الشريط الإخباري

الشهيدة الحية الدكتورة سهام دنون.. نموذج للمرأة السورية الصامدة

السويداء-سانا

جسدت بإرادتها وقوة عزيمتها قدرة المرأة السورية على الصمود في وجه التحديات ولاسيما الإرهاب التكفيري الذي يستهدف وطنها وحاضرها ومستقبلها مؤمنة أن يد الإرهاب مهما بلغت من وحشية فلن تنتزع منها انتماءها وحبها لوطنها وإصرارها على النهوض من جديد ومتابعة عملها في خدمة بلدها .

إنها الدكتورة سهام دنون عضو الهيئة التدريسية في جامعة دمشق التي يحلو للكثيرين من أصدقائها أن يطلقوا عليها لقب الشهيدة الحية بعدما تعرضت لمحاولة اغتيال في منطقة الشاغور بدمشق منذ نحو عامين حين قام إرهابيون بزرع عبوة ناسفة بسيارتها وتفجيرها ما أدى إلى بتر قدميها في محاولة من هؤلاء الظلاميين لثنيها عن أداء رسالتها السامية في غرس القيم الإنسانية والحضارية في نفوس طلابها وتكريس محبة الوطن في وجدانهم .

وكانت الدكتورة دنون أول أستاذة جامعية تستهدفها يد الإرهاب في دمشق بطريقة إجرامية تعبر عن النهج التكفيري والظلامي للإرهابيين المرتزقة إلا أن هذا الاستهداف لم يزدها كما تقول “إلا قوة وإصرارا على متابعة عملها والنضال بكلمة الحق فارتدت سهام حقدهم التي أصابتها في رجليها لتصيبهم بسهام عزيمتها في قلوبهم وصدروهم حيث وقفت بعد أقل من ثمانية أشهر من إصابتها على مدرجات جامعة دمشق لتتابع أداء رسالتها الحضارية ولتمارس عملها من جديد بين طلابها بعد أن تم علاجها وتركيب أطراف صناعية لها فجسدت بصمودها شموخ سنديان هذا الوطن وأثبتت بوقفتها أن الوطن باق بصمود أبنائه ومهما تغول الإرهاب فلا يمكن أن يكسر إرادة السوريين لأنها ممزوجة بتراب الوطن المخضب بدماء الشهداء”.

وتؤكد الدكتورة دنون في حديث لنشرة سانا سياحة و مجتمع “أنها رفضت كل العروض التي قدمت لها لتبقى في ألمانيا حيث عولجت وقالت لكل من عرض عليها التخلي عن وطنها والبقاء في الخارج.. هناك في الوطن قبر والدي وجدي وجذوري التي يحاول الظلاميون محوها من الأرض فهل تستطيعون جلبها إلى هنا لأحصل على جنسيتكم…”.

وتتابع الدكتورة دنون..”عندما أفقت من هول الحادثة الإرهابية التي تعرضت لها بلا قدمين كنت أكثر قوة وتصميما على النهوض من جديد لأن يقيني كبير بأن الوطن أكبر من كل إرهابهم فهو عزة وإباء وكرامة وعرض وهو الوجود ونحن كشعب سوري لا نستطيع أن نتخلى عن كرامتنا ووجودنا فنحن أبناء حضارات انطلقت منها الأبجدية الأولى إلى العالم أجمع ولم نكن يوما دعاة قتل وتدمير وتخريب ولا يمكن أن نكون دعاة تكفير” مؤكدة أن “الشعب السوري الذي يمثل أنموذجا يحتذى به في التسامح والمحبة والتآخي لن يكون في يوم من الأيام حاضنا لثقافة الساطور وقطع الرؤوس والإرهاب التي يحاول أعداء الوطن بثها في صفوفه وقد أثبتت التجارب أنه أكبر من كل التحديات والمؤامرات وقادر على تجاوز محنته بوعيه وصموده وتضحيات جيشه وإرثه التاريخي والحضاري”.

وتضيف الدكتورة دانون ..”كنت وسأبقى كصخرة البازلت التي حاولوا النحت عليها لكنهم لم يستطيعوا.. ورسالتي للعالم أجمع بأن سورية كانت وستبقى دائما منارة للحضارات الإنسانية بالرغم من كل الشدائد والمحن التي مرت وتمر عليها وهي قوية صلبة لا تنكسر أمام تحديات الزمن”.

سهيل حاطوم