ملامح إنسانية من بلدي ومن العالم.. محاضرة للمؤرخ فيصل شيخاني بثقافي حمص

حمص-سانا
سلط الباحث التاريخي الدكتور محمد فيصل شيخاني في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي بحمص اليوم الضوء على مواقف إنسانية مشرقة لعدد من الشخصيات التاريخية والسياسية في العالمين العربي والغربي والتي تركت اثرا عظيما في نفوس الأجيال اللاحقة.
واستعرض شيخاني في محاضرته التي حملت عنوان ملامح إنسانية من بلدي ومن العالم وهي عبارة عن دراسة تاريخية واجتماعية وطرائفية عامة جملة من الأقوال والأفكار والمعالم ضمن مواقف وطرائف لعدد من المؤرخين ورجال الدين والسياسيين لافتاً الى أن تلك المواقف كرست احترام العالم لتلك الشخصيات وجعلت لهم بصمة في التاريخ.
ووقف المفكر عند عدد من تلك الملامح الانسانية وأبرزها مقولة المؤرخ الروماني 20/73م.. احترم مجد المؤسسين القدماء وشيخوخة الإنسان المكرمة وقداسة المدن العريقة واكرام الآثار واحترام الأعمال العظيمة.
ومقولة المفكر الاميركي الآن بلوم إلى الشعب الأميركي “تذكروا أن الله هو الذي أخرجكم من بيوتكم في أوروبا واسكنكم في هذه الأرض الخيرة أرض الله00 فكونوا أقل حدة وصرامة من الطغاة الأوروبيين الذين انقذكم الله منهم”.
ومن المقولات التي تستحق التنويه مقولة زنوبيا ملكة تدمر “لأمر ما جزع قصير انفه”.. وعن الامبراطورة جوليا دومنا قولها في حادثة طرائفية عام 190م.. اذكر لهم أيها الفيلسوف بانيان ما حدث عند عبورك الحدود عند نهر الفرات عندما سألك موظف الحدود ماذا تحمل… فقلت..السلام والعدل والصدق وهي تنتهي بعلامة التأنيث في اللاتينية فقال..
جهز ثلاث فيزات للفتيات الثلاث لاسمح لهن بمرافقتك.
ويضيف الدكتور شيخاني أن من بين المقولات المأثورة في التاريخ مقولة الملك الضليل الشاعر امروء القيس عندما حاول استرداد ملك أبيه والانتقام له قبل الاسلام وهو في طريقه الى حوران ماراً بحمص لقد انكرتني بعلبك وأهلها.. ولابن جريح في قرى حمص انكرا.
وقول القائد التاريخي خالد بن الوليد عام 12 للهجرة.. قتلت أرض جاهلها واحيا أرضاً عالمها.. ومقولته الشهيرة ايضاً حين حضرته الوفاة.. حضرت مئة معركة او زهائها ولا يوجد موضع شبر في جسمي الا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية نبل وها انذا اموت على فراشي حتف انفي.. فلا نامت اعين الجبناء.
ومقولة سعد بن عمير والي حمص عام 17 للهجرة.. ليس الاسلام ضرباً بالسيف واخذاً بالرماح ولكنه يعتمد الحق والعدل في الفتوح كبناء وتعاون ولذلك رد القائد أبو عبيدة ما أخذه من أهل حمص حين غادرها قبل معركة اليرموك.
ومن المواقف التاريخية المشرفة أيضاً مقولة الملك المجاهد عندما سأله خاله القائد التاريخي صلاح الدين عما حفظه من القرأن الكريم فقال له.. وصلت إلى الاية التي تقول ولا تأكلوا اموال اليتامى وكان السلطان قد صادر أموال أبيه المنصور ابراهيم فقال صلاح لموظفيه.. ردوا له أموال ابيه فهذا حافظ للقرآن مثل خاله.
واعتبر شيخاني أن حمص محظوظة بخوالدها بدءاً من قائدها التاريخي خالد بن الوليد ورجل الدين اثنا سيوس الذي يعني اسمه الخالد مستعرضاً في الوقت ذاته أبرز الأقوال المأثورة في مدينة حمص ومنها قول المؤرخ والجغرافي المسعودي.. وصفت بلاد الشام بأنها أرض السحب والتلال والخصب وانها تنعش الجسد وتنقي البشرة وبخاصة أرض حمص التي تجمل الجسم وتنمي المدارك وماؤها نقي يرهف الحواس.
ومما يراه شيخاني جميلا في أقوال الأدباء رأي الاديب اللبناني ادمون سلامة في السعادة وتصنيفها بأربعة أركان الأول عمل مريح ومردود مناسب وثانيها زوجة صالحة وثالثها مكانة اجتماعية مناسبة ورابعها تطور دائم.
ومن الشخصيات التي تستحق التقدير كما يرى شيخاني المطران ابراهيم نعمة رئيس الكنيسة الكاثوليكية عام 2005 للميلاد حيث كان رجل دين عالم محب للعلم والتاريخ وكان يستشهد في تعليمه لتلاميذه بكثير من الايات القرآنية الكريمة وايضاً جاورجيوس ابو زخم مطران طائفة الارثوذكس الذي عرف بطيبة قلبه وتهذيبه وفكره النير وبحثه في القضايا الفكرية والإنسانية.
والمؤرخ شيخاني اديب وباحث في التاريخ والتربية والتراث وهو عضو في الجمعيات التاريخية منها جمعية العاديات ورابطة الخريجين واتحاد الصحفيين وله مؤلفات وكتب تاريخية واجتماعية عديدة إضافة إلى كتاباته في عدد من الصحف المحلية والعربية ونال شهادات تقدير عديدة.
ويعتبر شيخاني المعرفة قوة والنظام سبيلاً للازدهار واحترام العظماء فخراً ويؤمن بالمثل العليا وبأهمية التربية للشباب.