الشريط الإخباري

التسميات لا تغيّر المحتوى-صحيفة تشرين

سريعاً تتحرك قطر وتركيا ومن خلفهما «إسرائيل» لترتيب بيان يصدر عن «جبهة النصرة» الإرهابية تعلن فيه ولو إعلامياً فقط انفكاكها عن تنظيم «القاعدة» الإرهابي وبالتالي الإفساح في المجال أمام محور العدوان على سورية ليعمل على رفع اسم «الجبهة» من قائمة التنظيمات الإرهابية الصادرة بشأنها قرارات من مجلس الأمن الدولي ومن الولايات المتحدة بالذات.

وقد دخلت الحكومة التركية على هذا الخط الإرهابي ـ التضليلي من خلال نفوذ تنظيمها الإخواني الذي يرتبط بعلاقات قوية مع التنظيمات الإرهابية التكفيرية ومنها «جبهة النصرة» علماً أن هذه الحكومة ذاتها على تواصل مستمر مع إرهابيي «الجبهة» وتقدم لهم الدعم العسكري والاستخباراتي المباشر بالتعاون مع «إسرائيل».

أما قطر فقد دخلت على هذا الخط من خلال أموالها لا غير، ولاسيما أنها مقتنعة بأن هذه الأموال يمكن أن تكبرها وتضع لها دوراً في الإقليم، مع الإشارة في هذا الصدد إلى العلاقات القوية التي تربط قطر بـ«إسرائيل».

إذاً ما يهم تحالف العدوان على سورية ليس محاربة إرهاب «داعش» و«النصرة» كما يدعي، وإنما استمرار النزف البشري والاقتصادي في سورية تحت أي مسمى كان، ما يعني من وجهة نظر هذا «التحالف» أن ما يفعله هذان التنظيمان وبقية أفرع الإرهاب في سورية مشروع لأنه يندرج تحت مسمى «المعارضة المعتدلة».

على هذه القاعدة تُدّرب الإدارة الأمريكية المجموعات الإرهابية في تركيا وقطر والسعودية والأردن وتزودهم بأسلحة متطورة وتدفع بهم إلى الأراضي السورية كي يمارسوا إرهابهم وينفذوا أبشع الجرائم الإنسانية.

ومجرد نظرة سريعة على هذا الإرهاب وأهدافه تكفي للتأكد مئة في المئة أن المستفيد الأول هو «إسرائيل»، وأن وراء الإرهاب الكثير من الأهداف الاستعمارية التي لا تتوقف عند نهب الثروات النفطية وإنما تتعدى ذلك إلى محاولات واضحة لتفتيت المنطقة على أسس طائفية وعرقية ومذهبية.

ولأن سورية والسوريين يدركون كل ذلك، فهم يبذلون جهوداً مضاعفة عشرات المرات وهم يواجهون حلف العدوان على وطنهم، ويتصدّون لهذه المجموعات الإرهابية التكفيرية الوهابية وقد قطعوا الشوط الأكبر على هذا الصعيد، وهذا ما دفع حلف العدوان إلى المسارعة للتحرك ومحاولة الإيحاء بأن «جبهة النصرة» الإرهابية غير إرهابية.

بقلم: عز الدين الدرويش