الشريط الإخباري

أهالي درعا يحيون زراعة الحاكورة مع ارتفاع أسعار الخضار وصعوبة تأمينها

درعا-سانا

وجدت فايزة الخليل من سكان ريف درعا في الأرض الصغيرة المحيطة بمنزلها حلا لمواجهة ارتفاع الأسعار والتخلص من استغلال التجار والباعة وتأمين احتياجات أسرتها.

فايزة وغيرها الكثير من الأسر الريفية أحيت زراعة ما يسمى الحاكورة أي الأرض المحيطة بالمنزل لتوفير مصدر نظيف وآمن لاحتياجاتهم المنزلية من خضار وفاكهة والتخفيف من مصاريفهم في ظل ارتفاع أسعارها وصعوبة تأمينها من السوق جراء الظروف الراهنة.

وتقول الخليل “إن غلاء الأسعار وبقاء أبنائي دون عمل دفعني لاستغلال الفسحة الموجودة بجوار منزلي في زراعة الخضار حسب الموسم ومع مرور الوقت تمكنت من سد معظم متطلبات أسرتي وتحقيق عائد اقتصادي من المحاصيل التي تفيض أحيانا عن حاجتنا”.

وتزرع أسرة الخليل جميع انواع الخضار الصيفية والشتوية من بندورة وخيار وبصل وبقدونس وملوخية وملفوف وخس وبطاطا وباذنجان وكوسا وغيرها مع تركيزها على الخضار القابلة للتخزين كمونة.

وتبين الخليل أن زراعة أرضها الصغيرة مع تربية بعض المواشي التي تعتمد في تغذيتها على مخلفات الحاكورة حققت لها دخلا ساعدها في شراء جرار زراعي وتأمين فرص عمل لأولادها مشيرة إلى أن تامين المياه الخاصة بالسقاية يقف عائقا أمام توسيع المساحة المزروعةلديها.

وبعيدا عن التوفير وتأمين شؤون أسرتها تجد الخليل في عملها الزراعي وخاصة السقاية والتعشيب وجني الثمار متعة كبيرة إضافة لما منحته الأرض من منظر جمالي لمنزلها والمساحة المحيطة به التي باتت مكانا لقضاء الاوقات الممتعة مع أفراد عائلتها وتناول الطعام والمشروبات خاصة في الأجواء الربيعية.

وتدعو الخليل الى اعادة تفعيل قروض البطالة ومشاريع المرأة الريفية لتوسيع العمل وتحقيق دخل اضافي يخفف أعباء كبيرة عن الدولة ويوفر عملا للشباب.

ومن تجربته المماثلة في زراعة حديقة منزله والأرض المحيطة به يرى عدنان الحسن أن على أهالي منطقة حوران استغلال المساحات الكبيرة المحيطة بمنازلهم لتحقيق احتياجاتهم وكسر احتكار التجار وتخفيف المصاريف عن كاهل أرباب الأسر كما أن هذه التجربة تؤمن لكبار السن جوا لطيفا وتملا أوقاتهم في العناية بالمزروعات المنزلية.

ومحمد الحمود الذي لا يكفيه راتبه الشهري لتأمين جميع متطلباته وحاجيات البيت في ظل ارتفاع الأسعار لجأ أيضا لزراعة مساحة لا تتجاوز ربع دونم حول منزله واختار الخضار القابلة للتخزين ولا تحتاج لتبريد كالبامياء واللوبياء والفول والملوخية.

ويشير الحمود إلى أن أسعار الخضراوات في درعا التي طالما عرفت “بالسلة الغذائية وأم اليتامى” وصلت إلى حدود غير مسبوقة نتيجة الظروف الراهنة حيث تعدى سعر كيلو البطاطا والبندورة 100 ليرة سورية والخيار 200 ليرة والبقدونس والبصل والخس يتعدى 100 ليرة للكيلو والفليفلة والباذنجان نحو 175 ليرة للكيلو مبينا أن زراعة البقدونس والبصل والخس ضمن مساكب صغيرة أغنته عن ارتياد الأسواق وبائعي الخضار المتجولين.

ويستعيد الحاج سامي الياسين مع هذه الأيام ذكريات شبابه حيث كان يعتمد الحوراني على زراعة الحواكير والسحاري لتأمين احتياجاته مبينا أن ارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج الزراعي وصعوبة تأمينها يحتم العودة لزراعة الحاكورة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخاصة من الخضار سهلة التخزين لافتا إلى إيجابيات هذه الزراعة لكونها نظيفة تعتمد على المياه النقية والأسمدة العضوية المستمدة من مخلفات الحيوانات وخالية من المواد الكيميائية.

ويخصص محمد الهلال قسما من زراعة حاكورة منزله بمختلف أنواع الخضار لاحتياجات أسرته ويبيع الباقي للأسواق القريبة فيحقق اكتفاء ودخلا اضافيا من خلال عمل ذاتي خال من المصاريف على حد قوله باستثناء ثمن البذار لان الحراثة والسقاية والعناية يدوية وجهد شخصي بعيد عن الآلات الزراعية.

ويدعو الهلال إلى تعميم هذه الزراعة لما لها من فوائد كثيرة للأسر ورغم انها تحتاج لمتابعة متواصلة وتوفير مياه للري وبعض الخبرة الزراعية الا انها تتميز بقلة تكاليفها وتخفف أعباء تأمين الخضراوات فضلا عن أنها تسهم في تأمين فرص عمل.

قاسم المقداد

انظر ايضاً

مزارعو درعا يشكون نقص مستلزمات الانتاج وارتفاع تكاليفها

درعا-سانا نقص مستلزمات الانتاج وارتفاع تكاليفها وصعوبات التسويق وسوء توزيع المقنن العلفي تحديات تواجه مربي …