الشاعر الراحل توفيق عنداني في عيون أدباء وفنانين وإعلاميين

دمشق-سانا

ترسم مسيرة حياة الشاعر الغنائي الراحل توفيق عنداني صورا من مراحل ازدهار الأغنية السورية وإبداعات المشتغلين فيها منذ ستينيات القرن الماضي.

عنداني الذي رحل عنا أول أمس عن عمر ناهز الحادية والثمانين في سجله أكثر من 400 أغنية كتبها لكبار نجوم الطرب في سورية والوطن العربي من صباح فخري ورفيق شكري ومصطفى نصري ورفيق سبيعي وشادي جميل وعبد الرزاق محمد وأحمد الشريف ووديع الصافي ونور الهدى ومها الجابري وسهام ابراهيم وسوزان عطية وغيرهم شدوا من يراعه أجمل الكلمات عن الوطن والحب وقضايا الناس.

وكان الراحل أيضاً علماً من إعلام الصحافة السورية وله بصمات مهمة في هذا المضمار ولا سيما عبر مجلته صوت العرب فإبداعه لم يقتصر على الشعر فقط بل تعداه إلى البحث الفني والموسيقي ومتابعته لسير إعلام الفن والإبداع ولا سيما عبر برنامجه الذي كان يعده على شاشة سورية دراما بعنوان ذهب عتيق إضافة إلى رعايته شؤون كتاب الأغنية عبر ترؤسه جمعية المؤلفين وشعراء الأغنية السورية.

عنداني الذي كرم عدة مرات آخرها من قبل وزارة الإعلام السورية ونال العديد من الجوائز فيما يخص الأغنية السورية ترك رحيله أثراً بالغاً في نفوس أحبابه وزملائه فالشاعر عبد الرحمن الحلبي تحدث عنه كإعلامي و كشاعر و موثق فني اختزن بذاكرته مسيرة أجيال متتالية على مستوى الفن و الثقافة رافدا المكتبة العربية بكتاباته الشعرية طوال ستين عاماً قدم من خلالها الأغنية الوطنية و القصيدة و الطقطوقة و الاغنية الاجتماعية و المونولوج والتي لحن كلماتها معظم الملحنين السوريبن مؤكدا تميز شاعرنا الرحل بالكلمة المرهفة وباسلوب السهل الممتنع كما تجلى ذلك في أغانيه للراحل رفيق سبيعي منها عود تحبك و الطمع ضر ما نفع – انت روحي وناح الجيبة لا لتقرب و هي من ألحان الفنان الراحل شاكر برخان و اغنية أم صياح عم تتقدم و هي من ألحان الموسيقار الرحل سهيل عرفة.

ولفت الحلبي الى تميز توفيق عنداني بعفويته وقدرته على نظم الشعر مباشرة وذاكرته الوقادة عبر حفظه معظم قصائده و أغانيه غيبا مبينا انه لمس خلال صداقته الطويلة معه دماثة خلقه وثقافته ومحبته للاطلاع.

أما الدكتور الشاعر مزاحم الكبع فوصف الراحل عنداني بأنه كان من بين الشعراء الكبار الذين تعرف إليهم فوجد فيه الشخص المليء أدباً وصدقاً وحبا وإخلاصاً لموهبته والإنسان الجريء والصريح الذي لا يجامل ولا يحابي أحداً حين يتعلق الأمر بالشعر بشكل عام وبالشعر الغنائي بشكل خاص كما كان ودوداً مع الجميع الذين أحبوه لأخلاقه وتاريخه الأدبي والإعلامي الطويل لافتاً إلى أنه لن يستطيع أحد أن يملأ مكانه بعد رحيله مهما أوتي من براعة الكتابة وشفافية الكلمة وسلاسة الأسلوب.

واستذكرت المطربة سهام ابراهيم تعاملها الفني مع الراحل عنداني الشاعر المميز في عدد من أجمل أغانيها مشيرة إلى أنه كان بالنسبة لها صديقاً عزيزاً وكان التواصل دائماً بينهما فضلاً عن تميزه بحبه لفنه ولأصدقائه وبقائه حتى آخر عمره يتعامل مع فنه بهواية وشغف.

الأديب والباحث غسان كلاس أشار إلى أن الراحل عنداني كان من القامات الإبداعية المتميزة التي استطاعت أن تضع بصمات واضحة في مسيرة الفن والأدب لافتاً إلى أننا برحيله نخسر واحدا من قامات الزمن الجميل الذين لم يبق منهم إلا القليل ممن نذروا حياتهم للإبداع والعطاء وإسعاد الآخرين.

وبين كلاس أن عنداني كان الإنسان المتفائل المتنوع في إبداعاته وأخذ بيد الواعدين والموهوبين ليوصلهم إلى بر الأمان سواء في مجال الأدب أو الفن موضحاً أن علاقته به كانت متجذرة وعميقة من خلال الإيمان بالحرف والكلمة وعبر العلاقات الاجتماعية بشكل عام حيث جمعهم الكثير من المهرجانات والندوات.

الإعلامي عدنان بكرو معد برامج ثقافية بإذاعة دمشق أكد أن الراحل توفيق عنداني أحد أهم شعراء الأغنية السورية عمل في بداياته بالصحافة المكتوبة وانتقل فيما بعد للعمل في الصحف السياسية والفنية في مصر وأجرى لقاءات عديدة مع كبار نجوم السينما والمسرح والغناء لافتاً إلى أنه كان منذ صغره يميل إلى كتابة الشعر فوضع مجموعة شعرية في ستينيات القرن الماضي ليحترف بعدها كتابة الأغنية ما جعله يمتلك علاقات واسعة مع نجوم الطرب والغناء ويحقق معرفة واسعة بأنواع وأشكال الطرب الأصيل كما كان من القلائل الذين فازوا بجوائز عنها وبرحيله تنطفئ شمعة إضاءت على الأغنية السورية في زمنها الجميل.

شذى حمود