خبراء روس: المبادرة الروسية لاتفرض شروطا مسبقة وترمي للتوصل لحل سياسي

موسكو-سانا

أعرب باحثون وخبراء روس عن الحرص على نجاح لقاءات موسكو التشاورية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية مجددين سعي روسيا للتوصل إلى حل سياسي بين الأطراف السورية ومنبهين من مساع أمريكية لعرقلة لقاءات موسكو التشاورية .

1وقال قسطنطين سيفكوف رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية في روسيا الاتحادية ان روسيا وضعت أمامها خلال لقاءات موسكو التشاورية لحل الازمة في سورية مهمة تنظيم لقاء سوري سوري “عادل ومتوازن” بهدف الوصول الى حل سياسي ووقف سفك الدماء في سورية.

وأوضح سيفكوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن روسيا لا تسعى الى فرض هيمنتها في المنطقة أو إجلاس موالين لها في سدة الحكم كما تحاول الولايات المتحدة فعله في أماكن مختلفة من العالم و أن تكرر ما حاولت الدول الغربية فعله بإجبار الشعب السوري على تغيير الحكم بتنصيب مجموعة قطعت علاقاتها مع هذا الشعب ومقيمة منذ فترة طويلة في تركيا ومدعية بأنها معارضة حرة .

وأكد سيفكوف أن سلسلة لقاءات المعارضة السورية التي جرت سابقا بمبادرة من أمريكا والدول الأوروبية الغربية ودعم خاص من الحكومة في تركيا كانت منحازة بشدة وبشروط مسبقة ترمي للإطاحة بالحكومة واغتصاب السلطة وتسليم الحكم في البلاد للمعارضة.

وأشار سيفكوف الى ان المبادرة الروسية لم تفرض أي شروط مسبقة وهي تصر على أن مصير سورية يجب أن يحدده الشعب السوري فقط .

2وفي مقابلة مماثلة أكد سيميون بوغداساروف النائب السابق في مجلس الدوما الروسي ومدير مركز دراسات بلدان الشرق الاوسط واسيا الوسطى أن أي لقاء بين أطراف مختلفة لا بد أن يثمر عن حلول بناءة لكن المسألة هي في الأطراف المشاركة في هذا اللقاء مشيرا الى انه يجد صعوبة بفهم من سيمثل المعارضة نظرا لانها ممثلة بمئات التنظيمات مشيرا الى أهمية مشاركة شخصيات وفعاليات اجتماعية ودينية في اللقاءات السورية السورية.

وأشار بوغداساروف إلى أهمية مشاركة المعارضة الداخلية في اللقاء والتحاور معها من أجل قطع دابر المسلحين والمجموعات الإرهابية وتقليص امكانيات المسلحين .

وشدد بوغداساروف على أن الحكومة في تركيا تعتبر راعيا حقيقيا للإرهاب في سورية وهو ما شكل المسألة الرئيسية للازمة لافتا الى أهمية قيام الحكومة السورية بفضح دور تركيا في دعم الإرهابيين ما يعتبر عاملا أساسيا في محاربة المتطرفين لأن الغرب مازال صامتا تجاه ما يجري .

ودعا بوغداساروف إلى العمل على مراقبة الحدود التركية مع سورية لوقف عمليات تدفق الإرهابيين إليها.

3من جانبه وصف بوريس دولغوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية اقتراح روسيا بوضع ساحة موسكو منصة للقاء بين ممثلي المعارضة السورية وممثلين عن الحكومة بأنه ظاهرة مهمة وحدث يبعث على الأمل مذكرا بموقف روسيا الداعي باستمرار إلى حل الازمة بسورية بالطرق السياسية.

وأشار دولغوف إلى وجود من يعمل على إفشال هذه الجهود وعرقلة حل الازمة في سورية منتقدا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول مواصلة بلاده دعم المعارضة المسلحة التي تواصل تنفيذ عمليات إرهابية ضد الشعب السوري وواصفا تلك التصريحات بانها لا تنسجم مع مزاعم الإدارة الأمريكية حول سعيها إلى حل الأزمة بالطرق السياسية.

ووصف دولغوف المعارضين الذين امتنعوا عن الحضور واستغلال هذه الفرصة بانهم دمى تحركها مصالح إقليمية ودولية ولا يرجون حلا حقيقيا للأزمة في سورية معتبرا أنهم يبعدون أنفسهم عن المشاركة مستقبلا في عملية الحل وترسيخ الاستقرار في سورية.

4بدوره عبر فيكتور ستيبانيوك رئيس الحزب الاشتراكي الشعبي في مولدافيا عن تأييد حزبه لمثل هذا المدخل للتوصل إلى حل للازمة في سورية لأن الحوار يشكل السبيل الوحيد الذي يجب على القوى السياسية في سورية أن تتبعه.

وعزا ستيبانيوك أسباب المحاولات الأمريكية وبعض الدول الغربية والإقليمية الرامية الى إفشال لقاء موسكو الى التحدي الجيوسياسي مشيرا الى ان الموقف الامريكي كان متناقضا دائما وهناك أدلة ثابتة عديدة بأن الولايات المتحدة تدفع ببعض الدول نحو تأجيج هذه الأزمات.

وكانت وفود المعارضات السورية استأنفت لقاءاتها ومشاوراتها في موسكو في وقت سابق صباح اليوم وراء الابواب المغلقة بحضور المشاركين فقط بعيدا عن وسائل الإعلام.