الشريط الإخباري

العشاء ما بعد الأخير.. اللوحة السمة في معرض شفيق أشتي بالمركز الوطني للفنون البصرية

دمشق-سانا

اجتمعت الموهبة والقدرة على التوازن في التشكيل بريشة الفنان التشكيلي الدكتور شفيق أشتي الذي اقترنت لديه الحنكة الأدائية مع سعة الخيال والرؤى المستقبلية، فصاغ تجارب متجددة أسلوبياً ولونياً ليقطف ثمرة يانعة لمشواره الفني الطويل.

وتميزت لوحات المعرض الذي احتضنته صالة المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق بتنوعها من حيث الأسلوب والحجم والمضمون، واستمدت ألوانها من طبيعة الأرض.

وسخر أشتي إنتاجه لتصوير الواقع الذي يعيشه الإنسان بكل جوانبه، وسرد في حديثه لمراسلة سانا قصة لوحته التي أسماها “العشاء ما بعد الأخير”، التي تطرح لأول مرة في العالم في موضوع ضمن إطار تشكيلي بمبالغة تعبيرية في عناصر تكوين اللوحة، وتحمل رمزية مناقضة تماماً للوحة الفنان العالمي ليوناردو دافنشي “العشاء الأخير”، التي تصور الرسل المقدسين الذين حملوا شعلة المحبة والسلام والإيمان قبل قرون مضت، بينما حملت لوحته في ألوانها الحمراء صرخة التزاحم على التآمر والقيم التي تخلو من النبل والإنسانية في الزمن الحاضر.

ولفت أشتي إلى أن المعرض يضم ما يقارب أربعاً وعشرين لوحة تقع ضمن مجموعتين: الأولى هي نتاج السنوات الثلاث الأخيرة، وقدم فيها تجربة فريدة بروح جديدة وأدوات للخروج عما هو مألوف في الهوية البصرية التي تدل على تجربته ومكانته في الحركة التشكيلية السورية، أما المجموعة الثانية فهي لوحات سبق وأن عرضت خلال مسيرته التشكيلية التي امتدت على ما يزيد عن خمسة عقود قضاها في ظل الحوار مع فن العمارة والكتل الجسدية وتكوين اللوحة وتأليفها.

ويرى أشتي ان اختيار حجم اللوحة التشكيلية المناسبة لتتماشى مع مضمون اللوحة يعود لعدة أسباب أرجعها إلى أهمية الموضوع الذي تطرقت له اللوحة وحاجته ليطرح على مساحة أكبر.

عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق الدكتور فؤاد دحدوح الذي واكب الفنان أشتي خلال سنوات دراسته في الكلية أشار إلى أنه يمتلك مقدرة أكاديمية عالية ظهرت في معرضه المتكامل من ناحية الخط والتكوين واللون باستخدام الكولاج بمهارة مبتكرة وذكية، وضعها في مكانها الصحيح بعيداً عن العشوائية وسخرها في خدمة موضوعاته.

وقال دحدوح إن هذا المعرض من المعارض النادرة التي أقيمت خلال السنوات العشر الماضية وسيمتد أثرها لعشر سنوات قادمة.

يذكر أن التشكيلي شفيق أشتي من مواليد السويداء عام 1958 ، وفيها درس بمركز الفنون التشكيلية، ثم تابع دراسته في كلية الفنون الجميلة بدمشق وتخرج من قسم التصوير الزيتي، وحصل على درجة الدكتوراه من أكاديمية بطرسبورغ الروسية للفنون في فلسفة العلوم الفنية، وهو عضو في الهيئة التدريسية بكلية الفنون الجميلة بدمشق منذ عام 1989، وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها، وأعماله مقتناة في العديد من دول العالم، وهو حاصل على العديد من الجوائز.

أماني فروج

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

معرض الفنان التشكيلي الدكتور شفيق أشتي بالمركز الوطني للفنون البصرية

تصوير: غيداء رسوق