الباحث نبيل طعمة: تماسك النسيج الاجتماعي يصنع الهوية الوطنية

دمشق-سانا

قال الدكتور نبيل طعمة إن المزيج بين الخطاب العربي والإسلامي هو أمر ضروري لصناعة واقع حقيقي يبتعد عن التفسير الديني المغلوط الذي راح يشير بالإلحاد إلى الثقافة والعلمانية دون فهم جوهرها ودون أي تحقيق أو تدقيق لافتا إلى أهمية عدم استقبال أي فكرة إلا بعد تحليلها وفهم مضمونها حتى لا نصل إلى مرحلة السواد في الفهم الذي يؤذي مجتمعاتنا.

2وأضاف طعمة في ندوة كاتب وموقف التي أقيمت مساء اليوم في المركز الثقافي بأبو رمانة وتحت عنوان “حوار مفتوح مع الباحث نبيل طعمة حول موقفه من الخطاب العربي” علينا أن نفرق بين لغة الخوف التي تقدم لنا الكثير من المفاهيم المغلوطة وتخلخل المعادلة بين الإنسان وخالقه وبين الخشية من الله الدالة على الحب الكبير وامتداد هذا الحب إلى كافة المستويات الإنسانية والشاملة دون تفريق بين إنسان وآخر.

3وقال طعمة إن عدم امتلاك المفسر الديني ثقافة واسعة دفعه لتفسير النصوص وفق البيئة والمجتمع التي ينتمي اليها فسيطرت هذه الرؤى على العقل وأصبح اختراق هذه المفاهيم صعباً وخطيراً مما آخذ بالإنسان في بعض المجتمعات إلى ما هو عليه اليوم من قتل وكره وتخريب لافتا إلى أن مفاهيم الحرية وفق منظومة فكرية تؤدي الى عدالة اجتماعية عاشتها مجتمعاتنا من قبل منذ بداية العصر الاسلامي وما هو موجود الآن لا يمت إلى تلك الثقافة بصلة.

4وأشار طعمة إلى عدم إمكانية تطابق الماضي مع الحاضر عبر التفسيرات والمعاني التي يعيشها الإنسان فما يمكن أن يراه المفسر في الماضي لا ينطبق بالضرورة على الحاضر وهذا أمر لا يمكن أيضاً أن يتحكم به المفسرون لأن كل شيء يحتاج إلى تحديث علماً أن التحديث لا يلغي الثوابت وأن الثوابت لا تتعارض مع الإسلام الحقيقي ولا مع المنظومات الأخلاقية والإنسانية.

وفي حديثه تناول طعمة حال العرب منذ عصر النهضة في نهايات القرن الثامن عشر والى بدايات القرن التاسع عشر وظهور الدولة كتنظيم في عالمنا العربي مبيناً أن بعض الحكام العرب الرجعيين اعتمدوا الأشكال المستوردة في فكرهم متأثرين بالاستعمار العثماني والفرنسي وغيره حيث تقوقعوا على ذاتهم ولم ينزلوا إلى الجماهير ولم يتفاعلوا مع أحلامهم كما أنهم لم يعتمدوا الفائدة ممن سبقهم فقاموا بإزالة الماضي بالشكل والقشور وقاموا ببناء الحاضر الهش وهذا ما ترك أساساً قابلاً للهدم.

5وأكد طعمة أن التجربة الثورية لدى بعض الحكام العرب جعلتهم في مواجهة هذه المنظومة الرجعية التي اعتمدت المزاوجة ما بين الشكل الديني وإرضاء من يقوم على حمايتهم من القوى الأجنبية ضد تطلعات شعوبهم .

وتابع طعمة..إن الثقافة هي الهوية فالفردية تعمل على إنهاء هذه الهوية وطنياً وثقافياً واقتصادياً أما اعتماد الجماعة والتماسك الاجتماعي يكون شخصية حقيقية جديرة بالتقدير عنوانها احترام الآخر وبذلك تبقى هذه الشخصية وتستمر مشدداً على ضرورة إعادة قراءة الواقع واستدراك الثغرات التي يدخل منها المتآمرون والعمل على مفهوم تكاملي يحقق لنا المحبة التي هي أساس الحرية ومنطلقها الداعم.

من جهته عبر الدكتور عبد الفتاح عمورة عن أهمية إعادة تفسير النص الديني بشكله الصحيح وقال..علينا أن ندرك أن النص الديني ثابت والتفسيرات متغيرة بتغير الزمان والمكان مع ضرورة أن لا نبدل المعاني الحقيقية بمعاني أخرى فالحرية هي وعي بالضرورة تؤدي الى التحرر من الاستعمار وهي لا تتناقض مع العلمانية التي تقدم العلم النافع للمجتمع.

6ورأت المخرجة سحر مرقدة في سياق مداخلتها أن الحرية تحددها طبيعة العلاقة بين الأشخاص مبينة أنه لا يمكن للمفسرين الدينيين أن يحددوها فلطالما أثبتت القراءات التاريخية أن أغلبية المفسرين كانوا يعملون وفق ما تريده السياسة في زمنهم فيتناولون ما يلائم صاحب الشأن وهذا ما ترك أثراً سلبياً إلى يومنا هذا.

أما الدكتور كامل قداح فقال.. إن العلم والدين لا يمكن أن يتعارضا أو أن يلغي أحدهما الآخر والعلاقة بينهما هي أمر يوءدي إلى تحسين العلاقات الاجتماعية وبنائها بشكل سليم وصحيح مبيناً أن من يدعي غير ذلك ويذهب باتجاه القتل والتدمير يكون قد نفذ سياسات وليس تعاليم دينية.

محمد الخضر وسمير طحان