ماسكات من الجلد أحد إبداعات الفنان علي معلا

طرطوس-سانا

هو واحد من سلالة أولئك المبدعين الذين قدموا من لواء اسكندرون السليب قبل أكثر من سبعين عاما ليزين بإبداعاته الفنية الجميلة والمتنوعة وجه بلاده الثقافي المعاصر إلى جانب ما قدمه أولئك الكبار من أمثال أدهم اسماعيل وصدقي اسماعيل وحيدر يازجي وحنا مينة وهاني الراهب وزكي الأرسوزي وسليمان العيسى وكثيرون غيرهم في الفكر والفن والأدب.

الفنان علي بهاء معلا الرسام النحات صانع الآلات الموسيقية العاشق لتصميم وصناعة السفن الفينيقية لا يتوقف إبداعه منذ أكثر من أربعين عاما ولا ينضب معينه يطور أساليبه ويبتكر دائما أفكارا جديدة مطوعا خاماته لإنتاج كل ما تجود به قريحته ويمن عليه خياله الخصيب.

آخر إبداعات الفنان معلا هو تحويل الجلد الطبيعي إلى أعمال فنية على شكل ماسكات جسد من خلالها وجوها لشخصيات اجتماعية من الواقع كبداية لمشروع أوسع وأكبر في هذا الإطار.

وفي مقابلة مع مراسل سانا قال الفنان معلا: “أستخدم كل أنواع الجلد الطبيعي في هذا الفن الجديد حيث أخضع المادة الخام لمراحل عدة من المعالجة وصولا إلى الشكل النهائي للماسك” مؤكدا أن الجلد الطبيعي مقاوم لعامل الزمن ويتحمل مختلف الظروف الطبيعية ويحافظ على الشكل المنجز نتيجة الدقة في العمل والمهارة في التنفيذ.

ويحتاج العمل على الجلد بحسب معلا إلى الدقة العالية والجهد الكبير والصبر الطويل مبينا أن فكرة العمل على الجلد لم تأت من فراغ وإنما هي بالإضافة إلى الإلهام الذي يتحلى به الفنان عن غيره خلاصة تجارب سابقة ومتعددة على مادة الجلد نفذ عبرها منحوتات صغيرة تطورت لتأخذ شكلها الحالي في تصوير الوجوه.

ولفت معلا إلى أن الباب مفتوح لابتكار أعمال إبداعية أخرى ومختلفة بشكلها ومضمونها وأن على الفنان أن يجدد دائما في أسلوبه وأفكاره وألا يرهن نفسه لنمط فني أو مدرسة فنية محددين مستخدما ألوانا خاصة وهي كما أوضح تتفاعل مع الجلد وتتماهى معه كي يكون العمل في النهاية محاكيا للواقع.

يستلهم الفنان معلا موضوعاته من شخوص المجتمع أطفالا ونساء ورجالا وشيوخا تعكس في ملامحها وتعابيرها حالات إنسانية مجسدا مشاعر وأحاسيس أصحابها التي تتنوع ما بين الفرح والحزن والألم والغضب والتأمل مشيرا إلى أن مشروعه القادم سيركز فيه على إنتاج ماسكات لشخصيات معروفة في الفكر والأدب والفن والسياسة.

ولكن الفنان كما يرى معلا لا يمكن أن يستمر في العطاء والإبداع من دون تحفيز وتقدير لإبداعه ودعم مبينا أن كل ذلك يعود بالفائدة الكبيرة على الوطن.

الفنان معلا بدأ دراسة الفن التشكيلي عام 1979 في جامعة دمشق لكنه غادرها لمتابعة الدراسة في اسطنبول لمدة أربع سنوات ومنذ عودته إلى الآن يمارس الإبداع في اتجاهات مختلفة “توحدت داخله كما البلد المزدحم” كما وصف بذلك مرة الفنان العالمي بيكاسو ليغدو معلا أحد أبرز الوجوه التشكيلية السورية في مجال النحت.

أعمال معلا موزعة في بلدان كثيرة وشارك بالعديد من الملتقيات النحتية المهمة وأعماله مقتناة من قبل جهات رسمية وخاصة كما أنه فنان في صناعة التي العود والقانون الموسيقيتين ومصمم للسفن الفينيقية ولعدد من الآلات التي تعبر عن طاقة إبداعية.

تجدر الإشارة إلى أن الفنان معلا أنجز قبل خمس سنوات عملا في ملتقى النقيب للنحت بعنوان طرطوس أم الشهداء حيث لا يزال العمل في مكانه دون أن ينقل لموقع آخر مناسب.

خيرالله علي