دمشق-سانا
انطلاقا من أهميتها في تاريخ سورية والمنطقة وحفاظا عليها كإرث ثقافي يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام افتتح المعهد العالي للغات بجامعة دمشق اليوم دورة مجانية لتعليم اللغة الآرامية بمشاركة اكثر من 230 من المهتمين بينهم فنانون وخريجون وطلبة جامعات.
وقال الدكتور نايف الياسين عميد المعهد في تصريح لـ سانا “إن الدورة ستستمر ستة اسابيع بمعدل يومين في الأسبوع ولمدة ساعتين يوميا وفق نظام المجموعات” لافتا إلى أن المعهد أقام في السنوات الماضية دورة لتدريب وتأهيل مدرسين مختصين باللغة الآرامية في معلولا وأصبح عدد منهم الآن جاهزا لتدريسها.
ولفت الدكتور الياسين الى أهمية اللغة الآرامية في تاريخ سورية والمنطقة حيث “كانت اللغة السائدة والاوسع انتشارا خلال القرن السادس قبل الميلاد إضافة إلى أنها لغة السيد المسيح وما زال سكان بلدة معلولا والمناطق المحيطة بها يتحدثون بها حتى اليوم في ظاهرة فريدة لا توازيها أي لغة من اللغات القديمة في العالم”.
بدورها قالت الفنانة سلاف فواخرجي انها تشارك في الدورة لاستعادة “معلوماتي السابقة عن هذه اللغة التي كانت أساس دراستي في قسم الآثار فترجمت الكثير من النصوص الآرامية لكن ضغوط العمل أنستني جزءا منها إضافة إلى كونها لغة أساسية من اللغات السورية القديمة” لافتة إلى أنها جاهزة لاتباع أي دورة عن اللغات القديمة.
وأوضح وسام أسعد طالب حقوق أن اللغة الآرامية من أقدم اللغات بالشرق الأوسط وأهم اللغات السامية القديمة ولغة العلم في العصرين الأموي والعباسي فمن الاهمية الكبيرة فهم هذه اللغة لفهم التاريخ بينما أشار يوسف كحلة خريج معهد إدارة فنادق إلى أن اهتمامه بهذه اللغة يأتي من محبته وشغفه بالتاريخ والاستفادة منها بعمله كدليل سياحي.
يذكر أن اللغة الآرامية انتشرت في مناطق واسعة لتصبح عالمية على مدى أكثر من ألف عام بعد تأسيس الدولة الآرامية في أواسط سورية وعاصمتها دمشق منذ 1500 قبل الميلاد وهي من اللغات القديمة الأقرب إلى العربية نطق بها الآراميون وبدأت الكتابة بها منذ القرن العاشر قبل الميلاد وانتشرت في رقعة واسعة شملت بلاد الشام والعراق ومصر حتى أنها أصبحت اللغة الرسمية للامبراطورية الفارسية الاخمينية منذ القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي.