الشريط الإخباري

العمد… موقع أثري في القريا يحتاج إلى مزيد من التوثيق

السويداء-سانا

ما زال يحمل موقع العمد الأثري في بلدة القريا بالسويداء الكثير من الأسرار التي لم يكشف عنها وإن كان يعيده بعض الباحثين إلى العصر الروماني.

رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان بين أن هذا الموقع ارتبط بذاكرة أبناء البلدة كأبدة أثرية لكن لا دراسات توثيقية حول تاريخه واستخداماته لافتا إلى أن الموقع يضم جزءا من رواق مسقوف بالربد البازلتي فوق أعمدة أسطوانية غير مزخرفة وتتوسطه مدرجات صغيرة ربما قد لا تعود لفترة بناء الأعمدة نفسها.

ويوجد إلى الغرب من موقع العمد كما ذكر كيوان مقبرة أثرية أظهرت فيها التنقيبات التي أجرتها دائرة آثار السويداء لقى تعود إلى الفترات البيزنطية والإسلامية.

من جانبه اعتبر الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم أن الموقع من الشواهد المهمة الباقية من العصرين الروماني والبيزنطي ويمثل بوضعه الحالي ما تبقى من معبد كان مخصصا لآلهة حوريات الماء في العصر الروماني ثم تحول إلى دير بالعصر البيزنطي لافتا إلى وجود كتابة يونانية باقية إلى يومنا هذا تدل على حجر أساس لبركة في جانبه تعود إلى عام 294 ميلادي في عهد الإمبراطور ديوكيلسيان وتم ردمها بعد منتصف القرن العشرين إضافة إلى وجود بقايا لبرج مرتفع بجواره كان يستخدم للمراقبة.

وأشار حاطوم إلى أنه وفق أحد الرحالة السويسريين الذي زار المنطقة بين عامي 1800 و1812 ميلادي فإن أهالي المنطقة أخبروه عن وجود مبنى صغير قرب البركة كان يسمى الحاووز مزود بأقنية ومزاريب توزع المياه إلى البركة ومنازل البلدة وقد زال فيما بعد.

ووفق رئيس مجلس بلدة القريا وليد شقير فإن هذا الموقع المقابل لصرح الثورة السورية الكبرى يقع ضمن البلدة القديمة مؤكدا أهمية التعاون مع دائرة آثار السويداء لإعادة تأهيله واستثماره من النواحي السياحية وخاصة مع وجود بنى تحتية تخدمه إضافة إلى ضرورة تحقيق نسيج عمراني متناسب عبر إكساء الأبنية المحيطة به بحجارة تتناسب وطابعه الأثري.

يذكر أن بلدة القريا تبعد عن مركز مدينة السويداء نحو 19 كم وترتفع عن سطح البحر نحو 1050 مترا ويحدها من الغرب مدينة بصرى الأثرية.

عمر الطويل