الشريط الإخباري

رزيت عبد الحميد شابة تنهض بمشروعها الخاص

اللاذقية-سانا

بعد سنوات من تخرجها في كلية التربية في جامعة تشرين دون أن تتمكن من الحصول على فرصة عمل تسد احتياجات أسرتها المتزايدة قررت الشابة رزيت عبد الحميد أن تؤسس لمشروع خاص بها مدركة حجم الصعوبات والعوائق التي قد تعترض طريقها الجديد فحلمها القديم بافتتاح روضة للاطفال كان يستحق العناء والصبر.2

وأوضحت عبد الحميد أن النهوض بمشروع من هذا النوع ليس بالأمر اليسير وخاصة أن الإمكانات المادية المطلوبة غير متوفرة فما كان منها إلا أن لجأت إلى هيئة مكافحة البطالة للحصول على قرض بقيمة مليون وأربعمئة ألف ليرة سورية لتتمكن من خلاله بالانطلاق نحو مستقبلها الجديد.

جاءت الموافقة وبدأت أولى تجليات هذا الحلم تتبدى على مرأى من ناظريها كما قالت فما إن حصلت على القرض المالي حتى أقامت روضة “السنافر” في إحدى الضواحي السكنية في مدينة جبلة وكان الترخيص الممنوح لها يجيز إقامة أربع قاعات فقط مؤكدة أن العقبات كانت كثيرة و متعددة أهمها عدم وجود خبرة كافية لديها في هذا المجال الأمر الذي جعلها تسعى إلى استشارة العديد من أصحاب التجارب المماثلة بالإضافة إلى الاعتماد على المراجع والكتب المتخصصة لاستكمال أسس العمل في الروضة.

واضافت لنشرة سانا الشبابية قمت بداية باستئجار سيارة نقل صغيرة للأطفال لأدفع بالمشروع إلى الأمام قبل أن توفر لي تعليمات الاستيراد الفرصة لشراء باص خاص بالروضة معفى من الرسوم الجمركية ويتسع ل/30/ راكبا مشيرة إلى أن استعانتها بكادر متخصص واهتمامها بكل تفصيل صغير مرتبط بالأطفال ساعدها على النهوض بالمشروع و كسب ثقة الأهالي الذين باتوا يرسلون أطفالهم إلى الروضة بكثافة حتى بات المكان لا يتسع للمنتسبين فعمدت إلى طلب ترخيص جديد لسبع قاعات بدلا عن أربع و هنا صار بالإمكان استيعاب 135 طفلا إلى جانب توفير 17 فرصة عمل.

واختارت رزيت اللون البرتقالي كسمة موحدة ومميزة للروضة التي ملأت جدرانها برسومات محببة و محفزة للأطفال كما زينت بهو الحديقة الملحقة بها بمجسمات ضخمة للأحرف الأبجدية وخصصت قاعة للحاسوب وأخرى للإذاعة لتكتمل مرافق المشروع بما يخدم أغراضه التربوية.

وقالت.. بعد تطور العمل انشأت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك خاصة بالروضة ليتمكن الأهالي من التواصل الدائم مع أطفالهم والاطلاع على آليات العمل والأنشطة التي نقوم بها بالإضافة إلى النصائح والإرشادات التربوية والتي تقع في صميم اختصاصي الدراسي و هو ما قوى الروابط بين الروضة والأهالي الذين أصبحت استمع إلى اقتراحاتهم عبر الموقع لتحسين جودة الأداء في المشروع.

الأهم في هذه التجربة أن الشابة الطموحة لم تكتف بالطابع الاقتصادي والتربوي للمشروع كمنشأة تعليمية ومصدر مدر للدخل فحسب بل استحضرت البعد الإنساني والإغاثي في هذا العمل حيث منحت حسما لأبناء الشهداء بقيمة 50 بالمئة على الرسوم المالية وأعفت أطفال الأسر الفقيرة من الرسوم كاملة.

واختتمت عبد الحميد بالإشارة إلى أهمية دعم المشروعات الصغيرة و المتوسطة ورفد الشباب بالإمكانيات الضرورية للنهوض بتجارب فاعلة على الأرض مؤكدة أن ما من عائق يمكنه اعتراض سيل الطموحات الواعدة للشباب السوري إذا ما مدت الأيادي له وتوفرت أمامه مساحات كافية ليندفع بطاقاته الخلاقة وأفكاره الوثابة إلى حيز التطبيق على أرض الواقع.

لمى الخليل