في اليوم العالمي للتوحد.. توسيع مظلة الرعاية لحالات اضطرابات التوحد لإشراكهم في الحياة التربوية والتعليمية والاجتماعية

دمشق-سانا

تحيي دول العالم في الثاني من نيسان من كل عام اليوم العالمي للتوحد والذي اختارته الجمعية العامة للامم المتحدة منذ ثماني سنوات في ظل ارتفاع معدل الإصابة به لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم بهدف نشر التوعية حول طرق وآليات التدخل بما يسهم في تحسين حياة الأطفال المصابين به.

وفي سورية يعد الاهتمام بأطفال التوحد مهمة مشتركة بين وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الاهلية المعنية لتقديم الرعاية اللازمة لهم والعمل على إشراكهم في الحياة التربوية والتعليمية والاجتماعية.

وتعمل الوزارة والمنظمة السورية للمعوقين “آمال” في الوقت الحالي على توسيع قاعدة المستفيدين من خدمات الكشف والتدخل والعلاج لحالات طيف التوحد الموجودة لدى بعض الأطفال من خلال إحداث صفوف تابعة للمنظمة في مراكز الوزارة الموزعة في عدد من المناطق حسب مديرة الخدمات في الوزارة ميساء ابراهيم ليتم عبرها تقديم خدمات علاجية لحالات التوحد بناء على برامج الرعاية الصحية والتربوية.

وانطلاقا من رسالتها المجتمعية والإنسانية تقدم منظمة آمال خدمات الكشف والتشخيص وإعادة التأهيل لحالات اضطرابات التوحد حسب رئيس قسم التواصل بالمنظمة صفاء العوابدة التي ترعى حاليا نحو 45 طفلا حيث يتم استقبالهم من سن ثلاث إلى عشر سنوات والأولوية للأصغر سنا وذلك بعد عرضهم على لجنة التقييم المبدئي المؤلفة من ستة اختصاصات لإجراء تقييم وكشف لكل حالة على حدة مشيرة إلى أهمية تحديد وضع كل طفل والتعرف على حالته وخاصة في حال وجود تداخل أكثر من حالة للوصول إلى كيفية التدخل المناسبة.

ويعد الكشف المبكر والتعرف على أعراض التوحد أمر مهم في بداية العلاج المطلوب وذلك عبر جلسة الكشف حسب تأكيد الاختصاصية في مركز التوحد بالمنظمة بشرى عويجان التي بينت أنه يتم تحويل الطفل إلى مرحلة التشخيص في المركز بحيث تطبق اختبارات تخصصية عليه تعتمد على الملاحظة السلوكية المباشرة وتوجيه أسئلة دقيقة إلى الأهل وخاصة في المراحل المبكرة من عمر الطفل أي قبل السنوات الثلاث الأولى.

ويكون الاختبار التشخيصي الذي يخضع له الطفل كما توضح عويجان المدخل للتعرف على حالته من خلال مجموعة من البنود بحيث يتم إعطاء درجة محددة لكل حالة تبين النواحي السلوكية الخاصة كالتواصل مع الآخرين والقدرة على التقليد ومستوى النشاط وطريقة اللعب واللعب التخيلي والحركات النمطية المتكررة دون هدف في كثير من الأحيان.

ويعمل المركز على الاستفادة من برنامجين عالميين للتعامل مع حالات التوحد يعتمدان على استخدام المثيرات البصرية وتنظيم البيئة الصيغية وجداول بمهمات يومية حسب الاختصاصية في آمال باسمة شاهين التي تدعو الى إقامة النشاطات الاجتماعية المشتركة بين الأطفال لتعزيز التفاعل مع المحيط الخارجي.

وتوجد مجموعة من العوامل تساعد في إشراك الأطفال في الروضات والمدارس وتؤثر على تقدم الطفل من خلال التدخل المبكر وتحسين قدرته على الكلام ومستوى قدراته العقلية وإضافة عدد ساعات التدخل الأسبوعية وتعاون الأهل بشكل كبير وهذا ما أشارت إليه شاهين إذ تقوم المنظمة بتدريب الأهالي للتعامل مع أطفالهم في المنزل وذلك عبر تدريبات نظرية وعملية أيضا نظرا لأهمية إشراك الاهل في العملية العلاجية.

ويأتي في المقام الأول تعاون الأسر والأهالي مع مراكز العلاج المختلفة التي تقوم بإشراف عدد من الجمعيات الاهلية المختصة أو مراكز خاصة يديرها اختصاصيون يتم فيها تنفيذ البرنامج التربوي الفردي الخاص بكل طفل وذلك بسبب التفاوت بين القدرات والمهارات كما أوضح مدير أحد المراكز التخصصية لتأهيل أطفال التوحد تيسير عيسى وذلك بما يسهم في تعميم المهارات المختلفة في الأماكن والمواقف المختلفة وليس في بيئة الصف فقط.

ويأتي التدخل لعلاج الأطفال بناء على تقييم يجريه المركز يتم فيه تحديد مجالات النمو المختلفة للطفل على المستويات الإدراكية والاجتماعية والخدمات الذاتية والحركية والنمو اللغوي وبالتالي تحديد جوانب النقص وهذا حسب قول عيسى الذي بين أن التدريبات والبرامج تستهدف تعديل سلوكيات الأطفال للوصول بهم غلى حالة تكون أقرب الى الطبيعي لكونها تتعلق بقدراته عموما لأن التوحد اضطراب نمائي يؤثر بشكل واضح على التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي والأداء التعليمي للفرد.

ويشكل موضوع معالجة حالات اضطراب التوحد لدى الأطفال تحديا أمام المجتمع بجميع قطاعاته التربوية والأهلية يتطلب استراتيجية متكاملة تعتمد أولا على جهود المجتمع الأهلي للقيام بأعباء التوعية والتدخل المبكر والعلاج.

وتحيي دول العالم يوم التوحد لهذا العام تحت عنوان “ميزات التوحد لمجال العمل” في ظل تقديرات تقول ان 80 بالمئة من البالغين المصابين بالتوحد عاطلون عن العمل.

وحسب بيان لمنظمة الأمم المتحدة بهذه المناسبة فإن أرباب العمل يضيعون فرصا من استغلال القدرات التي يمتاز بها المصابون بالتوحد عن غيرهم مثل القدرات الفريدة في إدراك الأنماط والتسبيب المنطقي فضلا عن قدرة مذهلة في الانتباه للتفاصيل وتعطيهم هذه الصفات الأفضلية في شغل أنواع معينة من الأعمال مثل اختبار البرمجيات وإدخال البيانات والمراجعة اللغوية.

وائل حويجة

انظر ايضاً

بمناسبة اليوم العالمي للتوحد… يوم علمي توعوي في كلية التربية بجامعة دمشق

دمشق-سانا بمناسبة اليوم العالمي لاضطراب التوحد نظمت كلية التربية بجامعة دمشق بالتشارك مع وزارة التربية …