صعوبات وتحديات تدفع بعض مزارعي السويداء للإحجام عن زراعة الكرمة

السويداء-سانا

رغم قدم زراعة شجرة الكرمة في محافظة السويداء وتميز ثمارها بنكهة طيبة تعكس طبيعة البيئة المناسبة لزراعتها وعناية المزارع بها يتراجع إنتاجها والمساحات المزروعة بها تدريجيا مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة صعوبات وتحديات تواجه مزارعيها.

ووفق الأرقام الواردة من مديرية زراعة السويداء فإن المساحات المزروعة بأشجار الكرمة تراجعت من 11 ألف هكتار عام 2006 إلى نحو 9847 هكتارا حاليا.

وتقدر مديرية الزراعة إنتاج الموسم المنتهي مؤخرا من العنب بشكل أولي بنحو 31301 طن متراجعة عن العام الماضي الذي سجل إنتاج 32 ألفا و582 طنا وذلك ليس مرده لتراجع المساحات المزروعة فقط وإنما لموجة الصقيع التي تعرض لها المحصول نهاية شهر آذار من العام الحالي.

وفي السنوات الأخيرة أحجم بعض المزارعين عن زراعة العنب واستبدلوها بأشجار التفاح جراء يباس عدد من أشجار الكرمة نتيجة تعرض بعض قرى المحافظة وخاصة الجنوبية منها للجفاف وعدم تحقيقها الربحية والإنتاجية المطلوبة قياسا إلى التفاح.

ويشرح المزارعون صعوبات عديدة تواجههم مع زراعة شجرة الكرمة أهمها عدم قابلية ثمار العنب الناتجة عنها للتخزين قياسا إلى غيرها من المنتجات وعدم وجود أسواق هال بالمحافظة لتصريف المنتج واقتصار أبواب التسويق على معمل التقطير أو الشركة السورية لتصنيع العنب التي تستقبل النوع العصيري فقط والذي يشكل نحو 60 بالمئة من كامل الإنتاج.

ويواجه معمل التقطير المنفذ التسويقي الوحيد لمنتج العنب بالمحافظة وصمام الأمان بالنسبة للمزارعين حسب مديره المهندس وليد نصر عدم القدرة على تصريف منتجاته والذي تعود أسبابه الرئيسية إلى الأوضاع الراهنة الأمر الذي أدى إلى تراجع مبيعاته وبالتالي التأخر في صرف كامل أثمان العنب المسوقة إليه من المزارعين للموسم الماضي وبقاء 40 مليون ليرة منها حتى تاريخه مع عدم البدء بصرف أثمان العنب المسوق هذا الموسم.

كما يعاني مزارعو شجرة الكرمة من مشكلة انتشار حشرة الفيلوكسيرا التي ألحقت بحسب مدير الزراعة بالسويداء المهندس بسام الجرمقاني أضرارا كبيرة بهذه الاشجار وأصابت مساحة حوالي 3 آلاف هكتار حيث تقوم المديرية بالتصدي لهذه الآفة الخطرة عبر دعوة المزارعين لتطبيق مجموعة من الإجراءات الفنية الزراعية الوقائية لكبح انتشارها إضافة لاستعدادها حاليا لإنتاج العقل المجذرة لأصول مقاومة للآفة وموثوقة وهو الحل العلمي الأنسب متوقعا بدء توزيعها الموسم بعد القادم.

وتتنوع أصناف ثمار العنب بالسويداء وأشهرها السلطي بأنواعه والبلدي والحلواني والأسود فضلا عن أصناف تصنيعية نسبة الحلاوة فيها عالية جدا وتبنى عليها صناعات محلية أهمها الدبس المتوارث عن الأجداد منذ مئات السنين والذي يحظى بطلب كبير نظرا لقيمته الغذائية ولا يقتصر وجوده فقط ضمن منازل المزارعين الذين يصنعونه بل أصبح منتشرا في أسواق المحافظة وخارجها حتى أنه يصدر إلى بعض الدول المجاورة وكذلك منتج الزبيب الذي يعتبر من الصناعات الغذائية التقليدية المهمة.

ويطالب المزارعون من أجل تذليل الصعوبات التسويقية بضرورة تطوير الصناعات القائمة على منتج العنب وتشجيعها منزليا والتعاون مع مؤسسات القطاع العام لتسويق الدبس وإقامة جمعية أو اتحاد لمصنعي الدبس وشركات تسويقية مختصة بصناعة الزبيب وتأمين أسواق خارجية لتصريف المنتج والترويج له وزيادة المشاركة بالمعارض الزراعية الخارجية لفتح باب تصديره بشكل أكبر واعتماد العنب محصولا أساسيا ودعمه عبر صندوق الدعم الزراعي بما يسهم في حماية المنتج وبالتالي المزارع ويصل عدد أشجار الكرمة في محافظة السويداء الى 5ر4 ملايين شجرة يشكل المثمر منها 3 ملايين و973 ألف شجرة تتركز أغلبيتها في السفوح الجبلية وبصورة رئيسية في مناطق ظهر الجبل والكفر ومياماس والسهوة وعرمان وقنوات ونظرا لتعدد الظروف المناخية التي تزرع بها شجرة الكرمة في المحافظة فإن زمن إنتاجها طويل يبدأ مع نهاية شهر تموز ويستمر لنهاية شهر أيلول.

عمر الطويل