ترميم لوحة فسيفساء حرم الجامع الأموي الكبير بدمشق بكفاءات وطنية

دمشق-سانا

قامت الكوادر الوطنية في مديرية المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف مؤخراً بترميم الجزء المتضرر من لوحة الفسيفساء التي تزين الواجهة الخارجية الرئيسية لحرم الجامع الأموي في دمشق التي تضررت في وقت سابق جراء اعتداء إرهابي بقذيفة هاون.

وقال الدكتور مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للآثار والمتاحف لـ سانا لقد تم تشكيل لجنة من الخبراء مهمتهم توثيق الحالة الراهنة للوحات الفسيفساء في الجامع الأموي وتبين خلال أعمال الدراسة والتوثيق حالة الحفظ السيئة جدا للوحة الفسيفساء التي تزين الحرم وقابليتها للسقوط.050

ولفت عبد الكريم إلى أنه بفضل التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف ووزارة الثقافة وإدارة الجامع الأموي تم تشكيل لجنة مشتركة بين المديرية العامة للآثار والمتاحف ووزارة الأوقاف من أجل التدخل السريع لصيانة اللوحة التي تزين الحرم وترميمها والتي لم ترمم مطلقا منذ الحريق الذي تعرض له الجامع الأموي عام 1893 م وتعاني من أضرار بليغة وهي في حالة حفظ سيئة جدا وعرضة للسقوط.

وفي دراسة للفسيفساء الموجودة أفاد الخبراء في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن بعض أجزاء اللوحة توءرخ على الأرجح بالقرن 11 وأجزاء أخرى توءرخ بالفترة الواقعة ما بين القرن 12 والقرن 13 م.

كما أوضح مدير المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور كميت العبد الله الخبير في دراسة فن الفسيفساء القديم أن مشاهد اللوحة تصور مباني وأشجارا تنسجم مع مواضيع لوحات الفسيفساء التي تزين الجامع الأموي وأن عمليات الترميم ستكشف عن المزيد من المشاهد والزخارف الجديدة.040

كما أشار الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى أن أهم ما يتميز به الجامع الأموي الكبير في دمشق “أضخم آبدة أثرية باقية من العصر الأموي” هو احتفاظه حتى اليوم ببقايا أجزاء أصلية أموية من لوحات الفسيفساء أهمها لوحة الفسيفساء التي تزين الواجهة الخارجية الرئيسية لحرم الجامع الأموي والتي ما زالت أجزاء منها أموية أصلية توءرخ بعهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك 705-717م.

ويشير خبيرا الترميم محمد أمين كايد وبرهان الزراع أن اللوحة تعاني من انفصال عن الجدران الحاملة ومن تشققات وانتفاخات كبيرة بالإضافة إلى وجود طبقات كربونية نتيجة الحريق الذي تعرضت له بسماكة من 1-2 مم بالإضافة إلى وجود طبقة من روث الطيور.

ولفت خبيرا الترميم الى أن عملية الترميم بدأت بإجراءات إسعافية شملت تدعيم الأجزاء التالفة وإزالة كافة الرواسب الكربونية عن السطح وإظهار الألوان الأساسية للمكعبات
المستخدمة في التشكيل الزخرفي ومن المقرر ان تنشر المديرية في وقت لاحق كل مراحل الترميم والصيانة والحفظ.

ميس العاني