كورونا في أمريكا.. حصاد متزايد للأرواح وانقسامات سياسية تعيق التعامل مع الوباء

دمشق-سانا

في الوقت الذي تحاول فيه دول العالم توحيد الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد والحد من انتشاره تتخبط الولايات المتحدة في أساليب التعامل مع تفشي هذا الفيروس بعد حصاده أعدادا متزايدة من أرواح الأمريكيين فاقت ثلاثة آلاف شخص وسط تعمق الانقسامات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومحاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسييس هذه الجائحة خدمة لمصالحه.

التناقضات الكبيرة في طريقة تعامل السياسيين وحكام الولايات الأمريكية على وجه الخصوص مع تفشي فيروس كورونا اظهرت وفق وكالة اسوشيتيد برس عمق الانقسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين كل وفق توجهاته السياسية وأكدت أن جائحة عالمية بخطورة كورونا غير قادرة هي الاخرى على ردم الفجوة والانقسامات السياسية في عهد ترامب.

الخلافات التي ظهرت بين صفوف السياسيين الأمريكيين ازدادت منذ وصول كورونا إلى قارة أوروبا وتهديده المؤكد للولايات المتحدة حيث اعتمد ترامب أسلوب المماطلة باتخاذ إجراءات تمنع الفيروس من التفشي وأصر على التقليل من خطورته على الأمريكيين وحذا مؤيدوه من الحزب الجمهوري حذوه بينما تزايدت الأصوات الناقدة والمطالبة بتحرك الإدارة الأمريكية لمواجهة الفيروس بين صفوف السياسيين في الحزب الديمقراطي لتظهر هذه المرة خلافات جديدة وأكثر خطورة بين الحزبين كونها تؤثر بشكل مباشر في حياة الأمريكيين. صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت في مقال رأي لها إنه عندما يقوم بعض المسؤولين بصياغة ردهم على حالة طوارئ صحية عامة بالاستناد إلى الحقائق والبيانات والعلم وتقوم مجموعة أخرى من المسؤولين بالتقليل من خطورة الأمر تبعا لأوامر ترامب وأهدافه السياسية الصريحة فإن كلمات مثل “القبلية والاستقطاب” لا توضح حقيقة ما يجري فعلا.

الصحيفة أشارت إلى أن الضرر الكبير الذي تسبب به ترامب في تعامله مع فيروس كورونا يكمن في اتباع عدد كبير من المسؤولين الامريكيين أوامره وتقليلهم خطورته بمن فيهم حاكما ولايتي اوكلاهوما وفيرجينيا الغربية اللذان شجعا الناس على مواصلة حياتهم ونشاطاتهم بشكل طبيعي.

ترامب الذي واجه انتقادات واسعة لتعامله مع كورونا واستهتاره الواضح بحياة الأمريكيين ولا سيما في تصريحاته الأخيرة التي اعتبر فيها أن حصر عدد الوفيات نتيجة الفيروس ما بين 100 و200 ألف حالة وفاة يعد عملا جيداً استسلم أخيرا للواقع وتراجع عن رأيه بإنهاء الحظر الصحي ووافق تحت ضغط الأرقام والبيانات وأعداد الإصابات والوفيات المتزايدة على تمديد إجراءات التباعد الاجتماعي إلى نهاية نيسان على الأرجح.

أدراك ترامب خطورة فيروس كورونا جاء على الأغلب متأخرا لكنه من المؤكد كشف أن الفجوة التي تباعد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وإصرار كل منهما على تسييس أي مشكلة تواجه الولايات المتحدة لن تردم في أي وقت قريب حتى لو كان ذلك في سبيل التصدي لجائحة خطيرة مثل كورونا.

باسمة كنون

انظر ايضاً

زاخاروفا: أمريكا تخدع الأغلبية العالمية بالحل السلمي للقضية الأوكرانية

موسكو-سانا قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن الولايات المتحدة تخدع الأغلبية …