستقرار مطالبا بضرورة ضمان حق إيران باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وإلغاء جميع العقوبات عنها في الاتفاق النهائي حول ملفها النووي.
وأشار روحاني إلى أن إيران تحرص على التعاطي البناء في المفاوضات النووية معتبرا أن ذلك سيخدم مصلحة إيران ومصلحة جميع الشعوب في العالم.
وكان الرئيس الإيراني أكد أمس قبيل توجهه إلى اندونيسيا أن تدمير البنى التحتية في بلد فقير وقتل النساء والأطفال والرجال الأبرياء بالغارات التي تشنها طائرات آل سعود لا يمكن تبريره إلا بأن هذا البلد فقد توازنه الروحي والفكري بعد فشله في تحقيق أمانيه في سورية والعراق وشمال افريقيا.
وطالب روحاني في تصريحات له في مطار مهراباد جميع دول العالم بإدانة تلك الممارسات معربا عن أمله بأن يعود الجميع إلى رشدهم ويقبلوا مبادرة السلام الإيرانية ويسعوا لإقرارها.
وشدد روحاني على أن التدخل العسكري لا يعد خيارا لتسوية المشكلة القائمة في اليمن وأن حلها رهن باليمنيين أنفسهم ومن خلال الحوار معربا عن الأمل بأن يتم خلال مؤتمر قادة دول آسيا وافريقيا إجراء مباحثات بناءة حول المشكلة اليمنية والاستقرار والأمن بالمنطقة والتصدي للعنف والإرهاب.
وحول زيارته إلى اندونيسيا أوضح روحاني أن المؤتمر الذي سيزور جاكرتا من أجله هو من أجل تخليد الذكرى الستين لتأسيس اتحاد دول الجنوب جنوب الذي عقد عام 1955 بمشاركة 29 بلدا في مدينة باندونغ.
وأشار روحاني إلى ما تواجهه المنطقة اليوم من العنف والإرهاب معربا عن أسفه للتدخلات غير المسؤولة من قبل بعض الدول في البلدان الأخرى والتي تتعارض مع أحكام الإسلام والقرارات والقوانين الدولية.
وكان نظام آل سعود أعلن الليلة الماضية وقف عدوانه الواسع على اليمن الذي بدأه في السادس والعشرين من شهر آذار الماضي وأوقع آلاف الضحايا المدنيين اليمنيين ودمر وخرب المواقع الحيوية والبنية التحتية والمؤسسات اليمنية الخاصة والعامة.
ظريف: وقف الهجمات السعودية على اليمن تطور ايجابي
بدوره اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان وقف الهجمات السعودية على اليمن يشكل تطورا ايجابيا معلنا استعداد طهران لإرسال مساعدات انسانية فورية.
وأكد ظريف في تعليق على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم أن إيران على استعداد ايضا للمساعدة بانطلاق الحوار بين اليمنيين للتوصل إلى تشكيل حكومة شاملة.
لاريجاني: العمليات العسكرية الصبيانية للنظام السعودي على اليمن منيت بهزيمة نكراء
من جهته اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي في إيران علي لاريجاني خلال كلمة ألقاها اليوم في الجلسة العلنية للمجلس أن ” حرب الـ 27 يوما السعودية ضد الشعب اليمني المظلوم والإعلان عن وقفها يحمل رسالة هزيمة لهذه العملية العسكرية الصبيانية في اليمن”.
وشدد لاريجاني على انه رغم زعم السعودية انها حققت أهدافها من هذا ” العدوان ” إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك والشعب اليمني هو من خرج منتصرا رغم فقدانه المئات من الابرياء من الأطفال والنساء.
وخاطب لاريجاني حكام السعودية قائلا ” تقولون إنكم حققتم أهدافكم فهل قتل الأبرياء وتخريب البنى التحتية كانت جزءا من أهدافكم ” مؤكدا أن هذا السلوك العدواني غير المدروس لا ينسجم مع مزاعم بلد اسلامي وان تداعيات ستعود على اولئك الذين ارتكبوا المجازر وقتلوا الاف المسلمين اليمنيين.
وقال لاريجاني” من المؤسف هنا ان تعلن السعودية عملية إعادة وإحياء الأمل في اليمن بهدف بدء العملية السياسية في ذلك البلد متناسية مرحلة ما قبلها وهي ضرورة إعادة البناء النفسي والمعنوي لنفسها بعد الهزيمة النكراء التي لحقت بها في اليمن” وتساءل ” كيف يتحدث هؤلاء عن إعادة الأمل للشعب اليمني بعد كل هذه الخسائر البشرية والمادية التي الحقوها به وكيف يأمل هؤلاء بأن يدخل الأمل إلى قلوب الشعب اليمني بعد أن أدخلوا روح الكراهية فيه نتيجة لعدوانهم عليه”.
واعتبر لاريجاني ان عدوان نظام ال سعود على اليمن يدل على ضعف النظرة الاستراتيجية لهذا النظام.
بدوره أكد عضو اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الايراني علي طاهري أن السعودية فقدت مكانتها وتحولت إلى بؤرة رئيسة لزعزعة الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة للغاية.
وأعرب طاهري في تصريح له اليوم عن اسفه للصمت الذي تلتزمه الأوساط الدولية ازاء كل هذه الجرائم البشعة وعدم تحمل واجباتها الرئيسة في هذا المجال مشيرا إلى أن “العدوان” العسكري السعودي على الشعب اليمني الذي أسفر حتى الآن عن مقتل وجرح الالاف من المدنيين العزل في هذا البلد يصب في صالح كيان الاحتلال الصهيوني.