الشريط الإخباري

مـاذا بعـد؟-بقلم: مهدي دخل الله

هل يمكن اليوم الحديث عن الغد؟ كيف سيكون وقد تعامدت الظواهر وتداخلت الأحداث في هذه المنطقة، وحول هذه المنطقة، في السياسات الدولية للقوى العظمى؟ وهل يمكن استنباط المعرفة من لجة الجهالة المحيطة بنا التي وصلت إلى درجة التكفير والإرهاب؟

أسئلة يومية تطرح نفسها بقوة، وقسوة، عند المواطن العادي والباحث المتابع في آن. ماذا بعد؟

ربما نصدق أولئك الذين لديهم منهج واضح في التحليل، تؤكده التجربة كما يؤكده المنطق، وهو المنهج القائم على أن الخير أو الحق لا يقوم إلا بعد أن يبلغ الشر أو الباطل مداه، وهذا يعني أن سيطرة الباطل شرط لا بد منه لظهور الحق، ليس هذا فحسب، بل إن التمادي المنفلت من عقاله للباطل شرط لازم كي يسود الحق في النهاية.

وبعيداً عن النقاش البيزنطي لهذه المقولة التي تبدو سريالية ولا معقولة، أقله لأنها تجعل الباطل شرطاً للحق، إلا أن التجربة الحياتية أثبتت فعلاً أن تمادي قوى الظلام والتكفير – أي قوى الباطل – تزيد في عدد الناس الذين يعادون الباطل ويتلمسون الطريق نحو دعم الحق..

الرأي العام العالمي اليوم يشعر بمخاطر الإرهاب، وهو ما فتئ يعزز الضغط على حكوماته، خاصة تلك التي تجد في الإرهاب أداة مطواعة لتنفيذ سياساتها في العالم..

قبل أسبوعين استطاعت عضو مجلس النواب الإيطالي رومينا مورا جمع التواقيع اللازمة من زملائها النواب وقامت باستجواب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير خارجيته، داعية إلى اتخاذ موقف جريء حيال سورية التي تحارب الإرهاب. وجاء هذا التحرك إثر زيارة رئيس مركز الصداقة العربي- الإيطالي رايموندو سكيافوني لدمشق مؤخراً، حيث أكد أن مجموعته في البرلمان ستقوم بهذا التحرك.

وفي نهاية آذار الجاري ستقوم مجموعات مدنية أمريكية بتنظيم حملة شعبية أمام الكونغرس تنتهي بحشد جماهيري واسع أمام البيت الأبيض للضغط باتجاه العمل للقضاء على الإرهاب وإنهاء الحرب على سورية والعراق، والمنظم الرئيسي لهذا التحرك مجموعة رامزي كلارك الذي زار سورية مؤخراً..

أخيراً.. مازال السؤال مطروحاً: كم من المدى على الباطل أن يبلغه بعد حتى تستيقظ قوى الحق في العالم والمنطقة من أجل القضاء عليه؟ وكم من التضحيات على الشعب العربي السوري أن يقدم حتى يشعر العالم المستغرق في سباته بأن كل الشعوب تتقاسم الخطر نفسه، خطر الإرهاب والهيمنة والرجعية والصهيونية؟

صحيفة تشرين